لوس أنجليس تايمز: واشنطن وطهران في مأزق..لماذا وكيف يمكن الحد من التوتر في الشرق الأوسط؟
بُذلت جهود كبيرة لمحاولة ترتيب لقاء بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشهر الماضي عندما كانا في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويقال إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان كانوا يعملون على تسهيل عقد اجتماع بين القادة الإيرانيين والأمريكيين، ولكن هذا لم يحدث.
لماذا؟ يجيب الكاتب سعيد حسين موسفيان في مقال نشرته صحيفة”لوس انجليس” أن الحقيقة هي أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران لديهما رغبة جدية في المفاوضات، على الرغم من المزايا الواضحة لكلا البلدين في الحد من التوترات بينهما، وأضاف الكاتب أن ترامب يريد إجراء محادثات مباشرة مع إيران، ولكن فقط عبر سياسة الحد الاقصى من العقوبات، ولكن إيران لن تستجيب لذلك، وفي النهاية، تم قتل أي فرصة للمفاوضات.
وجاء في المقال أن سياسة الضغط الأقصى تدور حول فكرة خاطئة مركزية مفادها أنها ستضع ضغوطاً اقتصادية كافية على إيران لإجبارها على قبول مطالب ترامب، وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الا انه لم يتم تحقيق أي من أهداف الضغط القصوى.
وفي المقابل، تطالب إيران بتنازلات من الولايات المتحدة لن توافق عليها الإدارة الأمريكية، بما في ذلك إعادة تنفيذ الصفقة النووية والغاء جميع العقوبات.
ويوضح الكاتب ان هناك عائقاً آخر أمام المفاوضات هو التصورات الخاطئة لكل بلد عن الآخر، فالولايات المتحدة تعتقد أن الاقتصاد الإيراني في خطر وشيك بالانهيار نتيجة للعقوبات، وهناك اعتقاد سائد في إيران بأن الغرب في تراجع وأن الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط قد انتهت، وهناك اعتقاد أن الولايات المتحدة فشلت في كل صراع تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية.
ووفقا لرأى موسيفان، فإن الخطوة الأكثر واقعية نحو الحد من التوترات في الشرق الأوسط، ومعالجة المأزق بين إيران والولايات المتحدة، هي تنحية فكرة المفاوضات بين البلدين جانباً في الوقت الحالي والتركيز بدلا من ذلك على تسهيل المفاوضات المباشرة بين إيران والسعودية لمناقشة الخلافات ووضع حد للحرب المستمرة في اليمن.
ويضيف الكاتب أن طهران والرياض بحاجة إلى الاعتراف بعدة نقاط قبل البدء في الحوار: أنه لا يمكن لأي من الطرفين أن يتمتع بالأمن على حساب انعدام الأمن من الجانب الآخر، وأنه لا يمكن لأي طرف أن يهيمن على المنطقة وأن الخيار الأفضل هو تهدئة التوترات والعمل نحو العمل الإقليمي القائم على المصالح المتبادلة واحترام السيادة.