لن تصدقوا ما كان يفعله والد الطفل الذي أنقذه “الرجل العنكبوت” وقت الحادث.. الأب محتجز الآن ومحاكمته قريبة!
كشفت التحقيقات عن أن والد الطفل الذي أُنقِذ من سقوط خطير من شرفةٍ بالعاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت 26 مايو 2018 كان يلعب “بوكيمون جو – Pokemon Go” عند وقوع الحادث.
وفي مقابلة مع تلفزيون BFM TV التابع لشبكة CNN الأميركية، الإثنين 28 مايو 2018، قال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولينز إن والد الطفل البالغ من العمر أربع سنوات خرج من المنزل للتسوّق، وترك الطفل في المنزل بمفرده.
وتأخرت عودته لأنه قرر أن يبدأ تشغيل لعبة الهاتف الذكي في طريق العودة، بحسب ما نقلت CNN، الثلاثاء 29 مايو/أيّار 2018.
ووفقاً لمولينز، كان والد الطفل يعتني به في باريس بينما تعيش أمّه في جزيرة ريونيون، وهي منطقة تابعة للإدارة الفرنسية في المحيط الهندي.
وانتشر المقطع الذي أظهر عملية إنقاذ الطفل انتشاراً هائلاً في نهاية الأسبوع، بعدما تسلّق مهاجر مالي الجنسية يُدعى مامودو غاساما أربعة طوابق على واجهة المبنى السكني لإنقاذ الطفل المعلّق في الهواء، وقد عُرِضَت عليه الآن الجنسية الفرنسية، ووظيفة لدى فرقة الإطفاء في باريس.
وبحسب مولينز، فإن والد الطفل – الذي يواجه عقوبة تصل إلى الحبس لمدّة عامين بسبب تخلّيه عن مسؤولياته الأبوية – يتلقّى عواقب أفعاله، وقال المتحدّث باسم المدّعي العام في باريس، برونو بدري، إنه سيُحكم عليه في سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال برونو في حديث مع CNN إنه قد تم الإبقاء على الطفل في دار رعاية مؤقّتة، بينما وُضِع الأب رهن الاحتجاز، ولكن تم جمع شملهما الآن.
“كنت أكره أن أراه يتأّذّى”
خلال زيارة أجراها غاساما، البالغ من العمر 22 عاماً، إلى فرقة الإطفاء الباريسية التي عرضت عليه فرصة العمل لديها، قال “أنا أشعر بإحساس جيد حقًا.. حقاً”.
وفي حديث مع محطّة BFM TV التلفزيونية بعد وقت قصير من عملية الإنقاذ، شرح غاساما إنه كان في الحي من أجل مشاهدة مباراة كرة قدم، حين رأى الحشود مجتمعة.
وقال “أنا أحب الأطفال، وأكره أن أرى الطفل يتأذّى أمامي، لقد جريت وبحثت عن حلول لإنقاذه. والحمد لله، تسلّقت الواجهة الأمامية من المبنى وصولاً إلى الشرفة”.
واستغرق غاساما أقل من 30 ثانية للوصول إلى الطفل، وكان يستعين بسور كل شرفة ليصعد إلى الطابق الذي يعلوه.
وقال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي دعاه إلى قصر الإليزيه ليشكره شخصياً، إن قرار تسلّق المبنى كان قراراً عفوياً.
حيث قال “أنا لم أفكّر في الأمر، أنا تسلّقت، والله ساعدني”.
وفي الفيديو، عمّت البهجة عندما وصل المهاجر الشاب إلى الطفل المتدلّي، وشدّه إلى داخل الشرفة قبل أن تصل خدمات الطوارئ بالعاصمة الفرنسية، وسرعان ما لقّبت وسائل الإعلام الفرنسية غاساما بـ”الرجل العنكبوت – “Spider-Man.
إنه شجاع بطريقة لا تُصّدق!
يُظهر المقطع المُصوَّر أيضاً رجلاً في الشقّة المجاورة التي تبعد خطوات عن مكان الطفل المعلّق في الهواء، بعدما بدأ غاساما بينما تسلّقه، وقد أمسك بالطفل.
وردّاً على الاتهامات بأن ذلك الرجل كان بمقدوره فعل المزيد من أجل مساعدة الطفل، قال الرجل الذي يُدعى فلوريان، في حديث مع محطّة BFM TV، يوم الثلاثاء 29 مايو/أيّار، إنه كان يخشى سقوط الطفل إذا حاول شدّه إلى شرفته التي يفصلها عن الشرفة المجاورة جدارٌ.
وقال فلوريان “أردّت أن أتصرّف بحذر قبل أي شيء، وبالتأكيد لم أرغب في المخاطرة بحياة الطفل”، وأشار إلى أنه كان يحث الطفل على الاقتراب منه، حيث أضاف قائلاً: “كنت أتحدّث إليه في نفس الوقت، وكنت أقول له: تعال ببطء”، وتابع قائلاً “لقد كانت لديه شجاعة خارقة”.
وقال فلوريان إن الطفل سقط من أحد الأدوار بالأعلى، قبل أن يٌمسك بشرفة الطابق الرابع “بمعجزة”.
وقال أحد الجيران، ويُدعى جيري ألفريد، في حديث مع CNN إن الأب والطفل يسكنان بالطابق السادس من المبنى.
إشادة وتقدير من القادة الفرنسيين
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غاساما إلى قصر الإليزيه، يوم الإثنين 28 مايو/أيّار، وهناك أهدى الشاب شهادة تكريم وميدالية ذهبية اعترافاً بالعمل الشجاع والعزيمة التي أظهرها.
وتحدّث غاساما مع الرئيس ماكرون بشأن الإنقاذ الذي قام به وعن صعوبة الرحلة من وطنه مالي إلى فرنسا، وفي حديث مع محطّة BFM TV، شرح أنه سافر عبر بوركينا فاسو ونيجيريا قبل أن يعبر البحر الأبيض المتوسّط على متن قارب مكدّس بالركّاب من ليبيا، إلى أن وصل أخيراً إلى فرنسا.
وقالت آن هيدالغو، عُمدة باريس، عبر حسابها الرسمي بموقع تويتر، يوم الأحد 27 مايو/أيّار، إنها اتّصلت بغاساما لتشكره على عمله الشجاع.
وقالت في تغريدتها “لقد شرح لي أنه وصل من مالي منذ أشهر قليلة حالماً ببناء حياة لنفسه هنا، ورددت بأن عمله البطولي هو نموذج لكل المواطنين وأن مدينة باريس ستحرص على دعم جهوده للاستقرار في فرنسا”.