لمواجهة كورونا.. واشنطن تقرر تريليوني دولار لمساعدة المتضررين ودعم الاقتصاد
توصل مجلس الشيوخ الأمريكي والبيت الأبيض، الأربعاء إلى اتفاق حول خطة بقيمة تريليوني دولار، لتحفيز الاقتصاد الأمريكي وملايين المواطنين المتضررين من أزمة فيروس كورونا.
تفاصيل أكثر: زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس قال إنه تم “التوصل أخيراً إلى اتفاق”، إلا أنه لا يزال يتعين على مجلس الشيوخ ومجلس النواب المصادقة على القانون قبل إرساله للرئيس دونالد ترامب للتوقيع عليه.
من جانبه، أشار المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو إلى أن “هذه الخطة ستمثل أكبر برنامج للمساعدة يخصص للاقتصاد الواقعي في تاريخ الولايات المتحدة”.
وتُشكل هذه الخطة التي تجري مفاوضات حولها بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين أيضاً، أوسع إجراءات لإنعاش الاقتصاد يتم إقرارها دفعة واحدة من قبل الكونغرس، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
كما يأتي الاتفاق بعدما دعا الرئيس ترامب صباح الثلاثاء 24 مارس 2020 الكونغرس إلى “التحرك فوراً”، وكتب في تغريدة: “بقدر ما يطول الأمر بقدر ما سيكون من الصعب إعادة إطلاق الاقتصاد وسيعاني عمالنا”.
المشهد العام: فرض فيروس كورونا على نحو 40% من الأميركيين البقاء في منازلهم أو هم على وشك أن يفعلوا ذلك، مع اختلاف حدة الإجراءات بين ولاية وأخرى، وهو ما تخشى الإدارة الأمريكية خصوصاً ترامب من تمديدها وتأثيرها على الاقتصاد.
أعرب ترامب عن ضجره من إجراءات التباعد الاجتماعي التي تسببت بتوقف الأعمال وإغلاق الأسواق، وانتقد نصائح الأطباء حيال ضرورة التعامل مع الفيروس، وقال إن الأمر لو تُرك للأطباء “لبقي العالم مُغلقاً”.
فعلى الرغم من هذا السباق مع الزمن الذي يبذله العلماء للتوصل إلى علاج، بدا أن رئيس الولايات المتحدة قد غير لهجته بعد أن قال الأسبوع الماضي إنه “في حالة حرب” ضد هذا “العدو غير المرئي”، وعاد إلى تصريحاته الأساسية والتي دفعت العديد من الخبراء إلى اتهامه بالتقليل من جسامة التهديد.
كما أن ترامب عاد إلى مقارنة الجائحة الحالية لكورونا بالإنفلونزا الموسمية، إذ قال خلال مقابلته التي جرت في صيغة الدردشة مع مراسل فوكس في البيت الأبيض، إنه يعتقد أن الإغلاق كان رد فعل مبالغاً فيه، مكرراً أن “العلاج أسوأ من المرض نفسه”.
أضاف الرئيس الأمريكي: “نحن نفقد آلافاً وآلافاً من الناس كل سنة بسبب الإنفلونزا، ولا نغلق البلد ونفقد عدداً أكبر من ذلك في حوادث الطرق. ولم نقل لشركات صناعة السيارات: توقفوا عن صنع السيارات. لا نريد مزيداً من السيارات”.
تحذيرات من القادم: في مقابل تقليل ترامب من مخاطر كورونا، نصح خبراء الصحة بأن التدابير الاحترازية المُتخذة هي الطريقة الوحيدة لمنع تفشي المرض السريع الانتقال والذي يقتل يومياً أعداداً كثيرة من البشر.
كما أن وزارة الدفاع نفسها كانت أقل تفاؤلاً وتحدثت عن احتمال استمرار الأزمة “عدة أشهر” مع توقع العودة إلى الحياة الطبيعية بحلول حزيران/يونيو أو تموز/يوليو المقبلين.
هذه المخاوف عززتها أيضاً تصريحات لمنظمة الصحة العالمية، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تتجاوز أوروبا قريباً وأن تصبح البؤرة الجديدة للوباء على المستوى العالمي.
متحدثة باسم المنظمة قالت “إننا نشهد تسارعاً قوياً جداً في عدد الحالات في الولايات المتحدة”، بحسب الوكالة الفرنسية.
كانت أمريكا قد سجلت الثلاثاء 24 مارس 2020 في بداية فترة ما بعد الظهر 600 حالة وفاة وأكثر من 50 إصابة معلنة رسمياً بفيروس كوفيد-19 وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
هذه الأرقام تجعلها الآن الدولة الثالثة في عدد الحالات المسجلة بعد الصين وإيطاليا، مع وجود بؤرة أمريكية في نيويورك، حيث سُجلت غالبية الوفيات.