لماذا يعيش الجنود البريطانيين علي المنشطات والعقاقير؟
كشف ضابط كبير بالجيش البريطاني عن تفكير قادة في الجيش في خطط تتضمن تزويد الجنود بمنشطات الستيرويد وعقاقير معززة لوظائف الدماغ، لرفع قدراتهم القتالية، وجعلهم يركضون أسرع، والبقاء لأطول فترة دون نوم، والأهم مواجهة التهديد الجديد المتمثل في عدو يستخدم أيضاً المنشطات لتعزيز أدائه.
حسب صحيفة Daily Mail البريطانية يُخشى أن تكون قوى أجنبية، مثل روسيا والصين، بدأت في سباق تسلح دوائي لتطوير مواد كيميائية تمنح الجنود سرعة وقوة وقدرات فائقة على الركض، بحسب الجنرال كريس تيكل.
وتحدث الجنرال تيكل، نائب رئيس الأركان العامة (DCGS) البريطانية، خلال كلمته في أحد مراكز الأبحاث التابعة لـ «أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية»، عن التفكير في تزويد الجنود بعقاقير تعزز أداءهم: «لا يمكنك استبعاد الأمر تماماً، فهناك آراء تذهب إلى أنه من غير الأخلاقي إرسال جنود (بريطانيين) إلى معركة ضد عدو يستخدم مثل هذه المواد، وبالتالي دفعهم للقتال في أوضاع غير متكافئة».
«ومع ذلك، فحتى الآن، وبعد أن استعرضنا هذه الخيارات، فإن هذا الأمر لا يزال غير مناسب لنا لأسباب أخلاقية».
خلال الحرب العالمية الثانية، زُودت القوات البريطانية والأمريكية بعقاقير تحتوى مادة الأمفيتامين (amphetamine-based substances) المنشطة للجهاز العصبي لجعلهم أكثر انتباهاً ويقظة لأطول وقت ممكن، وهي سياسة استمرت، ليجري تطبيقها في نزاعات أحدث بعد ذلك.
وكانت هذه الأنواع من العقاقير قد ارتبطت أيضاً بجرائم حرب وحوادثِ قتل جنودٍ لزملائهم. وورد أن طيارين أمريكيين ألقوا خطأً قنابل على قوات كندية في أفغانستان في عام 2004 كانوا قد تعاطوا عقاقير تحتوي مادة الأمفيتامين.
واتَّضح خلال العام ذاته، أنّ وزارة الدفاع الأمريكية كانت تخزّن احتياطياً كميات كبيرة من حبوب البروفيجيل (Provigil)، وهو دواء يستخدم لإبقاء جنود القوات الخاصة مستيقظين لأيام متتالية.
من المفهوم أن أعداء بريطانيا الآن يذهبون إلى أبعد من ذلك كثير، فهم يُجرون تجارب هندسة وراثية على قواتهم، تشمل إدخال تعديلات وتغييرات على الأحماض النووية للجنود لتحسين الأداء البدني والعقلي.
وهناك تصورات أخرى يجري استكشافها حالياً، كانت في وقت من الأوقات في حكم الخيال العلمي، تتضمن استخدام إشارات الدماغ للتحكم في طائرات بدون طيار.
حتى إن علماء أجانب يبحثون إمكانية إدخال حمض نووي من قطط إلى خلايا العين البشرية، لكي يتمكن الجنود من مستوى رؤية أفضل في الظلام.
غير أن الجنود البريطانيين يُمنعون حالياً من تناول المنشطات، وبين عامي 2012 و2015، طُرد 250 جندياً من القوات المسلحة، بعد أن أثبتت عيّناتهم الإيجابية تعاطيهم مكملات غذائية محظورة لتقوية العضلات.
قال أحد الجنود في الخدمة، الذين تحدثنا إليهم الليلة الماضية، إن استخدام منشطات الستيرويد كان منتشراً بالفعل بين جنود القوات البريطانية الخاصة، إذ «يتأثر جنود «القوة الجوية الخاصة» (SAS) والوحدات الأخرى بنظرائهم الأمريكيين الذين لا يرون مانعاً في تناول مكملات، وإن كانت خطيرة، لأنهم بحاجة إلى أن يكونوا أسرع وأقوى من أعدائهم».
وتعليقاً على الأمر، قالت مصادر في وزارة الدفاع تحدثنا إليها بالأمس، إن النقاش الذي شارك فيه الجنرال تيكل الأسبوع الماضي كان «يسوق احتمالات عدة وآراء مختلفة» تتعلق بالمسألة.
وقالت وزارة الدفاع: «كان الجنرال يشارك في مناقشة بخصوص العصر الرقمي، والاعتبارات الأخلاقية المستقبلية، والتقدم البشري في الحروب. في الوقت نفسه، تبقى سياساتنا الخاصة بتعاطي المنشطات كما كانت سابقاً».