أعادت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات اقتصادية علي إيرانفي 6 اغسطس ، التي كانت رفعتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بعد توقيعها خطة عمل مشتركة في عام 2015 للتخلص من النووي الإيراني.
الهدف من العقوبات
وبحسب مجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية، تهدف إدارة ترامب من فرض العقوبات علي إيران لإبرام صفقة جديدة مع إيران، ووضع المزيد من الضغوط الاقتصادية علي طهران ليس فقط من أجل انهاء طموحاتها النووية وأنما أيضا للحد من نفوذها الإقليمي، وإضعاف قبضة الجمهورية الإسلامية على السلطة ، مما دفع الكثيرين إلى أن يروا ان هجف السياسة الأمريكية هو تغيير النظام الإيراني.
ولكن يبدو أن هدف ترامب أقل من ذلك وكل ما يسعي له عقد صفقة نووية جديدة مع إيران بدل من صفقة أوباما التي يراها عقبة في طريقه، وتدعو واشنطن طهران أن تحذو حذوها وتتجه نحو التفاوض للتوصل لاتفاق جديد وان تتقدم إيران لمحادثات مباشرة دون شروط مسبقة، مثلما فعل ترامب مع كوريا الشمالية ولكن النقاد يعتقدون ان استراتيجية كوريا الشمالية لن تعمل مع إيران.
وقال الرئيس الإيراني “انه لا يستطيع أن يثق بترامب الذي يناي بنفسه عن الاتفاقات الدولية لمجرد نزوة وهو شخص يفضل العداء علي بناء الثقة”.
أمريكا في عزلة وليست إيران
واوضحت المجلة أن إيران إذا تحدثت مع ترامب عن اتفاق جديد سيعني ذلك بإنه اعتراف منها بإلغاء الاتفاق القديم، وفي مقابل ذلك ستحصل علي فائدة اقتصادية ضئيلة ولكن في الوقت ذاته يجب أن تحرص إلا ينفر منها روسيا والصين واوروبا الذين مازلوا مؤيدين للاتفاق النووي لعام 2015، ما يجعل لدي إيران الآن ميزة اخلاقية ودبلوماسية، وعندما يتعلق الأمر بالاتفاق النووي فإن أمريكا هي المعزولة الآن وليس إيران، وإذا قبل روحاني الحديث مع ترامب ستفقد إيران هذه الميزة.
تلاشي النفوذ الإيراني
والقضية الأكبر لإيران هي أنها لم تعد تملك النفوذ الذي كانت تمتلكه عندما دخلت في المحادثات النووية في آخر مرة، فهي عملت علي التخلص من برنامجها النووي مما جعلها قادتها لا يقبلون التفاوض الآن، ولكن إيران لا تمتلك رفاهية الاختيار عندما تريد أن تتحدث: إن إجهاد العقوبات الأمريكية يحرمها من الوقت الذي تحتاجه لإعادة بناء البرنامج النووي كما كان في عام 2015.
الخسائر الإيرانية
و في الواقع ، فإن نتائج الضغط الاقتصادي الكبير لواشنطن على طهران يعرضها لخسائر، خسرت عملة إيران ثلثي قيمتها ، وتسبب النقص في التضخم وتفشي البطالة، مما أثار الإحباط والشعور باليأس ، وغذى الاحتجاجات الجارية في جميع أنحاء البلاد، وعلى الرغم من أن المظاهرات لا تهدد النظام ، إلا أنها يمكن أن تشجع واشنطن أكثر ، وتزيد من إضعاف اليد الإيرانية في المفاوضات.
مقاومة العقوبات الأمريكية
لا شك أن إيران تأمل في أن تتمكن أوروبا ، وأيضاً الهند والصين وروسيا ، من إيجاد طريقة لمقاومة العقوبات الأمريكية، و لكن على طهران أن تزن هذا الاحتمال الباهت ضد ما يمكن أن تحصل عليه من خلال التحدث إلى ترامب ، على الرغم من تشككها في التوصل إلى اتفاق جديد.
و من المؤكد أن قادة إيران يدرسون تأثير قمة ترامب في سنغافورة مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، و لقد أتيحت لطهران الفرصة للاستماع مباشرة من وزير خارجية كوريا الشمالية ، الذي زار طهران هذا الأسبوع.
وتري المجلة أن ترامب نجح في وضع نغمة تصالحية من خلال التعهد بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بنجاح ، وتعهد بإنهاء التدريبات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ، بل وحتى التلميح إلى أنه قد ينهي الحرب الكورية رسمياً ويقلل إن لم يكن قد قضى تماماً على البصمة العسكرية الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية، ومثل هذه النبرة بدت وكأنها تطغى على الأصوات المتشددة لإدارة ترامب.
و عندما عرض محادثات مع إيران دون أي شروط مسبقة ، كشف عن توتر مماثل بين حماسه للتفاوض الناجح بين شخص وآخر ، وغريزة فريقه للأمن القومي للتعامل مع إيران كمشكلة لا يمكن التعامل معها إلا من خلال الضغط المستمر..
المعضلة الإيرانية في الداخل وليست مع ترامب
وأضافت المجلة ان المشكلة التي تواجه إيران ليست أن الحديث مع ترامب عقيم ، لكن قبول الفكرة في الداخل أمر صعب، لأن في طهران تتنافس الفصائل المتنافسة علانية على السلطة والنفوذ، والاتفاق النووي كان انتصارا للمعتدلين، بينما فضل المتشددين الغاء الاتفاق، ولا يستطيع حكام إيران أن يدخلوا في محادثات تبدو وكأنهم خدعوا من قبل أمريكا في أول صفقة نووية ، ثم تعرضوا للتخويف للتفاوض على صفقة ثانية، وأوضح منافسو روحاني المحافظون هذه النقطة بوضوح ، رافضين بسرعة عرض ترامب.
وفي هذه الأثناء ، يخشى المعتدلون المحافظون والمحافظون ورجال الدين وقادة الأمن من عودة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي كان مؤيدوه من بين فقراء الحضر والريف يخرجون إلى الشوارع في الأشهر الأخيرة.
ولم تعط إيران حتى الآن ردا رسميا، وقد لا يأتي به أحد حتى يتم إصدار المجلس الأعلى للأمن القومي ، الذي يضم كبار القادة العسكريين والمدنيين في إيران ، رأيه في الآراء المتداولة، وقد يجبر هذا الرأي النخبة السياسية في إيران على التوحد دعما للمحادثات ، ولكن فقط إذا كانوا مقتنعين بأن إيران ستكون على الطاولة مع الحفاظ على كرامتها ، وتحقيق منافع اقتصادية ملموسة.
وتحث المجلة إيران علي أن تختار بين التمسك باتفاقٍ مُنَقَّضٍ على نحوٍ متزايد والوعد غير المؤكد لواحد جديد، وعلى طهران أن ترى مكسبًا ملموسًا في اتخاذ تلك الخطوة الأولى ، ويجب على ترامب أن يختار كلماته بعناية ، خشية أن يجعل من المستحيل على طهران أن تقترب من عرضه.
يقام في السادسة من مساء اليوم احتفال بأول إصدارات دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع…
الرياض 13 أبريل 2022: أتاحت التأشيرة السياحية السعودية للحاصلين عليها أداء مناسك العمرة إلى جانب…
يحتاج التأمل في أعمال التشكيلي السوري محمد أسعد الملقّب بسموقان إلى يقظة شرسة تجعلنا قادرين…
في حلقة جديدة من برنامجه "تراثنا الشعري" استضاف بيت الشعر بالأقصر الأستاذ الدكتور محمد…
يقيم المركز الدولي للكتاب، خلف دار القضاء العالي، ندوته الشهرية لمناقشة أعمال (سلسلة سنابل) للأطفال،…