لماذا فضل ترامب تصفية حمزة بن لادن على شخصيات أخطر ؟
لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يثير الجدل داخل الولايات المتحدة، بسبب بعض من قراراته التي يرى الإعلام أنها أحيانا ما تكون “غير مدروسة” أو مبنية على أمور شخصية.
وفي دليل جديد على ذلك، أفاد تقرير نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، بأن ترامب دفع بالمسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، للتركيز على تصفية حمزة نجل أسامة بن لادن، وذلك بدلا من الإرهابيين الذين كانوا على قائمة الوكالة، لأنه كان “الاسم الوحيد الذي يعرفه” الرئيس بين المطلوبين للولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فقد عرض المسؤولون على ترامب قائمة بأخطر الإرهابيين، أمثال زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وزعيم داعش أبو بكر البغدادي، وقاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إلا أن الرئيس الأميركي بدا مهتما بشخصية شابة أقل تأثيرا من هؤلاء وهو حمزة بن لادن.
ونقلت “إن بي سي نيوز” عن مصدرين مطلعين على تلك المشاورات، بأن ترامب قال بعدما تم عرض تلك الأسماء عليه: “لم أسمع بأي من هؤلاء. ماذا عن حمزة بن لادن؟”.
وذكر مصدر وصفته “إن بي سي نيوز” بأنه من وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون”، أن “حمزة كان الاسم الوحيد الذي عرفه ترامب”.
وبالفعل نفذت الولايات المتحدة غارة جوية أسفرت عن مصرع حمزة عام 2018، وأكد وزير الدفاع مارك إسبر في أغسطس الماضي نبأ مقتله رسميا.
وتعليقا على تقرير “إن بي سي نيوز”، اعتبر محللون قرارات ترامب بأنها لا تستند في كثير من الأحيان على التقييمات الاستخباراتية المفصلة.
وفي المقابل، نقلت الشبكة عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله إن “الأولوية القصوى للرئيس تتمثل في الحفاظ على سلامة الأميركيين. لقد استهدفت إدارته بنجاح الإرهابيين الأكثر خطورة في العالم لحماية الشعب الأميركي بما فيهم حمزة بن لادن والبغدادي وقاسم سليماني والريمي”.
واعتبر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية دوغلاس لندن، الذي كان مشرفا على الوحدة التي حددت أخطر الإرهابيين وصنفتهم أهدافا لواشنطن سنة 2018، بأنه كان لدى ترامب “هوس” بحمزة، الأمر الذي يكشف تفضيل الرئيس “للأهداف المشهورة” التي تمثل خطرا على الأمن الوطني.
وفي المقابل يدافع خبراء متخصصون بمكافحة الإرهاب عن قرار ترامب بالتركيز على تصفية حمزة كأولوية، من منطلق أنه كان يحرض باستمرار على شن هجمات تستهدف الأميركيين، كما أنه كان مرشحا محتملا لقيادة القاعدة في المستقبل، فضلا عن أن اتخاذ قرار قتله جاء بمشاركة “البنتاغون” ومختلف وكالات الاستخبارات ذات الصلة.