لماذا سترسل الهند «روبوتات بشرية» إلى الفضاء؟
قبل أن يتجه البشر إلى الفضاء، كانت الحيوانات هي أول الكائنات الحية التي سافرت إلى خارج الأرض، ولكن، بحسب الكاتب المختص بالمجال العلمي بافالا باغلا، ستصبح الهند الآن أول دولة تطلق مركبة فضائية تحمل روبوتات شبيهة بالبشر فقط.
إذ وافقت الحكومة الهندية على تخصيص 1.4 مليار دولار أمريكي لمنظمة البحوث الفضائية الهندية (إيسرو)، من إجل إطلاق أوّل رحلة فضائية مأهولة بالبشر بحلول عام 2022.
روبوتات «بشرية» بدل الحيوانات
تقول شبكة BBC البريطانية، إن الهنود يأملون استخدام أقوى صاروخ دَفعِي في البلاد -وهو صاروخ إطلاق الأقمار الصناعية التزامنية مارك lll، أو (GSLV Mk-III)- لإطلاق الرحلة الفضائية.
وبالتعاون مع سلاح الجو الهندي، ستدرب وكالة الفضاء طاقماً مكوناً من 10 رواد فضاء واختيار ثلاثة منهم في النهاية. وحتى الآن أرسلت روسيا والولايات المتحدة والصين رواد فضاء إلى خارج الأرض باستخدام مركبات محلية الصنع. وإذا تمكنت الهند من تحقيق ذلك، فستكون رابع دولة ترسل البشر إلى الفضاء من أرضها.
ولكن عكس الدول الأخرى التي أرسلت رحلات مأهولة بالبشر إلى الفضاء، لن تبعث الهند بالحيوانات إلى خارج الأرض (تمهيداً لإرسال البشر)، فبدلاً من ذلك، سترسل الهند روبوتات «بشرية»، والهدف هو فهمٌ أفضل لآثار انعدام الوزن والإشعاع على جسم الإنسان في أثناء قضاء فترات طويلة بالفضاء.
برنامج طموح لكنه مليء بالتحديات
يقول كي سيفان، رئيس منظمة البحوث الفضائية الهندية، وهو عالم صاروخي شهير: «إنه برنامج وطني طموح للغاية ومليء بالتحديات، لكن قبل إرسال الهنود إلى الفضاء، ستختبر بعثتان فضائيتان مأهولتان بالروبوتات البشرية حدود قدرات طاقم البعثات الفضائية».
ويشار إلى أنه في السنوات الأولى من إرسال المركبات إلى الفضاء، كانت هناك مخاوف بشأن بقاء البشر على قيد الحياة في ظل انعدام الوزن أو إذا ثبت أن الإشعاع خطير. وأجريت عديد من التجارب لتحديد ما إذا كانت حياة رواد الفضاء خارج الأرض آمنة.
حيث أُرسل إلى الفضاء ذباب الفاكهة، والفئران، والقرود، والكلاب، والقطط، والشمبانزي، والسلحفاة، والعناكب، قبل إرسال أول إنسان في بعثة فضائية تدور حول الأرض في عام 1961، وهو يوري غاغارين.
الرحلات الفضائية المأهولة بالبشر
ولم تطلَق أي رحلة فضائية مأهولة بالبشر من أمريكا منذ تقاعد المركبة الفضائية Space Shuttle في عام 2011، واعتمدت ناسا على مركبات «سويوز» الروسية لنقل رواد الفضاء من وإلى المحطة الفضائية الدولية في السنوات اللاحقة.
وفي عام 2014، منحت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» شركة سبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء التي أسسها إيلون ماسك، وشركة بوينغ الأمريكية متعددة الجنسيات لصناعة الطائرات، مبلغاً قدره 6.8 مليار دولار لبناء مركبة فضائية منافسة لنقل رواد فضاء من الولايات المتحدة.
لن ترسل حيوانات إلى الفضاء بعد الآن
ويُطوِّر الأمريكيون حالياً نمطين جديدين للطاقم -أحدهما باستخدام مركبة الفضاء دراغون التي أعدّتها شركة سبيس إكس، والآخر بمركبة شركة بوينغ التي يُطلق عليها اسم ستارلاينر- حيث من المقرر أن تُجرى عبرهما أوّل تجارب الرحلات الفضائية المأهولة بالبشر هناك.
في مارس/آذار، استخدمت شركة سبيس إكس صاروخاً من طراز Falcon-9 لإطلاق المركبة Crew Dragon في الفضاء. وتحمل المركبة على متنها روبوتاً عالي التقنية في هيئة رائد فضاء وأطلق عليه اسم ريبلي، وكانت مهمّته هي التحقق من أداء المركبة الفضائية، ولم تحمل هذه البعثة الفضائية التجريبية أي بشر على متنها.
يقول الدكتور مايكل آر بارات، المتخصص بطب الفضاء والطيران، ورائد الفضاء بوكالة ناسا: إن «مركبتي سبيس إكس أو بوينغ لن تحملا الحيوانات قبل البشر إلى الفضاء».