لماذا تصرُّ أمريكا على التصعيد ضد تركيا في صفقاتها العسكرية؟
صعَّدَت إدارة ترامب صراعها مع تركيا، قائلة إن البنتاجون سينهي تعاونه مع تركيا في برنامج مقاتلات F-35 الجديدة لأن تركيا ترفض التراجع عن شراء نظام روسي متطور مضاد للطائرات.
تصعيد متواصل من واشنطن
في خطواتٍ مُصمَّمةٍ بعناية كما وصفتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أفصح باتريك شاناهان، نائب وزير الدفاع بالوكالة، عن خطابٍ أرسله يوم الخميس 6 يونيو 2019 إلى وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، يحدد المسار الذي يسلكه البنتاغون لمنع تركيا من المشاركة في برنامج مقاتلات F-35. تشمل الخطوات وقف تدريب الطيارين الأتراك على الطائرات المقاتلة المتقدمة بداية من 31 يوليو 2019.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة أوقفت بالفعل تسليم أجزاء من مقاتلات F-35 إلى تركيا، عضو منظمة حلف شمال الأطلسي التي أقامت علاقات وثيقة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة مع موسكو. واشترت تركيا أربع مقاتلات طراز F-35، لكن الطائرات لا تزال موجودة في الولايات المتحدة.
بشكل منفصل، أخبر المسؤولون المراسلين في البنتاغون أنه لن يُسمَح لتركيابالمشاركة في الاجتماعات المقررة مسبقاً بشأن نظام الأسلحة.
وقال كلٌّ من شاناهان، نائب وزير الدفاع الأمريكي، وإلين لورد، وكيلة وزارة الدفاع الأمريكية، إنه إذا تخلت تركيا عن خططها لشراء منظومة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، فإن الولايات المتحدة سترحب بها مرة أخرى في برنامج مقاتلات F-35.
اشتروا بضاعتنا وإلا..
النظام الروسي يعتبر نظاماً صاروخياً أرض-أرض متقدم يمكنه إسقاط طائرات مقاتلة مثل F-35. وتريد الولايات المتحدة من أنقرة شراء نظام رادار باتريوت الأمريكي الصنع، المصنوع من قبل شركة Raytheon.
كان من الصعب تحديد ما إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا جادتين بشأن إزاحة أنقرة من برنامج الأسلحة لمقاتلات F-35، أو ما إذا كان كل جانب يساوم للحصول على أفضل صفقة يمكنه الحصول عليها بشأن أنظمة باتريوت للرادار.
ويصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حتى الآن على أن بلاده ستمضي قدماً في شرائها المخطط لمنظومة الدفاع الصاروخية الروسية. وقال أردوغان يوم الثلاثاء 4 يونيو/حزيران 2019، إن الولايات المتحدة لم تمنح تركيا «عرضاً جيداً مثل العرض الذي قدمته روسيا بشأن منظومة الدفاع الروسية».
تصر الولايات المتحدة من جانبها، على أن منظومة الدفاع الصاروخية الروسية لا تتوافق مع مقاتلات F-35. ويقول مسؤولون أمريكيون إن القرب بين منظومة S-400 ومقاتلات F-35 يمكن أن يُعرِّض أمن البرنامج الأمريكي للخطر.
ترامب وأردوغان سيلتقيان قريباً
وقال شاناهان في خطابه: «في الوقت الذي نسعى فيه للحفاظ على علاقتنا القيمة، لن تحصل تركيا على مقاتلات F-35 إذا تسلمت منظومة الدفاع الصاروخي S-400. بالإضافة إلى أن تلك المنظومة تهدد أمن منصات مثل مقاتلات F-35، فإن شراء تركيا لهذه المنظومة الصاروخية سيعيق قدرة تركيا على تعزيز أو الحفاظ على التعاون مع الولايات المتحدة وداخل الناتو، مما يؤدي إلى اعتماد تركيا المفرط الاستراتيجي والاقتصادي على روسيا، ويقوض الصناعة الدفاعية الواعدة لتركيا وأهداف التنمية الاقتصادية الطموحة».
وقالت لورد، خلال مؤتمر صحفي الجمعة 7 يونيو 2019، مع الصحفيين في البنتاغون، إن الإدارة الأمريكية كانت «متحدة» في هذا القرار الأخير، على الرغم من ميل الرئيس ترامب إلى إجراء «تحويلات سياسية» بعد محادثات هاتفية مع الزعيم التركي، كما فعل في ديسمبر/كانون الأول عندما، بعد التحدُّث مع أردوغان، قام بسحب القوات الأمريكية فجأة من سوريا.
ولم يقل ترامب الكثير عن هذا الموضوع منذ مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع أردوغان، والتي طرح خلالها الزعيم التركي فكرة إنشاء مجموعة لدراسة تأثير منظومة S-400. وقال المسؤولون إن الرجلين سيلتقيان على مشارف اجتماع قمة مجموعة العشرين هذا الشهر، يونيو/حزيران، في اليابان.
وقالت لورد: «نحن نواصل العمل عن كثب مع مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية وجميع الهيئات الحكومية».