تقارير وتحليلات

لماذا انتشرت رواية إيران عن مصرع «قاتل سليماني»؟

رغم مرور أسبوع تقريباً على انتشار شائعة مصرع ضابط كبير في الاستخبارات الأمريكية مسؤول عن اغتيال قاسم سليماني، في إسقاط «طالبان» طائرة عسكرية أمريكية بأفغانستان- لا يزال البعض داخل الولايات المتحدة نفسها لا يعرف هل يصدق رواية إيران أم نفي واشنطن، فما السبب؟

مجلة تايم الأمريكية نشرت تقريراً، بعنوان: «تحطُّم طائرة أمريكية في أفغانستان.. لماذا يعتقد كثيرون أن مسؤولاً بالاستخبارات المركزية الأمريكية كان على متنها؟»، ألقت فيه الضوء على أسلوب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع الإعلام وكشف البيانات، وكيف أنه أحد أهم أسباب فقدان الثقة ببيانات الإدارة.

ماذا حدث؟

ما زال خبر حطام الطائرة العسكرية الأمريكية التي تحطمت واحترقت بمنطقة جبلية ثلجية في أفغانستان، يوم الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، رائجاً بعدما عَرَضَ التلفزيون الحكومي الإيراني قصة تزعم أن ضابطاً كبيراً في وكالة الاستخبارات المركزية كان من بين القتلى. مثل كل الدعاية الجيدة، كانت القصة كاذبة في الغالب، لكن مع قليل من الحقيقة. فقد قُتل اثنان من أفراد الخدمة الأمريكية عندما ارتطمت الطائرة العسكرية الأمريكية بجانب الجبل، لكن المسؤولين الأمريكيين يصرون على عدم وجود أي ضابط بالاستخبارات المركزية على متنها.

لقد أدى مزيج من سوء الأحوال الجوية ونيران «طالبان» إلى منع القوات الأمريكية والأفغانية من الوصول إلى الموقع أكثر من يوم. بحلول الوقت الذي أصدر فيه الجيش الأمريكي بياناً موجزاً ​​يقول فيه إن الطائرة التي سقطت كانت تحمل طيارين تابعين للقوات الجوية الأمريكية، كانت القصة الأخرى المشكوك فيها قد انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم.

ماذا أشاعت إيران؟

داندريا الذي أشاعات إيران أنه قتل

 

بعد أن ذكر اثنان من المنافذ الإخبارية الإيرانية الموالية للكرملين أن مايكل داندريا، رئيس مركز مهمة إيران التابع لوكالة الاستخبارات المركزية، كان على متن طائرة الاتصالات طراز E-11A، التقطت صحيفة Daily Mail القصة، وهي صحيفة بريطانية شهيرة وكبيرة، ونقلت صحيفة بريطانية أخرى هي Independent نبأ وفاة داندريا المزعومة إلى لندن، رغم بعض الشكوك. في حين أكدت وزارة الدفاع الأمريكية لمجلة TIME يوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020، أنه لم يكن هناك سوى ضابطَين تابعَين للقوات الجوية على متن الطائرة، إلا أن البيانات الرسمية لم تؤكد أنهما كانا هما الراكبين الوحيدين. ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق على ما إذا كان داندريا أو أي من موظفي وكالة الاستخبارات الآخرين على متن الطائرة.

لماذا تأخر البيان الأمريكي عما حدث؟

يقول الجيش الأمريكي إنه لم يكن بإمكانه نشر الأخبار بشكل عاجل. لكن النسخة الإيرانية للأحداث التي انتشرت في الفراغ المعلوماتي جعلت الناس من داخل الولايات المتحدة وخارجها يتساءلون عمن يصدقون. لقد أدى نمط إدارة ترامب المألوف الآن، المتمثل في الاستجابات البطيئة وغير المكتملة وأحياناً المضللة للأحداث، إلى تراجع الثقة العامة والداخلية ببيانات الإدارة الأمريكية، وخلَق فرصة للخصوم مثل إيران وروسيا لنشر معلومات مضللة وزرع الارتباك بين الحلفاء والمسؤولين الأمريكيين.

فالمعلومات الخاطئة يمكن أن تنتشر حول حدث، سواء أكان قد حدث على سفح جبل أفغاني بعيد أم مجمع أمريكي شديد الحراسة. وقال جيمس كيننغهام، سفير الولايات المتحدة السابق لدى أفغانستان، لمجلة TIME: «إذا لم يجرِ دحض التقارير الخاطئة بشكل موثوق أو مقنع، فيمكنها أن تأخذ مساراً خاصاً بها. بمجرد حدوث ذلك، من الصعب للغاية دحض ذلك».

يقول النقاد وبعض المسؤولين الأمريكيين إن النمو المتزايد لقلة الثقة ببيانات أمريكا من أعراض إدارة يقودها رئيس يطلق على الصحفيين «عدو الشعب»، وغالباً ما يصف التغطية الإخبارية الواقعية أو غير المألوفة بأنها «أخبار مزيفة»، وهو نفسه أدلى بأكثر من 12 ألف تصريح كاذب أو مضلل خلال فترة ولايته، وفقاً لإحصاء نشرته صحيفة Washington Post. نشأت فجوة ثقة بين الصحفيين والمتحدثين باسم الإدارة الذين يرون في كثير من الأحيان، الأسئلة الصعبة على أنها هجمات سياسية، ويتعاملون مع المنافذ المخالفة بازدراء.

عدد أقل من المؤتمرات الصحفية

يقول مسؤول سابق كبير في إدارة ترامب، إنه بشكل عام هناك عددٌ أقل من المؤتمرات الصحفية العلنية في البنتاغون ووزارة الخارجية والبيت الأبيض وغيرها من الوكالات في ظل هذه الإدارة. ويقول المسؤول إن هذا يرجع جزئياً إلى طبيعة الإدارة من أعلى إلى أسفل، وإلى حد ما إلى جهود المرؤوسين لحماية الرئيس. هناك معركة داخلية على قدم المساواة مع بعض كبار المسؤولين في الإدارة الذين يدعون إلى مزيد من المؤتمرات العامة، وبينما لم يخرج السكرتير الصحفي للبيت الأبيض بمؤتمر صحفي من البيت الأبيض منذ مارس/آذار 2019، استأنف البنتاغون ووزارة الخارجية عقد مزيد من المؤتمرات الصحفية المتكررة؛ لاسترداد الثقة العامة العالمية. لكن هذه معركة شاقة في مواجهة البيانات التي يصدرها ترامب على تويتر، وحملات التضليل النشطة التي تُشن في الخارج ضد الولايات المتحدة. وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين المحبطين: «لم يعد أحد يصدقنا».

الصحافة الحرة عدو ترامب

بالنسبة إلى تلك البلدان التي ترى بالمثل الصحافة الحرة عدواً، فإنَّ تعامل إدارة ترامب مع الإعلام يسير بشكل جيد في الاتجاه نفسه، وحالة إيران والطائرة الأمريكية التي تحطمت توضح ذلك. لقد تحطمت الطائرة الأمريكية طراز E-11A، التي كانت توفر اتصالات للقوات في جزء بعيد من مقاطعة غزنة الأفغانية، في وقت مبكر من الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، بمنطقة خاضعة لسيطرة «طالبان». جرى نشر فيديو الطائرة المشتعلة، فوراً، على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبل شهود العيان، وكانت «طالبان» سريعة في إعلان مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة وتحطم طائرة أخرى. وأرسل ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان» في أفغانستان، رسالةً بالبريد الإلكتروني إلى مجلة TIME يوم الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، قال فيها: «قُتِلَ عديد من كبار الضباط».

بعد ثلاث ساعات تقريباً، أصدر العقيد سوني ليجيت، المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان، بياناً موجزاً ​​ينفي فيه مزاعم المسلحين، لكنه لم يقدم تفاصيل كثيرة. وقال ليجيت في البيان: «بينما يجري التحقيق في سبب تحطم الطائرة، لا توجد مؤشرات على أن الحادث نتج عن نيران العدو. وبخصوص مزاعم طالبان بتحطم طائرة إضافية فهي كاذبة».

أخبر عديد من مسؤولي الجيش والإدارة الأمريكية مجلة TIME بأن التأخير في الحصول على تفاصيل تحطُّم الطائرة يرجع إلى حقيقة أن الطائرة هبطت في أراضي «طالبان»، وأن سوء الأحوال الجوية منعهم من الطيران مباشرة إلى الموقع. كما قال المسؤولون إنه لم يتضح فوراً ما إذا كان هناك ناجون أم لا. فإذا كان هناك ناجون، فبالتأكيد لا يود المسؤولون توضيح ذلك الأمر لـ «طالبان»، كي لا تبحث عن هؤلاء الأشخاص الناجين. وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم؛ لمناقشة التحقيق الجاري.

في غضون ذلك، انتشرت رواية إيران عن وجود ضابط رفيع المستوى في وكالة الاستخبارات المركزية على متن الطائرة. وفي وقت متأخر من بعد ظهر يوم الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2020 -أكثر من 48 ساعة بعد تحطم الطائرة- كانت الولايات المتحدة قادرة على الكشف عن أسماء اثنين من أفراد سلاح الجو الذين قُتلوا على متن الطائرة: المقدم بول كيه فوس (46 عاماً)، من يغو شمال غوام؛ والنقيب راين إس فانوف (30 عاماً)، من هدسون في نيو هامبشاير.

هذا التأخير في نشر المعلومات أعطى وقتاً لانتشار التضليل الإيراني حول داندريا، وحتى عند الوصول إلى كبار المسؤولين الأجانب في واشنطن العاصمة، أخبروا TIME بأنهم غير متأكدين من صدق أي من الروايتين. اعتباراً من يوم الجمعة 31 يناير/كانون الثاني 2020، رفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق، ولم ينكر أي مسؤول في إدارة ترامب الشائعات العلنية المتعلقة بضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مشيرين إلى المخاوف من أن التعليق العلني على التقرير لن يؤدي إلا إلى نشر الأكاذيب بشكل أكبر. وقال مسؤول أمريكي كبير محبط لمجلة TIME: «هذه ليست الطريقة المناسبة لمكافحة التضليل الإعلامي، ويجب أن تكون العلنية هي المعيار الافتراضي لدينا».

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – رويترز

أحبط صمت وكالة الاستخبارات المركزية بعض زملاء داندريا، وأخبر اثنان منهم مجلة TIME بأن هناك «إجراءات روتينية» تُتَّخَذ حال في قتل مسؤول كبير. فإذا قُتِلَ مسؤول كبير مثل داندريا، فمن المحتمل أن تقام له جنازة رسمية وتكريم ويُدفن في مقبرة أرلينغتون، خلال 24 ساعة من وفاته، لأنه مسلم ملتزم، وذلك وفقاً للمسؤولين اللذين اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، لأنه غير مخول لهما التحدث علناً.

يقول ديفيد لابان، العقيد المتقاعد في مشاة البحرية والذي شغل منصب كبير المتحدثين باسم إدارات متعددة، وضمن ذلك إدارة ترامب، إنه من المعتاد أن يستغرق الأمر ساعات قبل أن يتمكن الجيش من الإبلاغ عن وقائع الحادث، لكن الجو الحالي من عدم الثقة يالمعلومات القادمة، خارج الإدارة جعل التأخير الذي لا مفر منه وقوداً لسوء الفهم والاستغلال من قِبل الخصوم.

يقول لابان إن «هذه الحالة بالذات كان من الممكن التعامل معها بشكل مختلف. ويقول إن الفارق الزمني الذي بلغ ثلاث ساعات بين شريط فيديو لطائرة أمريكية مشتعلة على وسائل التواصل الاجتماعي والبيان الأمريكي كان (طويلاً جداً). كان يجب أن نخرج ونقول ما نعلمه. هذا التأخير -إضافة إلى عدم الثقة الموجود الآن- جعل الوضع أسوأ».

يأتي حادث تحطم الطائرة في أعقاب أحداث أخرى حدثت مؤخراً وأثارت أخباراً مزيفة من الخصوم وتركت المسؤولين في الولايات المتحدة قلقين أو مرتبكين بشأن الرواية التي يجب تصديقها.

ليست المرة الأولى

بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني في الثامن من يناير/كانون الثاني 2020 على القواعد الأمريكية في العراق، قال الرئيس دونالد ترامب أولاً على موقع تويتر إنه لم تقع أية إصابات أمريكية، في حين أبلغت المصادر الإيرانية عن مقتل عشرات من الأمريكيين وجرحهم في الهجوم. ومنذ ذلك الحين، أقر البنتاغون بوجود أكثر من 60 حالة من إصابات الدماغ الخفيفة إلى الحادة بين الجنود الذين أصيبوا بالصدمة بسبب موجات الصدمات الهائلة التي حطمت النوافذ الزجاجية على بُعد 1000 متر من موقع تأثير الصواريخ.

قد يستغرق الأمر ساعات أو أياماً أو أكثر حتى تظهر أعراض إصابة الدماغ المؤلمة، وتصنّف قواعد البنتاغون للإصابات القابلة للإبلاغ عنها رسمياً بأنها تتمثل في الوفاة أو فقدان الأطراف أو إصابات العين أو الإصابات المهددة للحياة، وهو أمر يقول مسؤولو الإدارة إنهم يراجعونه الآن. وقال مسؤولو الجيش والإدارة إنه جرى إطلاع ترامب على هذه القواعد ولم يحاول تضليل الجمهور.

لكن بعد التشكيك في وصف ترامب الأوَّلي لنتائج الهجمات الإيرانية على القواعد الأمريكية، رفض الرئيس ترامب الإصابات ووصفها بأنها «صداع»، مضيفاً: «أنا لا أعتبرها إصابات خطيرة جداً مقارنة بالإصابات الأخرى التي رأيتها»، وهو تعليق وصفه المسؤولون العسكريون الأمريكيون بشكل خاص بأنه محبط للمعنويات ومُهين. وقال دبلوماسيون كبار إنَّ تحوُّل الرواية حول ما إذا كانت القوات الأمريكية قد أصيبت في القواعد الأمريكية بذلك اليوم، كان خطوة أخرى في تناقص ثقتهم بالتصريحات العلنية من ترامب ومسؤوليه.

بعد أسابيع فقط حدث شيء مشابه، عندما شن مهاجمون مجهولون هجوماً جوياً على السفارة الأمريكية في بغداد. فغياب المعلومات عن السفارة تبعته معلومات متضاربة من كبار مسؤولي الإدارة، حسبما أخبر مسؤول أمريكي محبط، مجلة TIME.

جدير بالذكر أن رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، اعترف أولاً بالقصف الجوي على المجمع الأمريكي، ثم ذُكر في بيان لوزارة الخارجية، يصف مكالمة هاتفية من وزير الخارجية مايك بومبيو إلى الزعيم العراقي، والتي أدان فيها بومبيو «الاعتداءات المستمرة من قِبل الجماعات المسلحة التابعة لإيران على المنشآت الأمريكية في العراق، وضمن ذلك الهجمات الصاروخية التي وقعت أمس على سفارتنا، والتي أسفرت عن إصابة واحدة».

منذ ذلك الحين، أخبر قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، المراسلين بأنه جرى في الواقع استخدام قذائف الهاون. في هذه الحالة، يساعد تحديد الأسلحة في تحديد هوية المهاجم: تُستخدم الصواريخ حصرياً تقريباً من قِبل الجماعات المسلحة العراقية المدربة بإيران، لكن قذائف الهاون الأبسط متاحة عموماً في جميع أنحاء العراق ويمكن أن يطلقها أي عدد من الجهات الساخطة.

هكذا تنتشر الإشاعات

وقال المسؤول إنه مع تضارب الأخبار، تبدأ الأخبار المزيفة في التجذر والانتشار، حيث جرى نشر قصص بوسائل الإعلام المحلية عن إخلاء السفارة الأمريكية، وأن هناك حالات وفيات وإصابات بجروح خطيرة. وأضاف المسؤول: «هذا فقط يجعل الناس يشككون فيما هو صحيح». ولم تقدم السفارة الأمريكية نفسها وصفاً علنياً للهجوم، وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، متحدثاً بشرط عدم الكشف عن هويته، لمجلة TIME، إنهم لم يقدموا مزيداً من التفاصيل عن الهجوم على سفارة بغداد، بسبب المخاوف الأمنية.

يقول البنتاغون إنه يفعل كل ما في وسعه لوقف التضليل حول الأفراد العسكريين والمصالح الأمريكية في الخارج من الانتشار. وقالت أليسا فرح، السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأمريكية، لمجلة TIME: «نحن نعيش في زمن تضليل واسع من أعداء الولايات المتحدة، وتعمل وزارة الدفاع بشكل مستمر لمواجهته». وقالت إن وزارة الدفاع تشارك الأخبار بانتظام مع الصحافة في مؤتمرات إعلامية داخلية وخارجية كجزء من هذا الجهد.

لكن البنتاغون يمثل وكالة واحدة فقط، وأحياناً يكون صوته نشازاً وسط التغطيات الإعلامية الأخرى، خصوصاً في ظل صمت الجهات الأخرى. هذه السلسلة الأخيرة من التخبط في البيانات الإعلامية أحبطت المحاربين القدامى بالحرب على الإرهاب الذين يريدون الرد على الدعاية التي ترعاها الدولة بالسرعة نفسها التي تعلَّمونها في مواجهة الرسائل التي تشنها القاعدة بالعراق في عهد إدارتي بوش وأوباما.

وكتب الجنرال المتقاعد الآن ستانلي ماكريستال، الذي قاد القوات الأمريكية بالعراق وأفغانستان، في مذكراته My Share of the Task، أن جزءاً رئيسياً من هزيمة المسلحين في كلا البلدين هو إخراج روايتك للأحداث أولاً؛ خشيةً -على سبيل المثال- أن يصور أحد الخصوم غارة قامت بها «قوة دلتا الأمريكية» خلال الليل على المسلحين على أنها ذبح للمدنيين الأبرياء، وهي شائعة تجعل من الصعب كسب ثقة وتعاون السكان المحليين.

وقال بريت شافر، من «التحالف من أجل تأمين الديمقراطية» ومقره واشنطن العاصمة والذي يتتبع المعلومات الروسية المضللة، إن الولايات المتحدة تفشل بانتظام في إخراج نسختها الخاصة من الأحداث أولاً. وقال إنه سمع أول مرة عن تحطم طائرةٍ في أفغانستان، هذا الأسبوع، من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المعادية لأمريكا. وقال: «من خلال ترك فراغ بالفضاء المعلوماتي، فأنت تضع نفسك في موضع دفاعي».

يُعَدُّ إصدار رواية للأحداث أولاً أمراً مهماً أيضاً لكيفية هضم الناس في أرض الوطن أخبار الأحداث. يقول شيفر إنه إذا تمكن الخصوم من تشكيل روايات إخبارية ينتهي بها الأمر إلى تعزيز تشكُّك الأمريكيين في الحكومة أو وسائل الإعلام الخاصة بهم، فإنهم يكونون قد فازوا. وقال: «لا يتعين على الإيرانيين أو الروس إثبات نظريتهم، فيكفيهم فقط أن تكون هناك روايات مختلفة وعديدة للأحداث، حتى لا نعرف ما يحدث وحتى نصل إلى مرحلة عدم الوثوق بأي شيء».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى