لماذا ارتبط برج Stuart Tower بمقتل المصريين المشاهير بطريقة غامضة في لندن؟!
برج سكني مرتفع في غربي لندن، لكن ثلاثة من طوابقه الـ15 شهدت سقوطاً لثلاث شخصيات مصرية شهيرة، ولقوا حتفهم بعد حوادث غامضة يشتبه في كونها حوادث اغتيال.
قبل حرب أكتوبر 73، بشهرين فقط، وقعت حادثة الفريق الليثي ناصف، مؤسس الحرس الجمهوري المصري، الذي توفي 24 أغسطس 1973، بعد أن سقط بطريقة غريبة من شرفة الطابق الحادي عشر في Stuart Tower.
بعدها بقرابة الثلاثة عقود وقعت حادثة سقوط الفنانة سعاد حسني، من الدور السادس، في 21 يونيو 2001، ولقيت حتفها أيضاً بطريقة مشابهة.
وفي 2007 توفي أشرف مروان -صهر الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر ومستشار السادات- بعد أن سقط من شرفة منزله في لندن. وقد وقع الحادث بعد ظهر الأربعاء، وقد ذكر بيان صادر عن الشرطة، أن التحقيقات حول ظروف حادث سقوطه من شرفة منزله لا تزال مستمرة، ورغم وجود كاميرات مراقبه بموقع وفاته، إلا أن تعطلها حال دون توفر تسجيل للحادث.
البداية مع مؤسس الحرس الجمهوري: الفريق الليثي ناصف
أسس الليثي ناصف الحرس الجمهوري المصري، وكان أول قائد له. وعرف بدوره الداعم للرئيس محمد أنور السادات في القضاء على مراكز القوى التي كانت حول سلفه جمال عبدالناصر، قام السادات بإلقاء القبض على خصومه من كبار القيادات والمسؤولين في الدولة. فيما عرف بثورة التصحيح في 15 مايو 1971.
قام السادات بإزاحة ناصريين كبار بينهم نائب رئيس الجمهورية علي صبري، ووزيرا الدفاع والداخلية، وسكرتير رئيس الجمهورية سامي شرف، وتم القبض عليهم داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقد استعان بالليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري وقتها لتنفيذ العملية.
قيل إن الليثي ناصف تحفّظ على القبض عليهم، لكنه تلقى وعداً شفهياً بالإفراج السريع عنهم من قبل الرئيس الذي لم يفِ بوعده وحدث خلاف بين الرجلين.
وأُثيرت اتهامات بمسؤولية السادات عن حادثة الليثي، الذي كان على وشك أن يعيَّن بمنصب سفير في وزارة الخارجية المصرية، بعد أن ترك عمله في جهاز الحرس الجمهوري.
وبنفس الطريقة والظروف لقي العقيد (علي شفيق) مدير مكتب المشير (عبدالحكيم عامر)، مصرعه في وقت لاحق، إثر سقوطه الغامض.
سعاد حسني.. رحلت السندريلا في ظروف غامضة!
من شرفتها في الطابق السادس من المبنى نفسه في غربي لندن، وبالتحديد في 21 يونيو 2001، سقطت الفنانة المصرية من أصل سوري سعاد حسني لتلقى حتفها.
ودار الكثير من الجدل عن الوفاة غير المتوقعة، واتهم شقيقها بعد ثورة يناير 2011، صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأسبق بالمسؤولية عن وفاتها.
قالت الصحافة المصرية، إنها انتحرت بعد معاناتها مع أمراض واكتئاب شديد ومشكلات صحية، لكن بعد وفاتها بدأت تفتح الكثير من الملفات حول مقتلها الغامض، كانت هناك ثغرة مفتوحة بشكل متعمد في الشباك الحديدية التي كانت تحيط بالشرفة، التي سقطت منها، واستبعد الخبراء أن تكون الفتحة تمت بواسطة سعاد حسني نفسها.
واتَّهمت اعتماد خورشيد، الفنانة والمنتجة المصرية، صفوت الشريف باستئجار قاتل لاغتيالها، وقالت: بعد اتخاذها قراراً بكتابة مذكراتها، وبيعها، لاحتياجها الشديد للمال، للعلاج، بعد أن طلبت من صفوت الشريف أكثر من مرة إرسال أموال لها، مشيرة إلى أنه لم يكن يرد على مكالماتها أبداً، مما جعلها تتخذ القرار السابق، وبمجرد علم صفوت الشريف، اتخذ قراره، خاصة بعد علمه باجتماعها مع عبداللطيف المناوي لكتابة المذكرات بشكل جيد، مؤكدة أن سعاد قتلت في اليوم نفسه الذي كانت متوجهه خلاله إلى المطار للعودة إلى القاهرة، بصحبة الشرائط التي سجلت عليها مذكراتها، بعد أن قام المناوي بكتابتها، لافتة إلى أن أحد أقاربها ذهب إليها ليصطحبها إلى المطار، لكنه وجد البوليس أمام المبنى، فابتعد قليلاً ووقف على الجانب الآخر يستفسر، فقال له الجيران إنهم سمعوا استغاثة من إحدى الشقق، لكن الاستغاثة انتهت قبل وصول الشرطة.
أشرف مروان.. «الملاك»
هو رجل أعمال مصري ولد عام 1944، والده اللواء أبوالوفا مروان، الذي تولّى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.
حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 من جامعة القاهرة، واستطاع والده إلحاقه بالمعامل المركزية للقوات المسلحة، بعدها تقلَّد العديد من المناصب حتى صار مساعداً للرئيس جمال عبدالناصر، وبعد وفاته في سنة 1970، أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات، ثم تولَّى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع في الفترة من 1974-1979.
ومن خلال علاقات والده استطاع الزواج من ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث انتقل من العمل في المعامل المركزية للعمل في رئاسة الجمهورية مساعداً محدود الاختصاصات لسامي شرف، مدير مكتب عبدالناصر، وبعد وفاة «ناصر» أصبح سكرتيراً خاصاً للسادات لشؤون المعلومات، في 13 من مايو 1971، قبل يومين فقط من عمليات الاعتقال الجماعية لرموز الحقبة الناصرية، التي سمَّاها السادات بـ «ثورة التصحيح»، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الدور الأكبر.
ومِثل الليثي ناصف، لقي مروان حتفه بعد سقوطه من نفس البناية في يونيو 2007، وأعلنت شرطة سكوتلاند يارد، أن التحقيقات ما زالت مستمرة في حادثة سقوط رجل الأعمال المصري أشرف مروان من شرفة منزله بمنطقة سانت جيمس بارك، بوسط العاصمة البريطانية، ليموت حالاً. وأوضحت الشرطة البريطانية، في بيان أصدرته أن: «الطب الشرعي لم ينته من عمله بعد، وتقريره النهائي هو الذي سيحسم الأمر»، وفي يوليو 2007، أكد القضاء البريطاني انتحاره، ونفى وجود شبهه اغتيال أو قتل عمد.
عمل مروان، حسب الكتب العبرية، جاسوساً للموساد الإسرائيلي، حيث ذهب بنفسه للسفارة الإسرائيلية في لندن عام 1968، عارضاً خدماته على الموساد، بحسب كتاب «تاريخ إسرائيل» للمؤرخ اليهودي أهارون بيرجمان، مشيراً إلى أنه حمل العديد من الأسماء الحركية في سجلات الموساد، مثل «الصهر»، أو «العريس»، أو «رسول بابل»، وكانت تقاريره تُرفع مباشرة لرجال الحكم في إسرائيل: غولدا مائير رئيسة الوزراء، وموشي ديان وزير الدفاع، وكبار رجال الموساد.
لكن هذه الرواية لا تحظى حتى بموافقة قادة إسرائيل نفسها، وكذلك قادة مصر ليسوا متفقين حول الرواية المصرية، ففي إسرائيل يقسم اللواء إيلي زعيرا، الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إبان حرب أكتوبر، بأن أشرف مروان كان أكبر خدعة مصرية لإسرائيل، وفي مصر يجزم اللواء محمد رشاد، الذي كان وكيلاً للمخابرات العامة، وتولى ملف الشؤون الإسرائيلية مدة 11 عاماً، أن مروان كان عميلاً إسرائيلياً تماماً.