لقاءات الرؤساء بالأمم المتحدة: ماكرون ذهب لغرفة روحاني لإقناعه بالحديث مع ترامب
أفادت تقارير نقلتها صحيفة The Guardian البريطانية بأنَّ مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإقناع الرئيس الإيراني حسن روحاني بالحديث مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب وصلت إلى حد تركيب خط هاتفي مؤمَّن في نفس طابق الفندق، حيث يمكث روحاني.
لكن وفقاً لروايات عدة، رفض روحاني استقبال المكالمة الهاتفية التي عرضها ماكرون الأسبوع الماضي، وقرر البقاء في غرفته في أحد فنادق مدينة نيويورك الأمريكية، حين ذهب إليه الرئيس الفرنسي في محاولة لإقناعه بالحديث مع ترامب.
ونُشرِت الواقعة بدايةً في صحيفة The New Yorker يوم 30 سبتمبر، ثم في صحيفة The New York Times الأمريكيتين. وتبيَّنت الصحيفة البريطانية من صحة هذه الوقائع من خلال مصادر اطلعت على أحداث يوم الثلاثاء الماضي، 24 سبتمبر/أيلول، التي أكدت أنَّ روحاني لم يُبدِ في أية مرحلة اهتماماً بخوض محادثات مع ماكرون وترامب.
وفي محاولة مستميتة لتنظيم محادثات على مدى 3 أيام، وظَّف ماكرون تقنيين فرنسيين لتركيب خط هاتفي مساء الثلاثاء في غرفة اجتماعات بفندق ميلينيوم الذي يقع مقابل مقر انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.
وأُبلِغ روحاني أنه فور وصوله للغرفة يمكن الشروع في المحادثة.
ماكرون يحاول من أشهر للتوسط بين إيران وأمريكا
وظل ماكرون على مدار أشهر يروِّج خطة تهدف إلى تهدئة التوترات في الخليج، ورفع العقوبات الأمريكية مقابل التزام إيران الكامل بالاتفاق النووي المُوقَّع عام 2015 وقبول طهران خوض محادثات أوسع نطاقاً.
غير أنَّ ترامب عَكَفَ على تشديد العقوبات في الأسابيع الأخيرة، وأعلن كذلك فرض مزيد من التدابير الرادعة في الخطاب الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت باكر من نفس اليوم الذي حدَّده ماكرون لإجراء محادثة بين الرئيسين الأمريكي والإيراني.
وتضرر الاقتصاد الإيراني بشدة نتيجة الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على المعاملات المصرفية وصادرات النفط الإيرانية، وقالت مصادر دبلوماسية من نيويورك إنَّ فرص حديث روحاني مع ترامب دون رفع العقوبات لم تكن في أية مرحلة مستبعدة بقدر ما هي عليه الآن.
ربما هناك سبب لإصرار روحاني على عدم الحديث مع رئيس أمريكي
وكان الرئيس الإيراني قد خاض، في عام 2013، محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في مقر الأمم المتحدة دون موافقة مسبقة من المرشد الأعلى علي خامنئي؛ مما عرضه لانتقادات حادة عقب عودته لبلاده.
وصرَّح روحاني، الإثنين، بأنَّه يمكن العودة للمحادثات متعددة الأطراف التي بدأت وقت الاتفاق النووي لعام 2015، التي تشمل الولايات المتحدة باعتبارها طرفاً من مجموعة تضم ست قوى كبرى تُعرَف باسم مجموعة خمس زائد واحد (P5+1).
ووفقاً لموقع Entekhab الإخباري الإيراني، قال روحاني: «توصلنا لقدرٍ من التأهب حول عمل مجموعة 5+1، والدول السبع جميعها (من بينها إيران والولايات المتحدة) توصلت لاتفاق في إطار عمل هذه المجموعة».
وأضاف روحاني أنه سيكشف المزيد من التفاصيل في اجتماع مجلس الوزراء المقرر غداً الأربعاء، 2 أكتوبر/تشرين الأول.
في حين قال مسؤولون إيرانيون إنَّ أية اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة لن تكون ممكنة إلا بعد إزالة العقوبات التي فرضتها واشنطن على مدار العام الماضي.