لبنان.. السلطة تلاحق معارضيها وتوقف بيار الحشاش أبرز الناشطين ضد العهد وباسيل
فيما التيار الكهربائي غائب عن العديد من المناطق اللبنانية بفعل التقنين القاسي الناجم عن نقص مادة المازوت، وفيما خدمات الاتصالات قد تشهد إضطراباً أو إنقطاعاً إذا توقّفت المولّدات الخاصة بحسب بيان “أوجيرو”، فإن الدولة بدلاً من أن تصرف انتباهها نحو تحسين هذه الخدمات الحيوية للناس ، تنشغل بملاحقة الناشطين وأصحاب الرأي.
وفي وقت يبقى الناشط في ثورة 17 تشرين/أكتوبر ربيع الزين موقوفاً منذ أيام، فقد إستدعي إلى التحقيق في سرايا البترون الناشط بيار الحشاش الشهير بتصوير فيديوهات تهاجم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة حسان دياب ورئيس ” التيار الوطني الحر ” جبران باسيل والذي كان تعرّض للضرب والتهديد قبل أيام.وتضامناً مع الحشاش تجمّع عدد من الشبّان والثائرين أمام السرايا للمطالبة بإطلاق سراحه، وحصل إشكال عندما أقدم مناصرون لأحد التيارات على تهديد المعتصمين والاعتداء على أحد الوجوه البارزة في احتجاجات جل الديب شربل قاعي ورفيقه روي كيروز.وتساءل الناشطون كيف يتم إخلاء سبيل من تعرّضوا بالضرب للحشاش من أنصار جبران باسيل وتوقيف المعتدى عليه.
وتعليقاً على توقيف الحشاش الذي رفض الاعتذار عن أحد الفيديوهات وتبيّن وجود 7 محاضر في حقّه في مكتب مكافحة الجرائم الإلكترونية، وصف الوزير السابق أشرف ريفي الأمر بأنه ” عملٌ جبان إضافي تقوم به المافيا الحاكمة، التي تمتلك جيوشاً إلكترونية مهمتها التعرّض للكرامات”، مشيراً إلى أن “الفاسدين الذين أفقروا ملايين اللبنانيين، يستقوون على بيار حشاش”.وقال” كل التضامن، وندعو القضاء لإطلاق سراحه فوراً “، مضيفاً للمسؤولين ” إعتبروا من مصير الأنظمة التوتاليتارية”.
كذلك، لفت النائب فريد هيكل الخازن إلى أن “السلطة البوليسية تسجن الناشطين السلميين، والسبب مهاجمتها لدرجة السباب “، وفي إشارة ضمنية إلى شتائم العماد ميشال عون سابقاً قال ” نسيت السلطة أنها من أرست هذه الثقافة ثم أكملت بتجويع الشعب ونهبه “.
من جهته،أسف نائب البترون فادي سعد لما شهدته البترون من أعتداء على مواطنين أرادوا التضامن سلمياً مع بيار الحشاش الذي تمّ توقيفه.وإذا أتقدّم باسمي وباسم أهالي البترون بالاعتذار من شربل قاعي وروي كيروز اللذين تعرّضا للاعتداء، نؤكد أن حادث الاعتداء غريب عن شيم أهل البترون “.
ومن البترون إلى طرابلس، نفّذ عدد من الناشطين اعتصاماً أمام مدخل قصر العدل في طرابلس للمطالبة بالإفراج عن الناشط ربيع الزين ورفاقه، وردّدوا هتافات مناهضة للسلطة، ومندّدة بسياسة توقيف الناشطين، مؤكدين الاستمرار بتحركاتهم “حتى الوصول إلى بناء وطن يعيش فيه المواطن بكرامة”.
وفي شريط الاحتجاجات اليومية إقدام سائقي شاحنات وجبّالات باطون على قطع الطرقات في محيط ساحة الشهداء وتقاطع مسجد محمد الأمين وكنيسة مار مارون الجميزة في وسط بيروت احتجاجاً على عدم السماح لشركة الاسمنت ” السبع ” باستثمار مقالعها في كفرحزير ، وقطع سائقي سيارات عمومية الطريق أمام وزارة الداخلية بسبب التسعيرة المتدنية وللمطالبة بإعفائهم من المعاينة الميكانيكية.
وفي وقت تواصل قطع طريق كورنيش المزرعة وأوتوستراد الناعمة من حين إلى آخر، أعلنت إدارة “مستشفى رفيق الحريري الجامعي” أنه “بسبب الظروف القاسية التي تمرّ فيها البلاد حالياً لناحية التقنيين في الكهرباء، والتي طالت أخيراً مستشفى رفيق الحريري الجامعي من خلال إخضاعه لجدول التقنين المطبق، قرّرت إدارة المستشفى اتخاذ إجراءات وتدابير لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية منها إيقاف العمل في أجهزة التكييف في كافة المكاتب الإدارية وبعض الممرات لإعطاء الأولوية للمرضى حرصاً منها على صحتهم وسلامتهم.”
وفي المواقف من هذه الأزمات المتتالية ، دعا ” لقاء سيدة الجبل” و”حركة المبادرة الوطنية” “إلى عقد لقاء وطني لإطلاق مقاومة سياسية ديمقراطية ضدّ الإحتلال الإيراني وذراعه اللبنانية حزب الله تحت سقف الدستور واتفاق الطائف والاجتماعات العربية والشرعية الدولية”، وعبّروا “عن حزنهم وتأثرهم العميق لإقدام عدد من المواطنين على إنهاء حياتهم يأساً من وضعهم المعيشي”، معتبرين “أن ما أقدم عليه هؤلاء هو بمثابة صفعة مدوية في وجه سلطة صماء وفاشلة ولا مسؤولة ومتآمرة على مستقبل اللبنانيين ومصيرهم”.دعا المجتمعون في بيان، “هذه السلطة بدءاً برئاسة الجمهورية الى الاستقالة فوراً”، ودعوا “الأحزاب المعارضة أو تلك التي هي خارج السلطة اليوم والتي لم تحرّك ساكناً، ولم تتقدم بمساءلة للحكومة حول مسؤولياتها تجاه مآسي اللبنانيين إلى القيام بواجباتهم الوطنية، وإلى عدم إنتظار ما يُطبخ وراء الكواليس”.
وحيّا المجتمعون “الموقف الجريء والسيادي للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي طلب فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحرّ، وطالب الأمم المتحدة العمل على إعادة تثبيت استقلال لبنان ووحدته وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإعلان حياده”.