لا تنخدع بصور عناصر داعش وهم يدمرون التماثيل، فهي مصدر تمويل عملياتهم.. كنز مصري كشف بالصدفة علاقة التنظيم بتهريب الآثار
مكنت السلطات الإيطالية، قبل أسابيع، من العثور على حاوية ضخمة تحتوي على آثار مصرية منهوبة، وتشير أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، الذي من المتوقع أن يكون متورطاً في هذه الجريمة.
وقالت صحيفة La città الإيطالية إن الاثار المنهوبة نُقلت إلى ثكنة نوشيرا إنفريوري في مقاطعة ساليرنو.
وبحسب الصحيفة الإيطالية، تمكنت شرطة حماية الآثار بكل من مدينة نابولي وروما، ومكتب الجمارك في ساليرنو، من ضبط قناع مصري مغطى بالذهب وقارب له 40 مجدافاً في حاوية قادمة من إفريقيا، والتي كانت على متن سفينة رست في الأيام الأخيرة بميناء ساليرنو. وفي الوقت الراهن، تجري السلطات الإيطالية تحقيقات لتحديد أصل هذه القطع الأثرية القيّمة، التي لا تمثل سوى جزء صغير من محتوى الحاوية.
ونُقلت جميع هذه الكنوز الأثرية إلى ثكنات بوربون، التي تم تكليفها منذ فترة طويلة من قبل هيئة الإشراف هذه المهمة. ومن المتوقع أن تصبح مستودعاً يضم أهم المواد الأثرية في القارة الأوروبية كاملة. وفي الحقيقة، لا يعد تورط تنظيم الدولة في هذه الجريمة بالأمر المستبعد؛ نظراً إلى أن مثل هذه المنظمات تقوم بتهريب ونهب الآثار بهدف تمويل مخططاتها الإرهابية، بحسب الصحيفة الإيطالية.
كما تساعد تجارة تهريب الآثار في كل من سوريا وليبيا والعراق تنظيم “الدولة الإسلامية” على تغطية نفقاته، خاصة الأعمال الفنية والمكتشفات الأثرية التي تدر أموالاً طائلة عليه. وعلى الرغم من الأموال التي يجنيها من هذه التحف الأثرية، تعمّد أحد عناصر التنظيم الظهور في شريط مسجل وهو يهم بتدمير أحد التماثيل متعللاً بحجة دينية، مع العلم أن هذه الحجج التي يتشدق بها عناصر التنظيم لا أساس لها من الصحة؛ لأنه منذ القدم عُرف المسلمون بإبداعاتهم الفنية، بحسب الصحيفة الإيطالية.
وتضطلع ثكنات نوشيرا إنفريوري في مقاطعة ساليرنو بمهمة حماية الكنوز الأثرية. وتجري الأبحاث حالياً بالثكنة من قبل المختصين في التراث الفني من أجل التوصل إلى المنظمة المتورطة في هذه العملية، والكشف عن الطرف الذي قام ببيع هذه الكنوز. كما يجري التحقيق في الوثائق المزورة التي اعتمدت من أجل نقل الحاوية التي تحتوي على الآثار إلى إيطاليا.
ويبدو أن تنظيم الدولة يمتلك القدرة على التصرف بكل حرية في إيطاليا. ومن المؤكد أن تكون للتنظيم علاقات وثيقة مع أثرياء يهتمون بشراء الكنوز الأثرية وبشكل خاص الآثار المصرية، ولديه اتصالات مع عدة أطراف على دراية بالاكتشافات الأثرية.
ويتخذ المهربون من إيطاليا نقطة عبور للمواد الأثرية إلى روسيا والولايات المتحدة. ومن جهتها، تحاول السلطات الإيطالية الوقوف لهذه المحاولات بالمرصاد من خلال فرض جملة من الإجراءات الصارمة، والمجهود الذي تبذله الشرطة الإيطالية للتصدي لظاهرة التهريب.
وفي الآونة الأخيرة، ضبط مكتب الجمارك في ساليرنو حاوية تحتوي على 48 ألف علبة سجائر قادمة من الإمارات العربية المتحدة بهدف تصديرها. وقد أثبت مكتب الجمارك ساليرنو جدارته في التصدي لجرائم التهريب.
مصر تكشف تفاصيل الكنز
وقالت وزارة الآثار المصرية، الأربعاء 23 مايو/أيار 2018، إن “شرطة مدينة نابولي الإيطالية ضبطت حاويات تحتوي على قطع أثرية تنتمي إلى حضارات متعددة، بينها قطع أثرية تنتمي إلى الحضارة المصرية القديمة (الفرعونية)”.
وقال شعبان عبد الجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار المصرية، إن “سفارتنا في روما أخطرتنا بعملية ضبط الحاويات”.
وأضاف أنه “تم تشكيل لجنة متخصصة لفحص صور القطع المضبوطة، والتأكد من انتمائها إلى الحضارة المصرية القديمة؛ لموافاة السلطات الإيطالية كخطوة أولى في إجراءات استردادها”.
وتابع أن “القطع الأثرية يبدو أنها نتجت عن أعمال التنقيب غير الشرعي؛ نظراً إلى كونها ليست من مفقودات مخازن أو متاحف وزارة الآثار”.
وأشار إلى أن “القطع الأثرية تتكون من مجموعة أوانٍ فخارية من حقب زمنية مختلفة، وأجزاء من توابيت وعملات معدنية، وقطع أثرية قليلة تنتمي إلى الحضارة الإسلامية”.
وأكد أنه “جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية والسلطات الإيطالية المعنية للعمل على استرداد القطع الأثرية وعودتها إلى مصر”.