لاكروا: “هدية” ترامب لم تدعم حظوظ نتنياهو في الانتخابات
قالت صحيفة “لاكروا” الفرنسية إن هدية الرئيس الأمريكي لصديقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر ما سميت بصفقة القرن للسلام الشرق الأوسط، والتي كان من بين أغراض إعلانها هو دعم نتنياهو وتعزير حظوظه في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة في مارس/آذار القادم، لم تفلح في تحقيق. وأكدت في مقال لمراسلها في القدس المحتلة جويل داود فإن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل شهر واحد من موعد الاقتراع تشير إلى أن حزب نتنياهو لن يحصد سوى 34 مقعدا مقابل 35 لتكتل أزرق أبيض.
وأشار المراسل أن توقيت الإعلان عن خطة سلام ترامب والتأييد السياسي الذي حظي به نتنياهو من قبل البيت الأبيض تزامن مع توجيه الاتهام له من قبل المدعي العام أفيخاي ماندلبليت بالفساد والاحتيال وخيانة الأمانة.
وأوضح أن نتنياهو الذي يدعي أنه ضحية مؤامرة، استسلم أخيرا للمثول أمام المحكمة وعدل عن محاولة تأجيل النظر في القضية التي صدمت كثيرا من مؤيديه، وذلك بتخليه عن طلب الحصانة البرلمانية التي كانت ستنتهي إلى رفض مهين بسبب معارضة أغلبية أعضاء الكنيست لها.
وأكد المراسل أنه مع اقتراب موعد الانتخابات فإن الأفق السياسي في إسرائيل ما زال مسدودا، حيث من المتوقع أن تحصل كل من الكتلتين: اليمين المتحالف مع المتدينين ويمين الوسط المدعوم من اليسار، على 56 مقعدا لكل منهما. في حين يجاهد نتنياهو من أجل الفوز بأغلبية 61 صوتا، متهما غريمه غانتز بالسعي للتحالف مع القائمة العربية الموحدة المناهضة للصهيونية والتي رفض رئيسها أيمن عودة الخطة الأمريكية.
وشدد على أن نتنياهو يبدو كما لو كان قد أصيب بالهلع، حيث أعلن في أعقاب الكشف عن خطة سلام واشنطن ضما وشيكا لغور الأردن، إضافة إلى 150 مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة، قبل أن يتراجع عن ذلك القرار تحت ضغط أمريكي.
ويرى الكاتب أن هذا لا يعتبر الإشكال الوحيد في مجتمع يعاني انقساما يزداد بمرور الوقت، إذ تظاهر عدة مئات من الإسرائيليين في تل أبيب السبت ضد “الضم والفصل العنصري”.
ويرى داود أن نتنياهو يسعى لتحسين صورته وتقديم نفسه كرجل دولة صديق للقادة الكبار في العالم، وأن جولته الخارجية الأخيرة تأتي في مسعى لتحويل انتباه الناخبين ، حيث زار موسكو تأتي في هذا الإطار، وعاد بطفلة إسرائيلية عفا عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد إدانتها بحيازة مخدرات، كما زار العاصمة الأوغندية كمبالا وعاد منها بأخبار سارة لإسرائيل تمثلت في الوعد بفتح سفارة أوغندية في القدس، والتقى خلالها كذلك برئيس رئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان.