لأول مرة رسالة مبطنة من نتنياهو لإيران باللجوء إلى السلاح النووي
استغل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة قام بها إلى مفاعل نووي إسرائيلي تحيطه السرية الأربعاء 29 أغسطس 2018، لتحذير أعداء إسرائيل من أن لديها الوسائل التي تمكنها من تدميرهم، وذلك في إشارة مبطنة -على ما يبدو- إلى ترسانتها النووية المفترضة.
وقال خلال حفل لإطلاق اسم الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس على المجمع الواقع بالقرب من بلدة ديمونة الصحراوية: «هؤلاء الذين يهددون بمحونا يضعون أنفسهم في خطر مماثل، ولن يحققوا هدفهم بأي حال من الأحوال».
جاءت تصريحات نتنياهو، التي وزعها مكتبه مكتوبة، في وقت تضغط فيه إسرائيل على القوى العالمية لتحذو حذو الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق المبرم مع إيران عام 2015 والذي حدَّ من القدرات النووية للجمهورية الإسلامية.
ويرى الإسرائيليون أن الاتفاق غير كافٍ لمنع عدوتهم من امتلاك الوسائل التي تمكِّنها في النهاية من صنع القنبلة النووية، وهو أمر تنفيه طهران التي وقَّعت على معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970.
الاقتصاد الإيراني يعاني من العقوبات
ووضعت إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران ضغوطاً على الاقتصاد الإيراني، وهو ما أثار فزع بعض المستثمرين الأجانب حتى في الوقت الذي تحاول فيه القوى الأوروبية إنقاذ اتفاق 2015. وقالت إيران الأربعاء 29 أغسطس 2018، إنها قد تتخلى عن الاتفاق.
ومنذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979، تدعو إيران إلى تدمير إسرائيل. وتقدم إيران الدعم لحزب الله، وتعتبر حكومة نتنياهو دعم إيران لدمشق خلال الحرب الأهلية في سوريا بمثابة انتشار إيراني إضافي على حدود إسرائيل.
ولا تؤكد إسرائيل، غير الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، أو تنفي امتلاكها القنبلة النووية، وذلك في إطار سياسة «الغموض» المتبعة منذ عقود والتي تقول إنها تكبح جماح جيرانها المعادين لها، في حين تتجنب الاستفزازات العلنية التي يمكن أن تشعل سباقات تسلح إقليمية.
ولطالما تساهلت الولايات المتحدة مع سياسة التكتم الإسرائيلية.
وفي أثناء زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إنه التقى مسؤولين من هيئة الطاقة الذرية هناك، لكن ينبغي ألا يُنظر إلى ذلك باعتباره إشارة إلى أي مراجعة للسياسة من جانب إدارة ترمب.
وقال بولتون عن الاجتماع: «لا أعتقد أن هناك أي شيء خارج عن المألوف أو غير متوقع». ورداً على سؤال للإدلاء بمزيد من التفاصيل، قال: «لا تغيير في السياسة».
هجمات إيران على سوريا
وشنت إسرائيل عشرات الهجمات على مواقع يشتبه في أنها تابعة لإيران أو لحزب الله، أو على عمليات لنقل أسلحة في سوريا. وتغض روسيا، الداعم الرئيسي لدمشق، الطرف عن هذه الهجمات.
وقال نتنياهو في تصريحاته بديمونة: «سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي التحرك بعزم تام وقوة كاملة ضد محاولات إيران نشر قوات وأنظمة أسلحة متطورة في سوريا».
ونسب نتنياهو الفضل إلى بيريس، الحائز جائزة نوبل للسلام والذي سبق أن شغل منصب رئيس الوزراء وتُوفي عام 2016، في إنشاء المفاعل بخمسينيات القرن الماضي في إطار رؤية «للتطبيع بين الدول الرئيسية بالعالم العربي ودولة إسرائيل القوية».
وقال نتنياهو: «هذه العملية… تحدث أمام أعيننا على نطاق كان من المستحيل تخيُّله قبل سنوات قليلة مضت»، وذلك في إشارة إلى علاقات إسرائيل السرية مع دول الخليج العربية، التي ترى إيران عدواً مشتركاً.