كيم جونج أون مختفي منذ أسبوعين.. فأين ذهب؟
لم يظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون منذ أسبوعين، مما أثار تكهناتٍ بأنَّه منهمك في التخطيط لكيفية التعامل مع مطالبات دونالد ترامب بنزع السلاح النووي.
ويؤكد ذلك ما ذهبت إليه صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بالقول إن الزعيم الكوري شوهد وهو يزور 30 موقعاً اقتصادياً في الفترة بين يوليو/تموز وأغسطس/آب، أمر فيها المسؤولين بزيادة ناتج البلاد وتحسين البنية التحتية.
لكن يقول المراقبون إنَّه لم يظهر للعامة منذ أسبوعين بعد سلسلة اللقاءات رفيعة المستوى التي عقدها.
للزعيم الكوري تجربة سابقة مضحكة بسبب اختفائه
وفي يوليو الماضي، ألمحت وسائل الإعلام الحكومية في بيونغ يانغ، الثلاثاء 10 يوليو 2018، إلى أن الزعيم كيم جونغ أون ربما كان منشغلاً جداً بتفقد حقول البطاطا في إحدى المقاطعات الشاسعة ما حال دون لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وعادة ما تبدأ وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية نشراتها التلفزيونية وصفحاتها الأولى بأخبار كيم، لكن غيابه لـ7 أيام عن الأخبار ومنها خلال زيارة بومبيو، أثار التكهنات لدى المراقبين حول مكان تواجده.
وتم حلّ اللغز عندما بثت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية ما لا يقل عن 4 تقارير بشأن زيارته لمقاطعة سامغيون، النائية الشاسعة على الحدود الصينية، أوردت غالبيتها تفاصيل أكثر من المعتاد حول زياراته «الميدانية التوجيهية».
وقالت الوكالة إنه في حقل زراعة البطاطا في جونغهونغ، لم يوجه كيم الفرق فحسب بضرورة زراعة أصناف عالية المحاصيل، بل أيضاً «إدخال أصناف مختلفة طيبة المذاق تضمن جودة مأكولات البطاطا المعالجة من ناحية الإنتاج وبالتالي رفع نوعية إنتاج البطاطا».
وأثنى كيم على المسؤولين في المقاطعة القريبة من ماونت بيكتو، الجبل الذي يتمتع برمزية روحية للشعب الكوري، وتقول ماكينة الدعاية في بيونغ يانغ إنه المكان الفعلي الذي وُلد فيه والد الزعيم وسلفه، كيم جونغ إيل.
وقال كيم إن الجبل «أرض مقدسة للثورة» والذي تسعى السلطات لجعله «نموذجاً للبلاد وحلماً للشيوعية».
لكن هذه المرة تذهب التكهنات إلى إختفائه لترتيب خطوات جديدة ضد أميركا
حيث لم تنشر المنافذ الإعلامية تقارير عن نشاطات كيم العامة منذ تفقد مصنع معدات طبية، وحضور جنازة وزير الدفاع السابق كيم يونغ تشون، وكان كلا الحدثين يوم 21 أغسطس/آب، طبقاً لتقارير وكالة أنباء Yonhap بكوريا الجنوبية.
وأثار هذا الاختفاء تكهناتٍ بأنَّه يركز الآن على استراتيجية دبلوماسية بعد أن وصلت المحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأميركية إلى طريقٍ مسدود في مسألة نزع السلاح النووي.
كان الرئيس الأميركي قد وصف اللقاء الأخير بينه وبين كيم بأنَّه تقدمٌ تاريخي.
وفي هذه القمة توصَّل الثنائي إلى اتفاقٍ غير واضح للعمل على نزع السلاح النووي تماماً من شبه الجزيرة الكورية، لكن لم تكن هناك أي إجراءات أو خطوات منذ ذلك الحين.
وانتقدت العاصمة الكورية بيونغ يانغ الولايات المتحدة بسبب مطالباتها التي «تشبه مطالبات العصابات» بنزع السلاح النووي تماماً دون رجعة وتوفير أدلة على ذلك.
وأفادت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنَّه لا توجد أي دلالات على أنَّ كوريا الشمالية أوقفت نشاطاتها النووية.
وقالت الوكالة في تقرير اطلعت عليه وكالة فرانس برس، الثلاثاء 21 أغسطس 2018، أن كوريا الشمالية تواصل أنشطتها النووية رغم النوايا التي عبَّر عنها زعيمها كيم جونغ أون في الربيع.
واعتبر المدير العام للوكالة يوكيا أمانو في هذا التقرير الذي سيُعرض على الجمعية العامة السنوية للوكالة الذرية في سبتمبر أن «مواصلة البرنامج النووي لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وتطويره يثيران قلقاً شديداً».
وكشفت الوكالة التابعة للأمم المتحدة والتي لم تعد متواجدة في كوريا الشمالية منذ طرد مفتشيها في أبريل 2009، أنه بحوزتها مؤشرات على أنشطة مرتبطة «بمختبر للكيمياء الإشعاعية» في كوريا الشمالية حدثت «بين نهاية أبريل ومطلع مايو 2018″، أي بعد القمة بين الكوريتين في أبريل/نيسان الماضي.
وكشفت أيضاً أن مفاعل التجارب يونغبيون يواصل «دورته العملانية» التي بدأها في ديسمبر 2015.
وأكدت الوكالة من جانب آخر أن بيونغ يانغ تواصل بناء مفاعلها الذي يعمل بالمياه الخفيفة، وكذلك استخراج وتركيز اليورانيوم في موقع بيونغسان.
وبعدما اعتبر أن هذه الأنشطة «تثير الأسف الشديد» لأنها تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي، دعا أمانو مرة جديدة كوريا الشمالية إلى «الإيفاء بكامل التزاماتها» الدولية.
وأكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستعدة لاستئناف عمليات التفتيش في المكان بشكل سريع جداً.
وكان ترمب طالب وزير خارجيته بعدم الذهاب إلى كوريا الشمالية بشكل مفاجئ
حيث طلب في الشهر الماضي من وزير الخارجية مايك بومبيو أن يلغي رحلةً مخططة لبيونج يانج بشكلٍ مفاجئ، مشيراً إلى غياب التقدم في قضية نزع السلاح النووي.
وتستعد كوريا الشمالية للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها في نهاية هذا الأسبوع، وهناك تكهناتٌ بأنَّ كيم سيظهر ليلقي خطاباً.
وفي هذه الأثناء، قال المبعوث الرئاسي لكوريا الجنوبية يوم الثلاثاء 4 سبتمبر إنَّه سيرسل خطاباً من الرئيس مون جاي إن إلى نظيره في كوريا الشمالية في أثناء زيارته لبيونغ يانغ يوم الأربعاء لمناقشة القمة الثالثة للزعيمين المقررة في وقتٍ لاحق من الشهر الجاري، وفقاً لوكالة Yonhap.وقال تشونغ يوي يونغ، مستشار الأمن القومي لكوريا الجنوبية- إنَّه كان يسعى لمناقشة سبل تحقيق نزع السلاح النووي تماماً من شبه الجزيرة الكورية حسب الاتفاق بين مون وكيم في أول قمة جمعتهما في أبريل/نيسان.
ولم يوضح المزيد عن محتوى الخطاب.
وقال تشونغ للمراسلين إنَّ سول ستواصل الضغط من أجل إعلانٍ مشترك بانتهاء الحرب الكورية التي استمرت من 1950 إلى 1953 خلال هذا العام مع الولايات المتحدة.