كيف غير ترامب كلامه في أهم 7 قضايا تؤثر على مستقبل أمريكا؟
قارنت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بين تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي بشأن أهم القضايا الخارجية في علاقات واشنطن وبين ما حدث بالفعل، وجدت أن كلها كانت تصريحات جوفاء دون فعل حقيقي على الأرض.
وقالت الصحيفة الأمريكية، عندما أدلى الرئيس ترامب بأول خطاب لحالة الاتحاد، العام الماضي، لم يكن لديه الكثير ليقوله بشأن السياسة الخارجية. ومثله مثل الكثير من الرؤساء من قبله، فقد كرس معظم وقته لقائمة طويلة من القضايا المحلية.
لكنَّ ترامب أشار بالفعل إلى بعض القضايا الدولية المهمة خلال ذلك الخطاب. وبما أنَّ خطابه الثاني لحالة الاتحاد سوف يكون يوم الثلاثاء، فالأمر يستحق النظر لما قاله العالم الماضي، وما حدث فعلاً منذ ذلك الوقت.
الصين وروسيا
«في جميع أنحاء العالم، نواجه أنظمة مارقة، الجماعات الإرهابية ومنافسين مثل الصين وروسيا يتحدَّون مصالحنا، واقتصادنا وقيمنا».
لم يشر ترامب سوى إشارات عابرة لأكبر مشكلتين من مشكلات السياسة الخارجية للولايات المتحدة -الصين وروسيا- في خطابه الذي أدلى به عام 2018. ومع ذلك، فقد استمرت إدارته في اتباع سياسات طموحة، بل راديكالية، فيما يخص هذين البلدين. من ذلك مثلاً: الدخول في حرب تجارية ذات عناصر سياسية واضحة ضد الصين، والانسحاب من اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، مع روسيا.
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين
ربما لا يزال ترامب غير مقتنع بأنَّ هاتين القوتين الرئيسيتين هما أكبر مخاوفه: فخلال الأسبوع الماضي فحسب، وبخ رؤساء استخباراته علناً لتركيزهم أكثر من اللازم على الخطر الذي تشكله موسكو وبكين، وذلك خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ عن «التهديدات العالمية».
العراق وسوريا
«العام الماضي، تعهدت أيضاً بأننا سوف نعمل مع حلفائنا لإزالة داعش من على وجه الأرض. بعد ذلك بعام، فإنني أبلغكم بفخر بأنَّ تحالف هزيمة داعش قد حرر 100٪ تقريباً من الأراضي التي كانت في السابق بحوزة أولئك القتلة في العراق وسوريا. لكن ثمة المزيد من العمل الكثير الذي يتعين القيام به. وسوف نستمر في قتالنا حتى هزيمة داعش».
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول،أعلنترامب أنه سوف يسحب القوات الأمريكية من سوريا، وهي خطوة يبدو أنها قد فاجأت الكثيرين في إدارته وأدت إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس. ويقول بعض الخبراءإنَّ داعش لا يزالمستعداً لإعادة تنظيم صفوفه، كما لا يزال الجدول الزمني لإزالة القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي جندي أمراً يكتنفه الغموض.
أفغانستان
«إنَّ مقاتلينا في أفغانستان أيضاً لديهم قواعد اشتباك جديدة. فإلى جانب شركائهم الأفغان البطوليين، لم يعد جيشنا مقوضاً بفعل الجداول الزمنية المصطنعة، ولم نعد نخبر أعداءنا بخططنا».
نفذت إدارة ترامب قواعد اشتباك جديدة لأفغانستان أواخر عام 2017، أدت إلى زيادة كبيرة في الضربات الجوية. ومع ذلك، فقد بدأت الولايات المتحدة لاحقاً سحب القوات من البلاد. كما كانت واشنطن تواصل محادثات السلام مع طالبان، وهي محادثات من شأنها أن تؤدي إلى اتفاقية لإزالة جميع القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية. وحتى الآن، فإنَّ طالبان ترفض التفاوض مع الحكومة الأفغانية المنتخبة ديمقراطياً.
إسرائيل والأراضي الفلسطينية
«الشهر الماضي، اتخذت أيضاً إجراءً، ووافق عليه بالإجماع مجلس الشيوخ قبل بضعة أشهر: اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل».
قال ترامب، في خطاب عام 2018، إنَّ الدول التي عارضت قراره نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس قد تواجه خطر فقدان أموال المساعدات الخارجية الأمريكية. وقد ثبت أن تنفيذ هذه السياسة أمر صعب من الناحية اللوجستية، جزئياً بسبب مقاومة مسؤولي البنتاغون الذين كانوا يخشون من أنَّ الولايات المتحدة سوف تكون [بهذا الفعل] متنازلة عن نفوذها لصالح الصين.
لم يتحدث ترامب عن اتفاقية سلام محتملة بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو شيء كان قد وصفه من قبل بأنه «الصفقة النهائية». ورفض الفلسطينيون لقاء المفاوضين الأمريكيين منذ أن اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم يكشف ترامب بعد عن خطته للسلام الموعودة منذ فترة طويلة.
إيران
«عندما نهض شعب إيران ضد جرائم دكتاتوريتهم الفاسدة، لم أبق صامتاً. إنَّ أمريكا تقف مع شعب إيران في نضاله الشجاع من أجل الحرية.. إنني أطلب من الكونغرس معالجة العيوب الأساسية في الصفقة النووية البشعة مع إيران».
سحب ترامب الولايات المتحدة من الصفقة النووية مع إيران في 8 من شهر مايو عام 2018. بعد ذلك بشهور قليلة، أعادت الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على إيران، وهي خطوة سببت خلافاً بين واشنطن والدول الأوروبية التي لا تزال ملتزمة بالاتفاقية.
الرئيس الإيراني حسن روحاني
وقد زادت خطوات ترامب الأخرى في الشرق الأوسط من تعقيد المحاولات الرامية للضغط على طهران. ففي يوم الإثنين، أشار الرئيس العراقي إلى أنَّ رغبة ترامب في «مراقبة» إيران من القواعد الأمريكية في العراق لن تتحقق في ظل الاتفاقية الحالية بين واشنطن وبغداد.
فنزويلا وكوبا
«فرضت حكومتي أيضاً عقوبات شديدة على الدكتاتوريتين الشيوعية والاشتراكية في كوبا وفنزويلا».
استمرت إدارة ترامب في ممارسة ضغوط اقتصادية على كلا البلدين، لا سيما فنزويلا، حيث اعترفت الولايات المتحدة بزعيم المعارضة بوصفه رئيساً للبلاد وتحركت لمنع الوصول إلى أصول الدولة الفنزويلية داخل الولايات المتحدة.
كوريا الشمالية
«لم يقمع أي نظام مواطنيه بشكل أكثر شمولية أو وحشية من هذه الدكتاتورية القاسية في كوريا الشمالية».
الرئيس دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونج أون
اختتم خطاب ترامب عام 2018 بمقطع ختامي طويل عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها كيم جونغ أون في كوريا الشمالية. كان أحد ضيوف ترامب في الخطاب جي سيونغ-هو، وهو منشق كوري شمالي بترت قدمه. وأشار ترامب أيضاً عدة مرات إلى أوتو وارمبير، وهو طالب جامعي أمريكي توفي بعد أيام فحسب من إطلاق سراحه بعد 17 شهراً في الأسر في كوريا الشمالية.
وفي الـ12 من شهر يونيو، التقى ترامب بكيم في سنغافورة لإجراء محادثات حول نزع السلاح النووي. ومنذ ذلك الحين تجنبت الإدارة مناقشة حقوق الإنسان في كوريا الشمالية خوفاً من إحباط التقدم الذي تم في هذه المفاوضات. ومن المقرر مبدئياً عقد قمة ثانية مع كيم في وقت لاحق من هذا الشهر.