كيف تنظر إسرائيل إلى فكرة “حلف دفاعي” مع الولايات المتحدة؟
يثور هذه الأيام نقاش عام في مسألة حلف دفاعي محتمل بين إسرائيل والولايات المتحدة. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يحاول أن يدفع بالفكرة إلى الأمام، بل وتحدث عن ذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
بينما أعرب رئيس الأركان افيف كوخافي ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شباط عن تأييدهما للخطوة، فإن رئيس الأركان الأسبق ورئيس حزب “أزرق أبيض” بيني غانتس عارضها، وهناك سلسلة من المحاكم الأمنية والمتقاعدون أعربوا عن التحفظ.
لم تعرف بعد تفاصيل الاتفاق، ولكن استناداً إلى أحلاف دفاع قائمة، مثل الناتو أو منظمة ميثاق الأمن المشترك، يمكن أن نستخلص بشكل عام ما جوهره، وفقا لصحيفة “معاريف” العبرية.
إن فضائل حلف الدفاع بين إسرائيل والولايات المتحدة واضحة: سيشكل رسالة ردعية مدوية لخصوم إسرائيل؛ وسيوفر تفوقاً استراتيجياً وعملياتياً مهماً بسبب النوعية التكنولوجية، والاستخبارية، والقوة البشرية والمقدرات لدى أذرع الأمن الأمريكية. إضافة إلى ذلك، ستتمتع إسرائيل بتفوق في المجال اللوجستي الذي يمنحها طول نفس، والحفاظ على مستوى عال من القوة في أثناء الحروب في المستقبل. فتأخير المساعدة والتوريد للوسائل القتالية والذخائر، مثلما حصل في حرب يوم الغفران وحملة “الجرف الصامد”، لا يفترض أن يحصل في إطار حلف الدفاع.
يحتمل أيضاً تحسن في مستوى الرأي العام الأمريكي تجاه إسرائيل. فمنذ اليوم تسمع في الولايات المتحدة الحجة التي تقول إن الأمريكيين يعرضون أمن جنودهم للخطر من أجل إسرائيل. أما إذا دخل حلف الدفاع إلى حيز التنفيذ، فإن الانتقاد كفيل بأن يتقلص؛ لأن الولايات المتحدة لن تكون في هذه الحالة الوحيدة في المعادلة التي يتعرض فيها الجنود والمقدرات للخطر.
ولكن هناك أيضاً نواقص في مثل هذا الإجراء، بينها إمكانية تقييد الحرية العسكرية لإسرائيل. وذلك في ظل تحديد إخطار لمحافل بيروقراطية مختلفة في أذرع الأمن الأمريكية قبل عمليات معينة. ستعقد مثل هذه الخطوة بل وتمس بقدرة إسرائيل ومرونتها العملياتية للعمل ضد أعدائها، ولا سيما في كل ما يتعلق بإحباط الإرهاب وبالضربة الوقائية.
إضافة إلى ذلك، فقد تتغير السياسة تجاه إسرائيل والمصالح القائمة اليوم في الإدارة الأمريكية الحالية بحدة في إدارة أخرى. صحيح أن الرئيس ترامب يؤيد إسرائيل بشكل واضح ويرى بانسجام التحديات الأمنية الهامة التي تقف أمامها، ولا سيما في كل ما يتعلق بإيران، ولكن يحتمل أن ينتخب في المستقبل رئيس أقل عطفاً على إسرائيل –وقد يكون معادياً – فيعتقد أن التهديدات لا تبرر استخدام الحلف ثم يفسره بشكل مختلف.
ينبغي أن يضاف إلى جملة النواقص مشاركة إسرائيل في عبء الحروب الأمريكية مثلما في القتال في أفغانستان والعراق، وفي جزء من دول إفريقيا، أو في إطار المشاركة في الائتلافات الدولية بقيادة أمريكية للقتال ضد الإرهاب العالمي. في وزن الفضائل والنواقص يخيل بأن على الدولة أن تدفع إلى الأمام بحلف دفاع رسمي بينها وبين الولايات المتحدة، ولكن مع التحفظات والإصرار على المبادئ الحيوية من الأمن القومي الإسرائيلي. هكذا مثلاً يتعين على إسرائيل أن توقع في ظل وجود آلية تسمح لها بحفظ حريتها في العمل في كل الساحات، حيث ترى العمل فيها مناسباً. عليها أن تدخل معايير إلى الاتفاق للتدخل والمشاركة في القتال الفاعل، يتقرر فيها أن الطرفين سيشاركان في عبء القتال فقط في حالة الحرب الشاملة، وليس في حالة العمليات العسكرية، وكذلك فقط وحصرياً ضد هجمات موجهة لأراضي الدولة. ثمة معيار آخر ومهم وهو استمرار سياسة الغموض الإسرائيلية في مجال النووي. وأخيراً مرغوب فيه أن يتم العمل في إطار الحلف على توفير موافقة أمريكية لممارسة القتال الاقتصادي الذي يفرض على دول تعمل ضد دولة إسرائيل في الساحة الدبلوماسية.