كيف تأثرت أسواق الأسهم الخليجية بالأزمة التركية؟
هبطت أسواق الأسهم الخليجية والمصرية، الأحد 12 أغسطس2018، متضرِّرة بضعف عام في الأسواق الناشئة، مع إحجام المستثمرين عن الأصول التي يرونها تنطوي على مخاطر، بسبب الخلاف الأمريكي التركي . وانخفضت الليرة التركية الأسبوع الماضي، بعدما ضاعف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة 10 أغسطس، الرسوم على واردات الألومنيوم والصلب من تركيا. وهبطت الليرة 18% إلى مستوى قياسي متدن.
وتعرضت الأسواق أيضاً لمزيد من الضغوط، جراء عوامل جيوسياسية أخرى، مثل إعادة فرض عقوبات أميركية على طهران، والخلاف الدبلوماسي بين السعودية وكندا.
هبوط جماعي لأسواق الأسهم الخليجية بسبب الخلاف الأمريكي التركي
وشكَّلت الأزمة التركية أكبر ضغط على بورصة قطر، التي تراجع مؤشرها 2.6%، متأثرة بانخفاض سهم البنك التجاري القطري 4.1%، وسهم بنك قطر الوطني القيادي 4.7%. وسجل السهمان أسوأ أداء في السوق الأحد، وفق ما نقلته «رويترز».
ويملك بنك قطر الوطني فينانس بنك في تركيا، بينما يحوز البنك التجاري القطري حصة الأغلبية في المصرف التركي ألترناتيف بنك.
وتراجع مؤشر السوق السعودية 1.4% ليغلق عند 8065 نقطة، مسجلاً أدنى مستوياته منذ أواخر مايو/أيار، لينزل عن متوسِّطه في 100 يوم للمرة الأولى منذ بداية العام.
وهبط معظم أسهم البنوك بقيادة سهم البنك الأهلي التجاري، الذي انخفض 3.2% بفعل القلق من تعرضه لأصول تركية. وتراجع سهم مصرف الراجحي 1.3%.
وانخفض مؤشر سوق دبي 1%، مع تراجع سهم العربية للطيران 2.9%.
وسجلت شركة الطيران المنخفض التكلفة، الأسبوع الماضي، انخفاضاً بلغ 24% في ربح الربع الثاني من العام.
وترقب لمستقبل «الاتفاق» الإماراتي لشراء «دينيز بنك» التركي
وذكرت «رويترز» أن الأنظار تتجه في دبي نحو بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر مصرف في الإمارة، الذي اتفق في وقت سابق هذا الشهر على شراء دينيز بنك التركي، من سبيربنك الروسي، المملوك للدولة، مقابل 3.2 مليار دولار.
وهبط سهم بنك الإمارات دبي الوطني 1.7%، وقال أحد المحللين إن السهم تعرَّض لضغوط اليوم، بسبب الاتفاق التركي.
وقالت أرقام سيكيوريتيز في مذكرة، إن الهبوط الحاد في قيمة الليرة التركية بسبب الخلاف بين أميركا وتركيا منذ الإعلان عن الصفقة ربما يدفع لاستخدام البند الخاص بحدوث تغيير سلبي جوهري، مما يفتح الباب أمام احتمال إعادة التفاوض بخصوص الصفقة. وتابعت: «ذلك يعطي بنك الإمارات دبي الوطني فرصة لتقليص سعر الاستحواذ، بما يصل إلى 27%».
وقال البنك لرويترز إنه يراقب الموقف في تركيا عن كثب، لكنه امتنع عن التعليق بشأن إمكانية إعادة التفاوض حول الصفقة.
والوضع كان مشابهاً في أسواق الأسهم المصرية
هبطت مؤشرات البورصة المصرية بشكل جماعي مع نهاية تعاملات اليوم الأحد، بدفع من مبيعات المستثمرين الأجانب. وهبط المؤشر الرئيسي EGX30 بنحو 1.17% إلى مستوى 15738 نقطة. وانخفض مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 0.43%، ومؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.72%.
وسجلت تعاملات الأجانب صافي بيع بقيمة 150.8 مليون جنيه، بينما سجلت تعاملات المصريين والعرب صافي شراء بقيمة 125.3 مليون جنيه و25.5 مليون جنيه على التوالي.
وقال محمد النجار، رئيس قسم التحليل الفني بشركة المروة للسمسرة، في تصريح إعلامي، إن البورصة تراجعت الأحد لثلاثة أسباب رئيسية، السبب الأول حالة الترقب والحذر بين المستثمرين، نتيجة الخلاف الأميركي التركي وانعكاسها على الأسواق المالية.
وتدهورت العملة التركية، يوم الجمعة الماضي، لتنخفض بنسبة 16% في يوم واحد، نتيجة الخلافات السياسية بين تركيا وأميركا، وهو ما أثر على أسواق المال الأوروبية، ودفعها للتراجع.
والسبب الثاني تراجع العملات الأجنبية مقابل الدولار. والسبب الثالث ترقب المستثمرين لقرار البنك المركزي بشأن سعر الفائدة نهاية الأسبوع الجاري.
وخلال نهاية الأسبوع الماضي، تراجعت معظم العملات الأجنبية أمام الدولار، نتيجة الأزمة التركية الأميركية.
كما أن الأسهم الأميركية والأوروبية لم تسلم بدورها
إذ كانت الأسهم الأميركية قد فتحت على انخفاض الجمعة الماضي، مع اهتزاز الأسواق العالمية بفعل تهاوي الليرة التركية، الناجم عن بواعث القلق إزاء اقتصاد البلاد وتفاقم الشقاق مع الولايات المتحدة.
وهبط «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.8% أو 196 نقطة إلى 25313 نقطة، بعد أن تجاوزت خسائره 260 نقطة خلال الجلسة، وانخفض «ناسداك» بنسبة 0.6% أو 52 نقطة إلى 7839 نقطة، فيما تراجع «S&P 500» القياسي بنسبة 0.7% أو 19 نقطة إلى 2834 نقطة.
وفي الأسواق الأوروبية، انخفض مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 1.1% أو 4 نقاط إلى 385 نقطة، مسجلاً خسائر أسبوعية بنسبة 0.9%. وتراجع مؤشر «فوتسي» البريطاني (-74) نقطة إلى 7667 نقطة، وهبط مؤشر «داكس» الألماني (-251) نقطة إلى 12424 نقطة، وانخفض المؤشر الفرنسي «كاك» (-87) نقطة إلى 5414 نقطة.
وفي اليابان، هبط مؤشر «نيكي» بنسبة 1.3% إلى 22298 نقطة، فيما تراجع مؤشر «توبكس» بنسبة 1.1% إلى 1720 نقطة