كيف أصبحت السترات الصفراء تهدد سياسة الرئيس الفرنسي رغم انقسامها؟
نشرت صحيفة “التليجراف” البريطانية مقالا تحليليا كتبه، دانيال كابورو، عن حركة “السترات الصفراء” في فرنسا، وكيف أنها أصبحت تهدد سياسة الرئيس، إيمانويل ماكرون، على الرغم من انقسامها وتعدد مشاربها.
يقول الكاتب إن الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا خرجت للتنديد بالرسوم التي فرضتها الحكومة على الوقود لكنها أخذت بعدا أوسع لتشمل غلاء المعيشة عموما والرئيس ماكرون، الذي يوصف بأنه بعيد عن الواقع في تصرفه وتفكيره.
وتدخل احتجاجات السترات الصفراء أسبوعها الحادي عشر، فهل لا تزال كما بدأت مظاهرات شعبية ضد غلاء المعيشة أم أنها أخذت منحى آخر؟ يعتقد الكاتب أنها أخذت طريقا مغايرا.
وسبق أن واجه ماكرون النقابات وانتصر عليها الربيع الماضي بمشروعه لإصلاح قطاع السككك الحديدية وفتح شركة القطارات الحكومية للمنافسة. وتوقع الكثيرون تراجع ماكرون عن مشروعه بعدما دخل عمال القطارات في إضراب، ولكن بعد 11 أسبوعا من الإضراب وافق البرلمان على الإصلاحات دون تعديل كبير في نصها الأصلي.
ويرى دانيال أن فرنسا 2019 مختلفة عن فرنسا 1995، عندما كان إضراب عمال القطارات يشل البلاد تماما. فقد تراجع تأثير النقابات في فرنسا، فأصبحت نسبة الانتماء النقابي فيها من أضعف النسب الأوروبية، إذ لا يتجاوز 11 في المئة من العمال.
وتواجه فرنسا كغيرها من الدول المتطورة توجها نحو تفكيك القطاع الصناعي واقتصاد العمل المستقل الذي يعتمد على الوظائف غير المنتظمة والعقود المؤقتة، وانحسار الوظيفة التقليدية المضمونة، وهو ما يتعارض مع تقاليد المجتمع الفرنسي وهو ما دفع الناس إلى التمرد.