كيري: “ضربة نتنياهو جاءت تحت الحزام”
كشف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري في كتاب مذكراته الجديد عن خطوة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أفسدت علاقة صاحب البيت الأبيض السابق باراك أوباما معه بشكل نهائي.
وانتقد كيري محاولات نتنياهو الحثيثة لإفشال مساعيه هو والإدارة الأمريكية لعقد الصفقة النووية مع طهران، وتحفّظ بشدة على خطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي في مارس 2015، سواء من حيث مضمونه أوطريقة ترتيبه.
وحسب كيري، فإن نتنياهو أبدى “تجاهلا كاملا للبروتوكول والتقاليد” عندما قبل “عبر الباب الخلفي” دعوة من رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك جون بوينر لمخاطبة جلسة مشتركة للكونغرس للانقضاض على المفاوضات النووية التي كانت لا تزال جارية، واتهم نتنياهو بأنه لجأ في خطابه إلى تحريف متعمد لمضامين الاتفاق المنشود.
وقال: “لم يفاجئني تشويه نتنياهو صورة الاتفاق بشكل فاضح.. لقد قدم بيانا صيغ بحنكة وكان يحمل طابعا سياسيا بحتا، لكنه لم يتضمن تحليلا صادقا لاستراتيجية حظر الانتشار النووي أو أي حجة جوهرية لكيفية جعل إسرائيل أكثر أمانا من دون التوصل إلى اتفاق”.
كيري: كنا مصدومين أنا وأوباما والجميع في الإدارة
واستذكر كيري لقاء جمعه مع السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر، الذي نظم زيارة نتنياهو إلى الكونغرس، في 15 يناير 2015 عشية إعلان رئيس مجلس النواب الأمريكي عن قرب إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه حول إيران.
وكتب كيري أن اللقاء الذي عقد في مكتبه بوزارة الخارجية مع السفير الإسرائيلي “أذهله”، وتابع: “رون كان جالسا في مكتبي عشية الإعلان عن الزيارة وهو يعلم أن الإعلان سيتم في القريب، ولم يلمح لي، بأي شيء رغم أنه كان يعمل مع رئيس مجلس النواب الأمريكي على ترتيب هذه الزيارة. شعرت بالصدمة، كما شعر بها الرئيس والجميع في الإدارة”.
واعتبر كيري أن خطاب نتنياهو أمام الكونغرس دمر نهائيا العلاقة المتوترة أصلا بينه وبين أوباما، والتي ظهرت أول سمات تدهورها بعد أن واجه نتنياهو أوباما على الملأ برفض دعوة الأخير إسرائيل للعودة إلى حدود 1967 مع تبادل لبعض الأراضي.
وكتب كيري: “كنت أعلم أن انعدام ثقة إسرائيل في قادة إيران كان عميقا ونشاركها جميعا ذلك، لكن بقبولها دعوة الجمهوريين في الكونغرس أظهرت الحكومة الإسرائيلية عدم احترامها للرئيس أوباما”، وأضاف: “العلاقة بين نتنياهو وأوباما لم تتعاف أبدا”.
واعتبر كيري، استنادا إلى ذلك أن إدارة أوباما “لم تكن تستحق مثل هذه الضربة تحت الحزام من نتنياهو”.