كوشنر العقل المدبر لاستراتيجية ترامب في الشرق الأوسط
جاريد كوشنر ليس مجرد مليادرير يهودي، ومستشار البيت الأبيض، لكنه أيضاً صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “زوج ابنته ايفانكا”، ويعتبر الذراع الأيمن “اليهودي” لترامب في الشرق الأوسط، وهو الرجل الذي يفاوض العالم نيابة عن الرئيس الأمريكي، والوسيط الرئيسي بين ترامب والحكومات الأجنبية، خلال الحملة الانتخابية في 2016.
كوشنر رجل أعمال أمريكي يمتلك شركة “كوشنر بروبرتي”، وصحيفة “نيويورك أوبزرفر”، وهو نجل قطب العقارات الأمريكي تشارلز كوشنر، متزوج من ابنة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب الذي منحه العديد من المهام في الشرق الأوسط من بينها الحرب علي تنظيم داعش وخطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تعرف باسم صفقة القرن، وأخيراً هو الذي يقف وراء إعلان ترامب سيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، بحجة الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي من أي تهديد إيراني واحتمالية استغلال إيران لسوريا لشن هجوم علي إسرائيل من مرتفعات الجولان.
جاريد ولد في شهر يناير لعام 1981 بولاية نيوجيرسي وملعقة من ذهب في فمه، حيث نشأ كيهودي ملتزم، وتلقى تعليمه في مدرسة فريش، ثم دخل جامعة هارفارد العام 2003 ليتخرج في مجال علم الاجتماع.
عند دخول كوشنر جامعة هارفارد، قدم والده منحة مالية للجامعة بـ2.5 مليون دولار، مما أثار الشكوك حول قبول كوشنر في هذه الجامعة العريقة، التي لا تقبل في صفوفها إلا الأذكياء، وفي ذلك الوقت نشر الصحفي دانيال جولدن، المتخرج من جامعة هارفاد كتاباً زعم فيه أن دخول جاريد وشقيقه هارفارد جاء نتيجة تبرع والدهما..
بعد ذلك تزوج جاريد من إيفانكا ترامب عام 2009 والتي اعتنقت اليهودية بعد زواجها منه، وأنجبت ثلاثة هم: أطفال أرابيلا وجوزيف وثيودور.
قال ترامب عنه “كوشنر على نحو لا يصدق في الأعمال التجارية وحالياً في السياسة، أنه يمثل قيمة هائلة ومستشاراً موثوقاً”.
وزعم ترامب أن كوشنر اليهودي المتدين، يستطيع أن ينجح في ما أخفق فيه مفاوضو السلام الأكثر حنكة وخبرة، إلا أنَّ فرص نجاح أو فشل صهر الرئيس في مهمته الشرق أوسطية، ترتبط بشكل وثيق بمواقفه من طرفي النزاع، والمسؤولين الإسرائيليين المقربين من نتنياهو ينظرون إلى كوشنر بوصفه حليفاً لهم، وفقاً لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، رأت أن كوشنر بارع في المساومات وعقد الصفقات، لكنه لا يساوم الفلسطينيين ويتعامل معهم بأسلوب “خذ أو اترك” المذل، ونشرت المجلة تقريرها تحت عنوان “جاريد كوشنر وفن الإذلال”.
تعامل كوشنر مع الفلسطينيين أظهر تبايناً صارخاً، فقد قام هو ومساعده جيسون جرينبلات والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان بحملة لا هوادة فيها لتقليص القضية الفلسطينية من خلال تسوية أحادية الجانب، لما كانت تُعرف بقضايا الحل النهائي، وتضمنت الحملة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف كل المساعدات المالية الأمريكية للفلسطينيين، ونفي حق العودة.
ويعد كوشنر العقل المدبر وراء الاستراتيجية طويلة المدى لإقناع الدول العربية الأخرى بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويبدو أن هدفه السياسي هو كسر آمال الفلسطينيين في أي شيء يشبه دولة ذات سيادة كاملة خاصة بهم، وإجبارهم على الاستقرار من أجل منافع اقتصادية، لكن ذلك لم يؤد إلا إلى غضب الفلسطينيين وإحراج كوشنر نفسه، وفقاً لـ”فورين بوليسي”.