كواليس خطة ترامب لأتفاق السلام الفلسطيني الإسرائيلي
كشف مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستكشف النقاب عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين ستكون خلال الأسابيع المقبلة.
خطة سلام في يونيو المقبل
وأكد مصدران أمريكيان لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن إدارة ترامب تنوي الإعلان عن الخطة في منتصف أو أواخر شهر يونيو، باستثناء وقوع أي أزمة غير متوقعة، بينما كان مسؤلون إسرائيليةن أشاروا في وقت سابق إلي أنهيار الخطة الأمريكية بعد وفترة وجيزة من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
ولقد أكد مسؤول بالبيت الأبيض طوال الأسابيع الماضية أن خطتهم تكاد تكون كاملة وأنهم ينتظرون الوقت المناسب لعرضها.
وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي الأمريكي “أن التقارير التي تفيد باتخاذ قرار بشأن موعد الاعلان عن الخطة خاطئة”، مضيفاً أن الفريق سينهي الخطة وسيعلن نها عندما يكون الوقت والظروف ملائمين.
مبادرة سياسية علي مدار عام
وأشارت الصحيفة إلي أن الخطة الأمريكية التي تم الأنتهاء منها تقريباً، وهي نتاج لمبادرة سياسية لمدة عام من قبل فريق السلام لترامب بقيادة صهره ومستشار البيت الأبيض جاردي كوشنر والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، وديفيد فريدمان السفير الأمريكي في إسرائيل،
وأضافت الصحيفة أن وثيقة خطة السلام تتضمن مقترحات مفصلة تتناول الخلافات الأساسية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهي تختلف عن مبادرات السلام الأمريكية السابقة التي تركت تفاصيل الاتفاق للأطراف للتفاوض وعرضت بدلاً ذلك أطار وخرائط لطرق الأتفاق.
خطة جديدة بسيادة فلسطينية دون حل دولتين
وقال مسؤولون أمريكيون “أن الإدارات السابقة وافقت بصراحة علي حل الدولتين وأقامة دولتين للشعبين اليهودي والعربي، ولكن خطة ترامب سيجعل السيادة للفلسطينيين ولكن لن تتضمن اقامة دولتين”.
ولفتت الصحيفة إلي أنه من غير الواضح ما إذا كانت الخطة ستنشر بكاملها ، أم أن أجزاء من الخطة ستبقى خاصة، وبدأ فريق ترامب بالفعل بإطلاع الحلفاء على محتويات الخطة ، وفقا لتقرير الأسوشيتد برس.
تقديم تنازلات
ويستعد المسؤولون في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لخطة ترامب والطلب لتقديم التنازلات الإسرائيلية، لأن ترامب قال علي تويتر في الأشهر الأخيرة “ان قرار نقل السفارة من تل ابيب إلي القدس يجعل إسرائيل في دين يجب أن ترده”.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية “أننا نأمل أن نجري محادثات كافية معهم حتي لا يتعدوا حاجتنا الأساسية للأمن ويتعدوا خطوطنا الحمراء”.
جلسة عادلة
وقال المبعوث الفلسطيني إلى واشنطن حسام زملط الأسبوع الماضي “إن منظمة التحرير الفلسطينية ستعطي فريق السلام الأمريكي جلسة استماع عادلة بمجرد الكشف عن خطتهم”، ولكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال مرارا “إنه ألغى إدارة ترامب كحكم عادل في عملية السلام عندما قررت نقل سفارتها والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”..
وأضافت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية أغلقت الاتصال مع البيت الأبيض منذ ذلك الحين.
بينما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن دولا عربية تعول عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لدعم خطة السلام في الشرق الأوسط، تخشى من التداعيات القاتلة على السياج الحدودي في قطاع غزة، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وتكشف الصحيفة عن أن هذه الخطة تحتوي على مقترحات حول الحدود والأمن واللاجئين؛ لتحقيق ما وصفه ترامب بـ”الصفقة الكبرى”، التي تأتي بعد انهيار آخر جولة من المفاوضات بين الطرفين في عهد إدارة باراك أوباما عام 2014.
وينقل التقرير عن مسؤول بارز في إدارة ترامب، قوله: “لن يكون دورنا هو فرض صفقة على أي من الطرفين، ودورنا هو تقديم خطة نعتقد أنها واقعية، ودورنا هو التقدم بخطة نرى أنها عادلة”، وأضاف: “على الجميع معرفة أن النقاط الرئيسية للتفاوض خلال السنوات السبعين الماضية لم تحقق السلام”.
أمريكا تستهين بقرارات الجامعة العربية
وينوه التقرير إلى اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية؛ لمناقشة الاحتجاجات في غزة، ورد الجيش الإسرائيلي عليها، مشيرا إلى أن البيان الختامي أكد التزام الدول العربية بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
وتستدرك الصحيفة بأن مسؤولا بارزا آخر في إدارة ترامب قلل من بيان الجامعة العربية، حيث قال: “ثلاثون عاما من قرارات الجامعة العربية لم تجلب السلام”.
ويفيد التقرير بأن المسؤولين الأمريكيين يبحثون عن الوقت المناسب للإعلان عن خطتهم، إلا أن نقل السفارة صعب من العملية، وقال مسؤول إن السعودية والإمارات العربية المتحدة، حليفتا الولايات المتحدة، حذرتا في أحاديث خاصة من أثر نقل السفارة على استقرار المنطقة.
احتجاجات غزة
وتري الصحيفة إن احتجاجات غزة ونقل السفارة وضعا الحكومات العربية في وضع غير مريح، وأجبراها على توجيه النقد للولايات المتحدة، التي تحركت باتجاه مصالح هذه الدول الاستراتيجية، ومواجهة التوسع الإيراني في المنطقة.
وينقل التقرير عن المحلل علي الشهابي، المقرب من الحكومة السعودية، قوله إن الأحداث كانت بمثابة تحذير للحكومة السعودية، بأن الولايات المتحدة لا تهتم بالحساسيات والمطالب السياسية المحلية لها، خاصة عندما يتعلق الأمر بإرضاء المطالب المحلية الأمريكية.
وتذكر الصحيفة أن منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها في مدينة جدة في السعودية، وصفت قرار نقل السفارة بغير الشرعي، وقالت إن إدارة ترامب حللت نفسها من دور الوسيط في محادثات السلام في فلسطين، لافتة إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حذر من تداعيات الخطوة الأمريكية على الرأي العام العربي والإسلامي.
ويشير التقرير إلى أن المسؤولين في إدارة ترامب يتفهمون غضب الدول العربية، لكنهم يعتقدون أن المشاعر الحارة ستبرد فيما بعد، لافتا إلى أن السلطة الوطنية، التي تدير الضفة الغربية، تعتمد على الجيران العرب لدعم قضيتها دوليا، حيث منحت السعودية 80 مليونا لميزانية السلطة في فبراير ومارس الماضي.
القضية الفلسطينية لم يعد لها الأولوية
واضافت الصحيفة أن القضية الفلسطينية لم تعد أولوية للدول العربية، التي تشعر بتهديد إيران وتوسعها في سوريا، ودعمها للمليشيات في العراق، مشيرة إلى أن حركة حماس تعاني من الضعف؛ بسبب انهيار الاقتصاد، وتريد إعادة تركيز الانتباه الدولي للوضع في غزة، حيث قال قادة حركة حماس إنهم ربطوا احتجاجات يوم الاثنين بخطة السلام الأمريكية القادمة وافتتاح السفارة.
ويبين التقرير أن مبعوثي السلام لإدارة ترامب تصارعوا مع فكرة دمج غزة في اتفاقية السلام، رغم سيطرة حركة حماس عليها، حيث يقول مسؤولو إدارة ترامب إن حركة حماس يمكن أن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات في حال نبذت العنف واعترفت بإسرائيل، فيما ترفض الأخيرة التفاوض مع حركة حماس.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول في الإدارة، قوله: “لا يمكننا التوصل إلى سلام شامل دون دمج غزة في اتفاق السلام”، منوها إلى أن الخلافات بين الفصائل الفلسطينية قد أثرت على الوضع.