كوابيس” ترامب تساعد على “صحوة” مفاجئة للناخبين المسلمين والعرب في أمريكا خلال موسم الانتخابات
تدافع عدد كبير من الناخبين المسلمين والعرب إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات النصفية في حين شهد المشهد السياسي الأمريكي زيادة غير متوقعة في عدد المرشحين المسلمين الأمريكيين في الانتخابات النصفية، التي ينظر إليها على أنها اختبار لسياسات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب المثيرة للجدل من المواقف المناهضة للهجرة إلى الأجندة السياسية الخارجية، إذ تنافس ما يقارب من 100 مرشح مسلم، أي ستة أضعاف مما كانوا عليه في انتخابات عام 2016، على مقاعد مهمة، في وقت ازداد فيه الخوف من الإسلام بشكل كبير في ظل رئاسة ترامب، التي دعت إلى حظر السفر من بعض الدول الإسلامية للولايات المتحدة.
أدت لغة ترامب العدوانية تجاه الإسلام والمسلمين إلى زرع الخوف في المجتمعات الاسلامية بأن حياتهم في الولايات المتحدة يمكن أن تكون في خطر
واتفق محللون أن الحزم السياسي الإسلامي الأمريكي الأخير هو رد فعل على تزايد المواقف المعادية للمسلمين، التي شجعها ترامب. وقال فايز نوباني، الذي ترشح لمجلس مدينة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا: “لقد أيقظ الجميع، عندما تحشر شخصا ما في الزاوية وهو في حالة صراع من أجل البقاء فإن لديه ميل أكثر للخروج والتحدث بشكل بارز عن معتقداته”.
واختار المجتمع الإسلامي الأمريكي، الذي يتجاوز عدده 3.3 مليون شخص على مدى عقود الصمت حيال السياسة الأمريكية وسياسة واشنطن الخارجية بسبب الذاكرة المحفورة في “الجيل الأول” عن عمليات القمع القاسية والسجن والعقوبات التي يمكن أن تواجه النشاط السياسي في بلدانهم الأصلية، ووفقا لما قاله العديد من المحللين، فقد أدت لغة ترامب العدوانية تجاه الإسلام والمسلمين إلى زرع الخوف في المجتمعات الاسلامية بأن حياتهم في الولايات المتحدة يمكن أن تكون في خطر، وأظهر استطلاع للرأي بعد انتخابات عام 2016 أن أكثر من نصف المسلمين الأمريكيين يشعرون بعدم الأمان في البلاد.
ومن الواضح أن عقدة الخوف انتهت لكي تتوفر الفرصة السياسية للرد على حملة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة. وكما قال زاهد بخاري، الذي يقود مجلس العدالة الاجتماعية في الدائرة الإسلامية في أمريكا الشمالية فقد كان المسلمون يعيشون “جسديا” في الولايات المتحدة، ولكن أفكارهم وأرواحهم وعقولهم تعيش في أوطانهم .
وساعدت تداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر“مركز التجارة الدولي” على إحداث نقطة تحول في العلاقات، حيث أدركت الغالبية من المسلمين الشباب أنهم لا يستطيعون تجنب الخطب العنصرية والبقاء خارج المجال السياسي، وقال جيمس رغبي، وهو ناشط سياسي بارز إن الجيل الشاب نفسه أصبح جاهزا للبحث عن فرصته الخاصة في السياسة الأمريكية.
وأدرك المسلمون والعرب في الولايات المتحدة أن التمثيل السياسي مهم جدا من حيث حماية الهوية وضمان الاندماج، ووفقا لما قالته إيلهان عمر، وهي من أصول صومالية، “لا يمكن الاستمرار في زرع الخوف فينا ومنعنا من إجراء محادثات ناقدة، ومن المتوقع أن تشكل عمر نفسها ظاهرة فريدة إذا تم انتخابها إذ ستكون أول صومالية- أمريكية يتم انتخابها للكونغرس، والمنافسة الوحيدة للحصول على لقب أول مسلمة في الكونجرس تأتي من ولاية ميشغان حيث تتنافس رشيدة طليب، وهي مشرّعة أمريكية فلسطينية سابقة لتكون أول مسلمة في الكونجرس بواشنطن.