كم سينفق المصريون لمشاهدة المنتخب في المونديال؟
أيام قليلة جدًا ويحقق محمد أسامة، 26 عاما، حلمًا من أحلامه، بأن يحضر مباراة في كأس العالم لكرة القدم، هذا الحلم بدا أقرب مع صعود منتخب مصر للبطولة بعد غياب نحو 28 عامًا.
“من سنين وأنا بقول لنفسي في يوم من الأيام لازم أحضر كأس العالم، ومن يوم لما بدأ المنتخب يقرب من الصعود وأنا قررت خلاص لازم أسافر”، يقول أسامة، لمصراوي.
حلم أسامة في بدايته كاد يتبخر وينتهي أمام الإمكانيات المادية “التكلفة كانت أزمة بالنسبة لي، هجيب فلوس السفر منين ودي كانت أكبر مشكلة”، بحسب قوله.
شراء تذاكر المباريات وخطوات السفر وخبرته القليلة خارج مصر، عقبات إضافية كان على أسامة أن يتخطاها ليحقق هذا الحلم.
وضع أسامة خطة محكمة ليتمكن من توفير نفقات السفر يقول عنها: “أول حاجة المرتب بالكامل مبصرفش منه جنيه، عدى عليا صيف لا سافرت مصيف ولا اشتريت لبس جديد، كل حاجة كنت بحوشها لمدة 6 شهور”.
في البداية بحث أسامة الذي يعمل بإحدى شركات التكنولوجيا العالمية، عن برامج السفر التي تقدمها شركات السياحة، لكنه وجد تضاربًا في التكلفة، فضلا عن أن أسعارها تفوق 30 ألف جنيه، وفقا لقوله.
بعد بحث طويل قرر أسامة أنه سيرتب للسفر بمفردة بدون أي وسيط حيث يقول: “قررت أشتري تذاكر الماتشات من على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وهحجز الطيران والإقامة مع نفسي”.
بعد أن حجز أسامة تذاكر المباريات والإقامة والطيران، وجد أن تكلفة الرحلة حوالي 17 ألف جنيه، بدون مصروف الجيب أثناء السفر.
يعتبر أسامة هذا المبلغ رخيص جدًا مقارنة لو أنه سافر مع شركة سياحة “ده يعتبر رخيص جدا مقارنة بشركات السياحة إللي كانت بتقولي 30 ألف جنيه وأكتر”، بحسب قوله.
سيحضر أسامة مباراتين لمصر في منافسات كأس العالم التي ستفتحها يوم 15 يونيو الجاري بلقاء منتخب أوروجواي.
يقول أـسامة “السفر جوه روسيا مسافات طويلة جدًا و تكلفته عالية، ده أول ماتش هركب قطر من موسكو لمدينة يكاترينبورغ 30 ساعة”.
وتلعب مصر ضمن منافسات المجموعة الأولى، ومن المقرر أن تلعب مع منتخبات أوروجواي وروسيا والسعودية على التوالي.
لم يجد أسامة غضاضة في أن يصرف كل ما أدخره ليشاهد مصر في كأس العالم “مستني أشوف تاريخ جديد بيتكتب، وأشوف منظر الجمهور إللي هيكون شكله خرافي، متفائل جدًا للفرقة وهنصعد للدور التاني”.
المقهى ملاذ آمن
إذا كان أسامة قد اتخذ طريقه لمشاهدة مصر في كأس العالم عن طريق الاستاد، فإن أبو بكر محمد، سيشاهد مباريات مصر من خلال وسيلتين، أولهما الذهاب للمقهى لمشاهدة مباريات مصر فقط، أما بقية المباريات فستكون عن طريق الإنترنت.
يقول محمد، الذي يسكن في أسوان، لمصراوي، إن تكلفة الجلوس على المقهى في أثناء مباريات مصر تكون ما بين 5 إلى 10 جنيهات، حسب المشروب الذي تطلبه.
يلجأ محمد إلى القهوة في مباريات مصر لأنه وبحسب قوله: “وجودك في القهوة ووسط عدد كبير من المتابعين، بينقلك لجو المدرج وبيكون في تفاعل”.
يُقدر محمد، إجمالي ما سينفقه خلال أقل من شهر هي مدة كأس العالم بنحو 150 جنيها تكلفة “الفرجة على القهوة”، فيما لجأ للاشتراك في باقة إنترنت بقيمة 170 جنيهًا، لمشاهدة بقية المباريات عبر الإنترنت والتي تتطلب سرعة عالية.
وسيحذو محمد نبوي، حذو محمد، في مشاهدة مباريات مصر عبر القهوة، لكن التكلفة سترتفع كثيرًا.
يقول نبوي “المنطقة إللي أنا ساكن فيها بشيراتون، أقل مشروب وقت الماتش بـ 25 جنيه، بالإضافة إلى إنه ممكن يكون فيه ثمن للكرسي لوحده”.
وسيشاهد نبوي بقية المباريات في منزله عن طريق الإنترنت، وهي طريقة أوفر بكثير من اشتراك القناة الناقلة لمباريات كأس العالم، على حد قوله.
المضطر يشترك
مؤمن شاكر، مشترك في قنوات بي إن سبورتس الناقلة الحصرية لمباريات المونديال، لكنه سيضطر لدفع اشتراك جديد خاص بكأس العالم وحده، بدلًا من البحث عن وسيلة أخرى لمشاهدة مباريات مصر في المونديال.
يقول شاكر لمصراوي “اشتراك كأس العالم لوحده بحوالي 1850 جنيه، هو مبلغ كبير جدا بس مفيش بديل للأسف”.
لو قرر شاكر الذهاب إلى “كافيه، هدفع كل يوم مش أقل من 100 جنيه، وده مش طبيعي لأن في أيام فيها 3 ماتشات مش معقول هتفرج عليهم كلها في الكافيه”، بحسب قوله.
بالنسبة لشاكر، الذي سيشاهد مصر للمرة الثانية في كأس العالم بعدما شاهدها صغيرًا عام 1990، “تجديد الاشتراك أفضل بكتير، أنا هدفع علشان بحب الكورة وعايز اتفرج على كأس العالم وده حدث مش بيتكرر غير كل 4 سنين”، وفقا لقوله.
فك الشفرات
ولأن الحدث لا يتكرر إلا كل 4 أعوام، ومصر لم تصعد منذ 28 عامًا، قررت عائلة هدى خالد، شراء ريسيفر”فك الشفرات”، والذي يتيح فتح القنوات المشفرة، بدون اشتراك.
تقول هدى إن سعر الاشتراك غالٍ جدًا لذلك قرر والدي شراء ريسيفير لفك الشفرة بنحو 430 جنيها، كما رفع سرعة الإنترنت في المنزل للباقة التي تبلغ قيمتها 160 جنيهًا، لنتمكن من تشغيل الريسيفر.
ويتراوح الاشتراك في القناة الرسمية الناقلة لمباريات كأس العالم في مصر بين 1500 وألفي جنيه، كونها القناة الوحيدة الحاصلة على حقوق بث المباريات في المنطقة العربية.
وتعتبر القناة الرسمية الناقلة لمباريات المونديال أن ريسيفرات فك الشفرات أمر غير قانوني.
مع عصر يوم 15 يونيو الجاري سيكون أسامة ومحمد ونبوي وشاكر وهدى ومعهم بقية المصريين، في انتظار لحظة عزف النشيد الوطني في أول ظهور لمصر بكأس العالم منذ 28 عامًا، وأمام هذه اللحظات التاريخية هم على استعداد لدفع الغالي والنفيس.