كل ما تود معرفته عن الإنتخابات الإسرائيلية؟
من المقرر أن يدلي الإسرائيليون بأصواتهم غداً الثلاثاء 9 أبريل 2019، في انتخابات قد تنهي فترة رئاسة بنيامين نتنياهو الصاخبة التي استمرت 10 سنوات كرئيس للوزراء، أو ربما يعاد انتخابه، مما يضمن له فعلاً لقب رئيس الوزراء الأطول حكماً في تاريخ إسرائيل.
متى نعرف النتيجة؟
سوف يجري التصويت، يوم الثلاثاء 9 أبريل 2019، وستظهر نتيجة اقتراع الناخبين بعد خروجهم من الانتخابات في الساعة 10 مساءً. بحلول فجر يوم الأربعاء 10 أبريل 2019، من المحتمل أن يكون هناك فائز واضح.
لكن ذلك لا يؤدي تلقائياً إلى تشكيل حكومة جديدة، حيث يقوم النظام السياسي في إسرائيل على ائتلافات دقيقة وغير مستقرة، يجري تشكيلها من قبل أغلبية أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضواً. بمجرد معرفة الفائز في الانتخابات، سيبدأ رئيس الوزراء مشاورات لمعرفة أي حزب لديه أكبر فرصة لتشكيل ائتلاف. في عام 2015، استغرق نتنياهو أكثر من شهر لممارسة اللعبة السياسية وجمع مقاعد كافية.
ما الذي على المحك؟
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن أكثر من أي شيء آخر، يُنظر إلى الانتخابات القادمة على أنها استفتاء على نتنياهو منذ صعودة إلى السلطة فيإسرائيل في عام 1996. ويدعي أنصار «الملك بيبي»، كما يطلقون عليه، أن الإسرائيليين «كانوا أكثر أمانًا خلال حقبة نتنياهو بالتزامن مع الاستمتاع بالاقتصاد المزدهر».
وفي الوقت نفسه، فإن نتنياهو البالغ من العمر 69 عاماً قد دفن حركة السلام في البلاد، ولا يزال ملايين الفلسطينيين تحت السيطرة العسكرية القمعية المحكمة لإسرائيل. وتحولت إسرائيل تحت ولايته إلى اليمين بشكل دراماتيكي، حيث ضغط على الأصوات الناقدة بينما زاد تهميش الأقليات وشيطنتها. وتابع نتنياهو علاقاته الخارجية مع رجال أقوياء استبداديين، ودخل في صراع مع مؤيدي إسرائيل الأكثر ليبرالية.
أحد التطورات الحرجة التي أزعجت حتى مؤيديه الأقوياء هو أن نتنياهو استعانببعض الشخصيات الأكثر عنصرية في السياسة الإسرائيلية، للحفاظ على منصبه. خلال خوضه سباق شرس لإعادة انتخابه، قد يؤدي فوز نتنياهو إلى جلب أصوات يمينية أكثر تطرفاً إلى السلطة.
من هم هؤلاء الأفراد؟
أبرم نتنياهو تحالفاً انتخابياً مع حزب من المتطرفين يدعى «القوة اليهودية»، واندمجوا مع فصائل يمينية أخرى لتشكيل كتلة أكثر قوة من شأنها أن تمنح نتنياهو فرصة أفضل لتشكيل حكومة إذا فاز.
ويعد حزب «القوة اليهودية»، الذي يلقى معارضة لسياساته حتى من قبل اللوبي المؤيد لإسرائيل «آيباك» إلى حد كبير، بمثابة خلفاء أيديولوجيين للحاخام السابق النشط مائير كاهانا، الذي حظرت إسرائيل والولايات المتحدة حركته بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
ووصف أتباع كاهانا في العصر الحديث المثلية الجنسية بأنها «مرض» ويدعون إلى الطرد القسري للفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ما القضايا الرئيسية في هذه الانتخابات؟
أظهر استطلاع حديث أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية أساسية، بينما تأتي شخصية قادة الأحزاب في المرتبة الثانية، تليها القضايا الخارجية والدفاعية.
ولكن هناك ورقة سياسية مؤثرة هذا العام: قضايا الفساد ضد نتنياهو التي قد تؤدي به إلى المحاكمة والسجن.
ما التهم التي قد توجه لنتنياهو؟
يخضع رئيس الوزراء لتهديد حقيقي بتوجيه الاتهام إليه في ثلاثة تحقيقات منفصلة تتعلق بالكسب غير المشروع. وقالت كل من الشرطة والمحامي العام إنهما يعتقدان أنه يجب توجيه تهم إليه. إذا أعيد انتخابه، فستكون جلسته التمهيدية للدفاع عن نفسه في المحكمة بمثابة عامل مشوه لسمعته السياسية في الأشهر الأولى من ولايته الخامسة.
تتضمن إحدى القضايا مزاعم بتلقي هدايا، بما في ذلك الشمبانيا الوردية والمجوهرات، من المليارديرات الدوليين المزعومين في مقابل الحصول على خدمات. تدور أحداث قضايا أخرى حول مزاعم التواطؤ مع ناشر صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر مبيعاً في البلاد للإضرار بمنافستها في مقابل إجراء تغطية إيجابية لأدائه.
أما القضية الثالثة والأكثر خطورة فتتهم نتنياهو بتقديم حوافز لمدير شركة الاتصالات الإسرائيلية «بيزك» مقابل نشر قصص إيجابية عن نتنياهو في موقع إخباري على الإنترنت يملكه صاحب شركة الاتصالات. من جانبه، ينفي نتنياهو كل التهم ويصورها على أنها «مطاردة سياسية» له.
هل يستخدم خصومه السياسيون هذا ضده؟
هناك مراهنات على قدرة بيني غانتس، المنافس الرئيسي لنتنياهو والذي يُعتقد أنه قادر على إسقاطه، على الفوز في الانتخابات. يذكر أن بيني غانتس، وهو قائد سابق للجيش يبلغ من العمر 59 عاماً يدير حزباً وسطاً يسمى «أزرق أبيض» على اسم ألوان العلم الإسرائيلي، يشهد صعوداً واضحاً في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات.
لكن غانتس ليس لديه أي خبرة سياسية تقريباً ولا يوجد لديه سوى عدد قليل من السياسات الملموسة، لكن هناك آمالاً في قدرته على جذب الناخبين من خلال صورته السياسية «النظيفة» مقارنة بزعيم البلاد الحالي نتنياهو. وقد جادل غانتس بأن نتنياهو زرع الانقسام وضرب مؤسسات الدولة مثل الشرطة والقضاء للبقاء على رأس الحكومة.
هل لديه فرصة للفوز بالانتخابات؟
من الصعب القول بذلك. تشير استطلاعات الرأي إلى أن البريق الأولي بشأن غانتس قد تلاشى إلى حد ما، لكن الاستطلاعات الإسرائيلية ليست موثوقة، فكثير من الناس يقولون إنهم لم يقرروا بعد من سيصوتون له.
ماذا عن القضية الفلسطينية؟
عاد إلى الظهور أمام الإسرائيليين خيارٌ مصيري حاسم ومؤجل منذ وقت طويل، بعد أن قطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعهداً غير متوقع بأن يبدأ بسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية إذا أُعيد انتخابه، وذلك بعد حسم ملف القدس والجولان من قبل صديقه وداعمه الأول، دونالد ترامب.
في عام 2015، حشد نتنياهو قاعدته من خلال زرع الخوف من وجود مشاركة كبيرة في التصويت من عرب الداخل، وهو ما قد يساعد في وصول اليسار إلى السلطة. وفي هذه المرة، يرى كثيرون أنه يحاول استمالة اليمين كي يساعدوه مقابل تعهد بتحقيق أحلام المستوطنين.
في المقابل، تعهد غانتس وثلاثة شخصيات أخرى من قادة حزب «أزرق أبيض»، اثنان منهم كانوا أيضاً قادة سابقين في الجيش الإسرائيلي، بالابتعاد عن مثل هذه التحركات الأحادية في الضفة الغربية. وقالوا إن نتنياهو كان يحاول بكل وضوح حفظ ماء وجهه السياسي، وإن الإسرائيليين ليسوا حمقى ليصدقوه.
وبالفعل، تنبأ المحللون سريعاً بشأن الثغرات التي يستطيع نتنياهو استخدامها ليتبرأ من التزامه الجديد، فمن الممكن أن يبتعد عن الوفاء بوعده لتجنب تداخله مع أي مقترح سلام محتمل من جانب الرئيس ترامب، وسوف يجادل بأن تغيير الظروف جعل الوعود غير قابلة للتنفيذ بعد الآن. أو بأن يقبل فقط بأقل سريان تدريجي للقانون الإسرائيلي على الأراضي، لكنه ربما لن يرقى إلى عملية ضم رسمية.