قررت مصر فتح معبر رفح اليوم السبت لاستقبال الفلسطينيين المصابين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلاجهم في مستشفيات شمال سيناء، ونقل من يحتاج منهم إلى مستشفيات القاهرة ومحافظات أخرى.
وجاء قرار مصر بشكل استثنائي حيث كان من المقرر إغلاق المعبر طوال أيام عطلة عيد الفطر وحتى يوم الاثنين المقبل، لكن تطور الأوضاع وارتفاع الإصابات دفع افدارة المصرية لفتح المعبر.
وأعلن الجيش المصري رفع درجة الاستنفار في سيناء لحماية الأطفم الطبية وسيارات الإسعاف من أي هجمات إرهابية تستهدفهم أثناء نقل المصابين، وخرجت دوريات من الشرطة والجيش لمرافقة الأطقم الطبية التي توجها إلى مستشفيات سيناء وتأمينها.
وفد مصر في تل أبيب
تتواصل جهود مصر السياسية والدبلوماسية والأمنية بجانب الجهود الإنسانية لاحتواء الموقف في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي.
ويزور تل أبيب حاليا وفدا مصريا في محاولة لوقف إطلاق النار، بحسب تقارير خاصة.
وقدمت مصر مقترحا بالتهدئة لمدة 12 ساعة، وذلك بعد رفض حماس أولاجهود الوساطة المصرية التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، بعد يومين من العدوان، ثم جاء رفض إسرائيل بعد ذلك بعد ان قبلت حماس يوم الخميس.
وتشير التقارير إلى أن مصر تنتظر رد الطرفين في غزة وتل أبيب على مقترح الهدنة للبدء في الجهود الإنسانية ونقل المصابين لعلاجهم عبر معبر رفح، خوفا من أن تتم أية عمليات الاستهداف لسيارات الإسعاف في غزة.
ويتضمن العرض المصري لوقف التصعيد بشكل تدريجي ومرحلي، فتتوقف حماس عن إطلاق الصواريخ وتتوقف إسرائيل عن غاراتها واستهداف القطاع.
جهود دبلوماسية مصرية
أجرى وزير الخارجية سامح شكري عدة تصالات عربية وأجنبية لاحتواء الموقف في غزة، واتصل اليوم السبت بوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، لبحث تنسيق الجهود في المحافل الدولية لإنهاء التصعيد العسكري على قطاع غزة.
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية إن مصر والسعودية تبحثان التحرك السريع للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأشار البيان إلى اتفاق حول “استئناف جهود السلام باعتباره المسار الأساسي الذي يضمن حل الدولتيّن ويحقق كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة ويؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأدان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء الماضي، العنف الذي تمارسه القوات الإسرائيلة في محيط المسجد الأقصى مؤكدا وقوف بلاده مع الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروع، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ودعت الرياض لعقد قمة طارئة لمنظمة التعاون الاسلامي ، غدا الأحد، على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية.
وتواصلت جهود مصر الدبلوماسية لإحتواء الموقف، وأجرى سامح شكرى اتصالات هامة بكل الأطراف على مدار يومين لبحث وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتحدث شكري يوم الخميس، مع وزير خارجية إسرائيل، جابي اشكنازي، وأكد له على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة مزيدا من التصعيد، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.
كما اتصل شكري أيضا بوزراء خارجية فرنسا وأيرلندا لبحث الضغط على إسرائيل لوقف العدوان.
كما تلقى شكرى اتصالاً من نظيره التونسي عثمان الجرندي، بحثا خلاله جهود إنهاء الهجوم الإسرائيلي والمواجهة في الأراضي الفلسطينية.
وأكدا الوزيران على التمسك بالموقف العربي ضمن الموقف الذي اعتمده مجلس الجامعة العربية الثلاثاء الماضي.
وقد نسَّق الوزيران فيما يخص الاستعداد لجلسة مجلس الأمن المفترض عقدها بعد غد الأحد، لبحث المخارج الممكنة من حالة التأزم الحالية عبر وقف لإطلاق النار يحقن دماء الضحايا الذين يروحون نتيجة العمليات العسكرية والهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
كما اتصل سامح شكري، اليوم السبت بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، لبحث تطورات الأوضاع في القدس وغزة وسبل وقف الهجوم الاسرائيلي علي غزة، وكيفية وقف إطلاق النار والعودة إلي المفاوضات وتفعيل مسارات عملية السلام.
مصر تعلن الطوارئ الطبية لعلاج الفلسطينيين
وعلى الجانب الطبي رفعت مصر درجة الاستعداد في مستشفيات سيناء ومدن القناة لاستقبال المصابين، وتدفقت سيارات الإسعاف المصرية على مستشفيات شمال سيناء وقرب معبر رفح، في انتظار السماح لها بالدخول لنقل المصابين، بعد توقف العدوان وضمان سلامة الأطقم الطبية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر المصري عن إرسال أول دفعة من المواد الإغاثية والطبية لفرع الجمعية بشمال سيناء ورفع حالة الاستعداد لخدمات الطوارئ لمساعدة المصابين الفلسطينيين.
وتعاني مستشفيات غزة من نقص الأطقم الطبية والأدوية ووسائل الرعاية لإنقاذ المصابين، وتجري حاليا ترتيبات في غزة لتقييم الحالات ذات الأولوية للنقل إلى مصر.
وجهزت وزارة الصحة المصرية 45 سيارة إسعاف تستعد في مستشفى رفح المركزي لاستقبال المصابين، وكذلك هناك 50 طبيبا مصريا، تم استدعائهم من قبل وزارة الصحة المصرية، للتعامل مع المصابين القادمين من غزة.
ومن المقرر توزيع المصابين على عدة مستشفيات والحالات الحرجة سيجري نقلها إلى مدن القناة والقاهرة.
ويتولى الجيش تأمين الفرق الطبية المصرية خوفا من استهدافها من إسرائيل أو من أية جماعات إرهابية، وتتحرك عرباتالإسعاف الأطقم الطبية في شمال سيناء في حراسة الشرطة والجيش وخبراء المتفجرات.
وأصدرت السفارة الفلسطينية في القاهرة بيانا أمس ثمنت فيه قرار الرئيس المصري بفتح المستشفيات المصرية للجرحى الفلسطينيين، معلنة تشكيل لجنة للتنسيق مع وزارة الصحة المصرية لبدء نقل الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح.
وقد أعلن دياب اللوح، سفير فلسطين بالقاهرة عن تشكيل لجنة لاستقبال الجرحي الفلسطينين لعلاجهم بمصر مثمنا قرار الرئيس المصري فتح المستشفيات المصرية لبدء نقل وعلاج جرحي قطاع غزة.
وأصدر السفير الفلسطيني بيانا شكر فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، والأجهزة المعنية المصرية ووزارة الصحة المصرية وأطقمها الطبية لفتح المستشفيات المصرية أبوابها لتلقي الجرحى الفلسطينيين علاجهم في مصر.
وأعلن السفير دياب اللوح تشكيل لجنة لاستقبال جرحى العدوان الآثم على قطاع غزة الذين أصيبوا خلال الأيام المنصرمة ، وتتابع السفارة التنسيق مع وزارة الصحة المصرية والأجهزة المعنية المصرية لبدء نقل وعلاج جرحى قطاع غزة , مؤكدًا حرص السفارة على خدمة أبناءها الجرحى ومرافقيهم ، وسعيها لتذليل العقبات أمامهم حتى عودتهم واستشفاءهم .
إسرائيل تقصف الإعلام
وتحاول إسرائيل إخفاء حقيقة جرائمها في غزة ومنع وسائل الإعلام من تغطية ما يجري.
وقصفت مبنى يضم مكاتب وكالات وقنوات إعلامية في قطاع غزة.
وانهار برج الجلاء الذي يضم مكاتب وكالات أسوشيتد برس الأمريكية ورويترز والجزيرة،
وقالت وكالة رويترز للأنباء إنه تم إخلاء المبنى مسبقًا بعد أن تلقى المالك تحذيرًا من إسرائيل قبل الهجوم.
وأصدر رئيس وكالة أسوشيتد برس جاري برويت بيانا استنكر فيه ما قامت به إسرائيل، ومحاولتها ترهيب وسائل الإعلام لعدم نقل ما يجري في غزو.