قيادي في حماس يحذر من الدعوة للانتخابات خارج التوافق
استباقا لأي قرار قد يصدره الرئيس محمود عباس، يحدد بموجبه موعدا لإجراء الانتخابات، وفق ما أعلنه قبل عدة أيام خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد قيادي في حركة حماس، على ضرورة أن تجري هذه الانتخابات بالتوافق بين جميع الفصائل، في الوقت الذي شددت فيه حركة فتح على ضرورة إجراء الانتخابات، من أجل إنهاء حالة الانقسام.
وقال القيادي في حركة حماس وصفي قبها، في تصريح صحافي تلقت “القدس العربي” نسخة منه “إن أية دعوة للانتخابات التمثيلية للشعب الفلسطيني، خارج إطار التوافق الوطني، مهما كانت صورتها وشكلها وصفتها، هي تكريس أصيل للانقسام ورفض صريح للمصالحة الوطنية”.
وطالب قبها حركة فتح والسلطة الفلسطينية “بتوفير أجواء وطنية وصحية يستطيع المواطن من خلالها التعبير عن رأيه، دون أن يكون ضحية الملاحقة والتضييق والاعتقال، ضمن سياسة الباب الدوار الناجمة عن التنسيق والتعاون الأمني مع سلطات الاحتلال”.
وانتقد ما وصفها بـ”التصريحات المستهجنة” لبعض الكوادر والرموز الفتحاوية، التي قال إنها “تتحدث عن الديمقراطية في الوقت الذي تُمارس فيه فتح وأجهزتها الأمنية سياسة الإقصاء والاجتثاث في الشارع الفلسطيني في الضفة ومنع أي ظهور لحماس”.
وطالب قبها الرئيس عباس بدعوة الإطار القيادي للفصائل للاجتماع الفوري، بصفته “الإطار الوحيد الجامع والشامل لكل مكونات الشعب الفلسطيني السياسية، وألوانه الفصائلية”، لمناقشة كل القضايا واتخاذ القرارات المناسبة التي تخدم الوطن والشعب وقضاياه، في حدٍ أدنى من التوافق الوطني.
كما طالب حركة فتح والسلطة بالعمل على “إبداء حسن النية” من خلال التخلص من “عقلية التهميش والإقصاء والاجتثاث والأنا التنظيمية وتوفير الأجواء الوطنية الصحية”، والعمل كـ”فريق واحد تحت شعار شركاء في الدم شركاء في القرار”، وتحديدا في القضايا والمساحات التي لا اختلاف عليها، كقضية القدس والمسرى والأسرى وغيرها.
يشار إلى أن الرئيس عباس شرع في عقد لقاءات مع القيادة الفلسطينية، من أجل الاتفاق على موعد محدد لإجراء الانتخابات، بعد أن كشف عن نيته إجراء الانتخابات خلال خطابه قبل أيام في الأمم المتحدة.
وقال الرئيس في الخطاب، إنه سيعلن فور عودته من نيويورك عن موعد لإجراء الانتخابات العامة، ودعا الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة للإشراف على إجراء هذه الانتخابات، مؤكدا أنه سيحمّل أية جهة تسعى لتعطيل إجرائها في موعدها المحدد المسؤولية الكاملة.
والإثنين، قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن حكومته جاهزة لتنفيذ الانتخابات العامة، فور إصدار الرئيس مرسوما بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الرئيس سيطلب من رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، التوجه إلى قطاع غزة من أجل التشاور حول الانتخابات وتنفيذها.
يذكر أن ثمانية فصائل قدمت مؤخرا رؤية جديدة لإنهاء الانقسام، وتشمل إجراء انتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وأعلن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في وقت سابق عن قبول حركته للمبادرة دون أي اشتراطات، فيما لم ترق الرؤية لحركة فتح، التي تراها تجاوزا لما جرى الاتفاق عليه في 12 أكتوبر 2017 في القاهرة، من اتفاقية حملت بنودا تشرح بالمواعيد كيفية تطبيق بنود إنهاء الانقسام.
ومن المقرر أن يجتمع الرئيس عباس خلال الأيام القادمة مع لجنة الانتخابات المركزية، من أجل وضع الأفكار والإعداد للذهاب باتجاه هذا الخيار.
وقال أسامة القواسمي الناطق باسم حركة فتح، إن المدخل الأساسي لإنهاء الانقسام يكون من خلال “الرجوع للشارع وصناديق الاقتراع”، مؤكدا في ذات الوقت أنه لا حاجة لأي مبادرات جديدة أو رؤى لإنهاء الانقسام الحاصل.
وعبر القواسمي عن أمل حركة فتح في أن توافق حركة حماس على عملية الانتخابات الفلسطينية، ليكون المواطن الفلسطيني هو الفيصل والحكم.