قوات سوريا الديمقراطية: على واشنطن عدم تكرار خطئها في العراق
أعرب القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” ذات الغالبية الكردية مظلوم كوباني عن أمله في أن تبقي واشنطن قواتها في سوريا، محذرا الولايات المتحدة من “تكرار خطئها في العراق”.
وفي مقابلة صحفية نادرة نشرتها أمس الأحد صحيفة “نيويورك تايمز”، أبدى كوباني قلقه إزاء خطط الرئيس دونالد ترامب سحب الجزء الأكبر من القوات الأمريكية من سوريا، مشيرا إلى أن الفراغ الذي تركه الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 أفسح المجال لقيام تنظيم “داعش”.
وقال القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” المعروفة اختصارا بـ”قسد”: “يجب عليهم عدم تكرار هذا الخطأ”.
وأكد كوباني أنه يأمل في أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا لمساعدة المقاتلين الأكراد في حربهم ضد الخلايا النائمة لـ”داعش” بعد دحر التنظيم عسكريا والإشراف على إعادة هيكلة “قسد” كي تصبح قوة للأمن الداخلي في البلاد.
وذكر كوباني أن المفاوضات حول إعادة توحيد سوريا بين “قسد” التي تسيطر على نحو ثلث أراضي البلاد وحكومة دمشق لم تؤت ثمارها، مضيفا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعاقت مواصلة الحوار بين الطرفين.
وصرّح كوباني بأن “قسد”، حتى في حال انسحاب القوات الأمريكية كافة من البلاد، ستواصل صراعها كما كان قبل عهد التحالف الدولي، قائلا إن “قوات سوريا الديمقراطية” تحتاج اليوم إلى مزيد من الدعم الأمريكي، غير أنها ستنجو على أي حال رغم الصعوبات.
وأكدت الصحيفة أن المقاتلين الأكراد حفروا شبكة معقدة من الأنفاق عند الحدود مع تركيا، استعدادا لهجوم محتمل من قبل أنقرة التي تصنف “وحدات حماية الشعب الكردية”، العمود الفقري لـ”قسد”، إرهابية.
وأشارت الصحيفة إلى أن كوباني أصبح شخصية مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة في حملتها ضد “داعش” في سوريا، إذ قال مسؤول أمريكي عمل سابقا مع القائد العام لـ”قسد”: “اعتدنا أن نلجأ إلى مظلوم في كل شيء”.
غير أن العلاقات بين الحليفين تضررت إثر إعلان ترامب في ديسمبر الماضي فجأة عن نيته سحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، وتمت مراجعة هذه الخطة لاحقا كي تقضي بإبقاء جزء من تلك القوات على الأرض في البلاد.
ولا يزال كوباني البالغ من العمر 52 عاما شخصية غامضة، إذ لا يعرف عن تفاصيل حياته إلا القليل.
وقال القائد العام لـ”قسد” نفسه إنه اعتقل مرارا لدى السلطات السورية، ثم سافر إلى أوروبا لأداء “عمل سياسي”، ثم إلى العراق لأداء “عمل عسكري”، ويعد أنه كان على مدى وقت طويل من عناصر “حزب العمال الكردستاني” الذي تصنفه أنقرة وواشنطن على حد سواء تنظيما إرهابيا.
وأكد أكثر من ستة مسؤولين أمريكيين كانوا يعملون مع كوباني في سوريا أنه على صلة بـ”حزب العمال”، لكنه نفسه ذكر أن هذا الأمر “ضار من الماضي”.