قوات سوريا الديمقراطية: التصدي لهجومين مضادين لتنظيم داعش في الباجوز
قالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إنها نجحت في التصدي لهجومين مضادين شنهما مقاتلو تنظيم الدولة يوم الأربعاء في الباجوز على القوات التي تقترب من فرض سيطرتها على آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا.
وأضافت أنها أحبطت هجمات انتحارية للتنظيم خلال المعركة النهائية على الباجوز التي تضم مجموعة من القرى والأراضي الزراعية بالقرب من الحدود العراقية.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن الدولة شنت هجومها المضاد الثاني بعد ظهر يوم الأربعاء مستغلة تصاعد الدخان في سماء الباجوز. وأضاف أن القتال لا يزال مستمرا لكن التنظيم لم يحرز أي تقدم وجرى إيقافه.
وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن ”اشتباكات مباشرة عنيفة“ أسفرت عن ”قتل 38 إرهابيا بينهم ثمانية انتحاريين“. وأضاف ”ارتقى أربعة من مقاتلينا شهداء وأصيب ثمانية بجراح“.
وتابع قائلا ”تقدمت قواتنا اليوم وسيطرت على عدة نقاط“.
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق الباجوز بعد ظهر يوم الأربعاء وسُمع دوي طلقات نارية وانفجارات وأزيز طائرات في المعركة التي كانت قوات سوريا الديمقراطية قالت إنها منتهية أو بحكم المنتهية.
وسوى القتال كثيرا من المنازل بالأرض تماما في الباغجز حيث تظهر أيضا آثار الضربات الصاروخية على الطرق.
كما يمكن مشاهدة علم الدولة الأسود الذي لا يزال مرسوما على الجدران، بينما ظهرت على منازل أخرى شعارات لقوات سوريا الديمقراطية رُسمت حديثا فيما يبدو مع عبارة ”فلتسقط داعش“.
وسيطرت الدولة الإسلامية على نحو ثلث أراضي العراق وسوريا في أوج قوتها عام 2014 حين أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم إقامة ما سماه ”دولة الخلافة“.
لكن التنظيم مُني بعد ذلك بهزائم متتالية في مواجهة هجمات من قوى مختلفة منها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وكانت أكبر هزائم التنظيم في عام 2017 الذي فقد فيه سيطرته على مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن كبار قادة الدولة الإسلامية لا يزالون في الباغوز. ويعتقد خبراء الحكومة الأمريكية جازمين بأن البغدادي لا يزال على قيد الحياة وأنه ربما يكون مختبئا في العراق.
ولا يزال التنظيم يمثل تهديدا أمنيا محتملا، وينشط في مناطق نائية في سوريا والعراق.
وقال بالي إن قوات سوريا الديمقراطية قصفت الباغوز قصفا كثيفا الليلة الماضية قبل بدء اشتباكات مباشرة مع مقاتلي الدولة الإسلامية قبل الفجر.
وأظهر بث مباشر لمحطة روناهي التلفزيونية الكردية خلال الليل سلسلة انفجارات كبيرة أضاءت السماء فوق الباغوز.
* هجمات انتحارية
وقال بالي ”كان هناك هجمات بأحزمة ناسفة، مجموعة من الانتحاريين حاولوا تنفيذ هجمات انتحارية في صفوف قواتنا، استهدفتهم قواتنا وقُتلوا قبل الوصول إلى التجمعات أو نقاط تمركز رفاقنا“.
وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية الباغوز منذ أسابيع لكنها أرجأت هجومها النهائي مرارا لإتاحة الفرصة أمام آلاف المدنيين للمغادرة. ومعظم هؤلاء المدنيين زوجات وأبناء مقاتلي تنظيم الدولة .
واستأنفت القوات الهجوم يوم الأحد.
وقال سكان سابقون وعمال إغاثة إن الحملة الجوية التي يشنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة لإنهاء سيطرة المتشددين على آخر جيب لهم من الأرض في سوريا أسفرت عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، إذ سوى القصف العنيف بالأرض قرى كثيرة.
وقال بالي خلال الليل إن نحو ثلاثة آلاف مقاتل وعائلاتهم استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية خلال 24 ساعة. وأضاف أنه تم أيضا تحرير ثلاث نساء وأربعة أطفال من اليزيديين خطفهم التنظيم وأسرهم عام 2014.
وعلى الرغم من أن الدولة الإسلامية على شفا الهزيمة في آخر جيب تسيطر عليه إلا أن سوريا ما زالت مقسمة بين عناصر صراعها المتعدد الأطراف، وهي حكومة الرئيس بشار الأسد وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها أكراد والمعارضون المناهضون للحكومة.
وتصاعدت وتيرة الحرب في الأسابيع القليلة الماضية بين القوات الحكومية والمعارضة في إدلب الواقعة في شمال غرب البلاد حيث تحظى هيئة تحرير الشام بنفوذ كبير.
وأمطرت القوات الحكومية إدلب بالقنابل الحارقة ليل الثلاثاء. وتجنبت إدلب هجوما شاملا في سبتمبر أيلول بفضل اتفاق أبرمته روسيا، حليفة الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة ولها قوات على الأرض.
في غضون ذلك استهدفت الطائرات الحربية الروسية للمرة الأولى منذ شهور وسط مدينة إدلب، بما في ذلك مستشفى وسجن على مشارف المدينة، مما أدى إلى فرار عشرات النزلاء.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت بالتنسيق مع تركيا ضربات لإدلب مستهدفة مستودعات للطائرات المسيرة والأسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام وقالت إن هذه الجماعة كانت تخطط لشن هجوم على قاعدة جوية روسية رئيسية قرب ساحل البحر المتوسط.