قلق أمني بواشنطن من رسائل مجهولة تحاول “تضليل” الأمريكيين.. مدير المخابرات يتهم دولتين بالتدخل في الانتخابات
ذكر مدير المخابرات الوطنية الأمريكية جون راتكليف، أن روسيا وإيران تحاولان التدخل في انتخابات الرئاسة لعام 2020، وذلك قبل أسبوعين من انطلاق السباق نحو البيت الأبيض، من خلال إرسال معلومات مضللة للأمريكيين بهدف تقويض ثقتهم ونزع النزاهة عن التصويت.
راتكليف أدلى بهذا التصريح في مؤتمر صحفي رُتب له على عجل وشمل أيضاً مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) كريس راي.
قلق في المؤسسة الأمنية الأمريكية: ويظهر الإعلان مستوى القلق بين كبار المسؤولين الأمريكيين من أن جهات أجنبية تسعى لتقويض ثقة المواطنين في نزاهة التصويت ونشر معلومات مضللة في محاولة للتأثير على نتائجه.
لم تكن هذه الجهات غائبة عن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، فقد أكد راتكليف “أن إيران ورسيا حصلتا بشكل منفصل على بعض معلومات تسجيل الناخبين”.
معظم بيانات تسجيل الناخبين معلنة. لكن راتكليف قال إن المسؤولين الحكوميين “علموا بالفعل أن إيران ترسل رسائل بريد إلكتروني مزيفة تهدف إلى ترهيب الناخبين والتحريض على الاضطرابات الاجتماعية والإضرار بالرئيس ترامب”.
كان راتكليف يشير إلى رسائل البريد الإلكتروني التي أٌرسلت يوم الأربعاء وجاءت على نحو يوحي بأن جماعة (براود بويز) الموالية لترامب هي من أرسلها، وذلك وفقاً لمصادر حكومية.
يذكر أن وكالات المخابرات الأمريكية كانت قد سبقت وحذرت من أن إيران قد تتدخل للإضرار بفرص ترامب في الفوز، وأن روسيا تحاول مساعدته في الانتخابات.
أما عن الهدف من هذا التدخل، فقد صرح خبراء خارجيون بأنه إذا كان راتكليف محقاً، فستحاول إيران جعل ترامب يبدو سيئاً من خلال لفت الانتباه إلى دعم هذه الجماعة له والتهديدات التي توجهها لخصومه الديمقراطيين، خاصة أنها تنتهج العنف في بعض الأحيان.
إيران تنفي الاتهامات الأمريكية: من جانبه، نفى متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن تكون إيران سعت للتدخل في الانتخابات الأمريكية.
وقال المتحدث علي رضا مير يوسفي، في بيان: “لا مصلحة لإيران في التدخل في الانتخابات الأمريكية ولا تفضل نتيجة معينة”.
أما تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي حصل على إفادة سرية يوم الأربعاء بشأن أمن الانتخابات، فقال إنه لا يتفق مع راتكليف في أن إيران تحاول على وجه التحديد الإضرار بترامب.
وأضاف في مقابلة مع شبكة “إم.إن.بي.سي”: “من الواضح لي أن نية إيران في هذه الحالة وروسيا في كثير من الحالات هي تقويض الثقة أساساً في انتخاباتنا. لا أعتقد أن (هذا الإجراء) يهدف إلى تشويه سمعة الرئيس ترامب”.
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاد دير، إن ترامب أصدر توجيهات للوكالات الحكومية “بمراقبة أي محاولات للتدخل في الانتخابات الأمريكية وإحباطها، وبسبب العمل العظيم لوكالات إنفاذ القانون لدينا أوقفنا محاولة أعداء أمريكا لتقويض انتخاباتنا”.
محتوى الرسائل التي تصل الأمريكيين: ولا تزال رسائل البريد الإلكتروني قيد التحقيق، وقال مصدر مخابراتي إنه لم يتضح بعد من يقف وراءها.
مصدر حكومي آخر أفاد بأن المسؤولين الأمريكيين يحققون فيما إذا كان متسللون في إيران قد اخترقوا شبكة أو موقع براود بويز الإلكتروني لنشر مواد تنطوي على تهديدات. وقال هذا المصدر إن المسؤولين الأمريكيين يشتبهون في تورط الحكومة الإيرانية، لكن الأدلة لا تزال غير دامغة.
يذكر أن محتوى بعض رسائل البريد الإلكتروني هذه أيضاً على مقطع مصور، كشفه الخبراء، ويُظهر فيما يبدو كيف يمكن إرسال بطاقات الاقتراع المزيفة. وقال راتكليف إن هذا الادعاء كاذب.
وقال المصدر الحكومي الثاني إن لدى السلطات الأمريكية أدلة على أن روسيا وإيران حاولتا اختراق بيانات قوائم الناخبين في دول لم تحددها. لكن المصدر أضاف أنه نظراً لأن الكثير من بيانات الناخبين متاحة تجارياً، فقد يكون الهدف من القرصنة هو تجنب الدفع.