قطر تستخدم صندوقها السيادي لعقد صفقات تؤثر علي السياسة الأمريكية
تستخدم قطر صندوق الثروة السيادي لعقد صفقات تجارية بهدف التأثير علي السياسة العالمية لما يتفق مع مصالحها وتحقيق أجندتها السياسية لتتلقي الدعم من كبري الدول، ورفضت مساعي بعض المؤسسات الأمريكية لعقد صفقات تجارية بعد ان اعرب مسؤولين أمريكيين دعمهم لدول تعارض الاستراتيجية القطرية في الشرق الأوسط.
وبحسب موقع “ذا انترسيبت” الأمريكي، ان المؤسسة العقارية لصهر الرئيس دونالد ترامب، جاريد كوشنر قدمت عرض مباشر لوزير المالية القطري للاستثمار، قبل مقاطعة دول الخليج للدوحة في أبريل عام 2017 ولكن لم تتحقق الصفقة لعدم تقديم كوشنر الدعم اللازم لقطر ضد جيرانها.
صفقات تجارية فاشلة
التقي والد كوشنر، تشارلي شاريد كوشنر الذي يدير شركة كوشنر بوزير المالية القطري علي شريف العمادي للاستثمارفي العقار 666 فيفث أفينيو في مدينة نيويورك، واستمر الاجتماع لمدة 30 دقيقة في فندق سانت ريجيس في نيويورك، وفقا لمصدرين علي صلة بالأمر.
وعقد اجتماع للمتابعة في اليوم التالي في غرفة للاجتماعات ذات جدران زجاجية في مبني ملكا لكوشنر ولم يحضر العمادي الاجتماع الثاني وحضر ممثل عنه، وبعد أشهر باتت الصفقة بالفشل بعد ان اظهر كوشنر دعمه لجيران قطر وأعرب بشكل دبلوماسي تأييده للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
تحرك قطري
وبعد ظهر يوم الجمعة ذكرت شبكة “أن بي سي” أن مسؤولين حكوميين قطريين يزورون الولايات المتحدة في نهاية يناير والأول من فبراير لتسليم وثائق للمحقق روبرت مولر لما يعتقدونه من جهود كوشنر مع دول الخليج لإلحاق الضرر بقطر.
أزمة الخليج أرث كوشنر
ومن المرجح أن تكون أزمة الخليج التي تشمل قطر وجيرانها هي إرث كوشنر للسياسة الخارجية، وزادت الأزمة بزيارة كوشنر إلي الرياض، وقد أدت هذه التداعيات إلى إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية في المنطقة، وتقسيم مجلس التعاون الخليجي، ودفع قطر، موطن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، على مقربة من تركيا وإيران..
ولم يرد رئيس هيئة الأركان علي رسائل البريد لوزير المالية القطري، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، هوب هيكس “نحن لا نعلق علي اجتماعات تشارلي ولقاءاته، نحن لا نتعامل مع أي أموال سيادية”.
استراتيجية الصندوق السيادي القطري
وعقدت اجتماعات بين ممثلين لمؤسسة كوشنر وقطريين في 24 أبريل ولكن العمادي ظهر في شبكة بلومبرج في نيويورط وتحدث عن استراتيجية هيئة قطر للاستثمار، أو ما يسمي بصندوق الثروة السيادية في البلاد.
وسأل العمادي عن ما إذا كان صندوق الاستثمار يقوم بأعماله على أساس الجغرافيا السياسية، وقال العمادي: “أعتقد أنه إذا نظرتم إلى ما نقوم به في صندوق الثروة السيادية سترون انه يقوم علي العمل التجاري البحت، لذلك نذهب إلي حيث نعتقد ويكون لديه قيمة وأداء جيد وكان هنا علي مدي العاميين الماضيين السوق جيد بالنسبة لنا، لدينا، ونأمل أن نتمكن من مواصلة نفس الاستراتيجية في الولايات المتحدة ”
فشل صفقات تجارية
ويقول “ذا انترسيبت” أنها لم تكن المرة الأولي التي يلتمس فيها تشارلي كوشنر أموالاً من القطريين، وجاء ذلك بعد انتخابات ترامب حيث اقترح تشارلي كوشنر في الصيف الماضي علي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية ورئيسا للوزراء، صفقة قدمها بنك “أتش بي جي” بقيمة 500 مليون دولار ولكنها فشلت بعد أن فشلت مؤسسة كوشنر تأمين رأس المال الخارجي الاخر، وكان ذلك في عام 2017 بعد عمليات الاستضافة السابقة التي قام بها جاريد كوشنر في المنطقة.
التأثير في السياسة الأمريكية
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين في مؤسسة “كوشنر” قولهم ” ان الحكومة الامريكية ستعرض على الحكومة القطرية سياقا واسعا”، وكشفت الصحيفة ان اجهزة الاستخبارات الامريكية قررت ان مسؤولين في اربع دول هي الامارات العربية المتحدة والصين واسرائيل والمكسيك كانوا يناقشون بشكل خاص كيفية استخدام استثمارات جاريد كوشنر العقارية كوسيلة لكسب النفوذ من أجل التأثير على السياسة الأمريكية الرسمية.
30 مليون دولار
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت الشهر الماضي أنه قبل زيارة جاريد كوشنر إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية في مايو 2017، تلقت مؤسسته العقارية استثمارا بقيمة 30 مليون دولار تقريبا من مؤسسة “مينورا ميفتاشم” ، ووصفت بأنها واحدة من أكبر المؤسسات المالية في إسرائيل.