قصة ملك الألماس الذي عشقته النساء الشقراوات ليتبين أنه ربيب حواري إسرائيل
شعرت الشابة الشقراء أن هذا الرجل هو فتى أحلامها، إنه يركب طائرات خاصة وسيارات فاخرة، ويبدو جنتلماناً حقيقياً، ولكنه في الحقيقة محتال إسرائيلي يخدع النساء.
بدأت القصة عندما أخذت الشابة الشقراء تقلب برنامج المواعدة «تيندر» يمنة ويسرة “هذا يعجبني وذاك لا”.. فيظهر لها البرنامج فجأة أنها تتوافق مع شاب يُدعى شيمون، فيتحدثان ويقنعها بين ليلة وضحاها بأنه “أمير” ابن «ملك الألماس»، ويصطحبها في رحلة جوية على متن طائرة خاصة، لعقد صفقة، يرافقه فريق كامل لضمان أمنه وسير عمله، ويلتقيها في فنادق فارهة، ويدعوها لتناول وجبات عشاء باهظة الثمن.
محتال إسرائيلي يخدع النساء بواسطة الطائرات
عرض مبهر قادر على إقناع عدد غير قليل من الشابات بأنه فارس الأحلام المنتظر القادم على متن طائرته الخاصة، وأنهن يواعدن رجل أعمال، دون أن يدرين أن ضحايا أخريات يدفعن ثمن نمط حياته الباذخ هذا.
هذا ما فعله تماماً محتال إسرائيلي بنساء من الدول الإسكندنافية، وسحب منهن مبالغ مالية ضخمة، متظاهراً بأنه يحبهن، وفق ما نشر موقع “فيردنس غانغ” النرويجي.
وقال الموقع إنه لاحق المخادع في عدة قارات وعلى مدار ٦ أشهر، وسرد قصته واثنتين من ضحاياه من النساء، أولهما شابة نرويجية تدعى “سيسيله سرودر فييلهوي”، من بلدة قرب أوسلو.
وتحدثت الشابة عن موعدهما الأول في فندق “فورسيزن” في لندن، وكيف تصرف كـ”جنتلمان” في سلوكه وتصرفاته.
وقال لها إنه شيمون المدير العام لشركة ألماس، وإن والده “ملك ألماس” إسرائيلي يدعى ليف ليفيف، فأخبرته بدورها أنها تعد رسالة الماجستير في لندن، واستقرت هناك، وباتت تعمل في مجال التصميم.
توضح أن الكلمات خانتها عندما عرض عليها في ذلك الموعد في يناير ٢٠١٨، السفر معه وفريقه إلى العاصمة البلغارية صوفيا.
وقالت أن شعوراً مهيمناً سيطر عليها عندما دخلت الطائرة الخاصة للمرة الأولى، وبدا لها شيمون مسيطراً على كل شيء متمتعاً بكاريزما، وتوجها بعد هبوط الطائرة إلى فندق هيلتون.
100 وردة جعلتها تثق به
تتحدث سيسيله عما طمأنها حياله، وأنه لا يواعد أخريات، لكونه كان على تواصل دائم معها، وكان هناك الكثير من المشاعر والمحادثات بينهما منذ البداية، التي كان يلقبها فيها بـ”زوجتي المستقبلية”.
وتروي كيف أرسل لها في يوم عيد ميلادها في لندن ١٠٠ وردة حمراء وشوكولاته من بين أغراض أخرى، معتذراً عن القدوم.
وتقول إنه لم يسبق وأن تلقت هذا العدد من الورود في حياتها، وأنه بدا لها أن المشاعر متبادلة بينهما في هذه العلاقة، على عكس علاقاتها السابقة.
وتضيف أنه حدثها عن شدة المنافسة في مجال عمله في الحصول على عقود، وأنه يتلقى تهديدات من منافسين، ثم قال لها بعد مرور شهر من موعدهما الأول بأن التهديدات باتت من الخطورة بحيث لم يعد بوسعه زيارتها في لندن.
ثم زارها لاحقاً في فندق كونتننتال في العاصمة النرويجية أوسلو، عندما عادت إلى هناك في زيارة عمل، وشعرت حينها أنه جاء خصيصاً لمقابلتها لأنه مهتم بها فعلاً ويفتقدها.
أنا معرض لتهديد.. وسيلة ماكرة لسحب المال
وزعم شيمون لسيسيله بعد يوم من لقائهما في أوسلو بأن فريقه الأمني أوصاه بعدم ترك أثر إلكتروني، وطلب منها أن تسديه معروفاً، وتعطيه بيانات بطاقتها الائتمانية “أمريكان إكسبريس”، لربطه بحسابه، كي لا ينفق شيئاً باسمه، واعداً بتغطية كل المصاريف “بالطبع” مسبقاً.
تبرر الشابة النرويجية موافقتها واعتقادها بأنه سيكون قادراً على إعادة المال، برؤيتها كيف قام بالإنفاق على رحلة طائرة خاصة إلى النرويج.
لكن وفي غمرة هذا الحلم الخادع ولقائهما مرتين في أمستردام بهولندا وتحدثهما عن خططهما المستقبلية، تلقت بعد ٣ أشهر من لقائهما الأول رسائل مزعجة فوضوية منه، زعم فيها تعرضه لهجوم دام في الدنمارك من قبل مجهولين، فأحست بالخوف، على نفسها وعليه.
ورأت أنه لا يتوجب عليها التخلي عنه في هذا الوقت الصعب. ثم بدأت وهي تعيش بما يشبه “فقاعة” راغبة في استمرار العلاقة معه، باقتراض المزيد والمزيد من المال لتمنحه إياه، منتظرة أن يعيده لها.
ثم تحول إلى التهديد
وبعد أن ضاقت ذرعاً بوعوده بإعادة المال واشتكت له من تحول علاقتهما إلى مجرد علاقة عمل، أرسل لها وثيقة، تبين أنها مزيفة لاحقاً، يُفترض أنها تظهر تحويله مبلغاً قدره نصف مليون دولار.
وكي تمنحه فرصة أخيرة، وجهت له دعوة للحضور لأوسلو للقاء عائلتها وأصدقائها، على مناسبة غداء، لكنه لم يأت، متعذراً بعمل.
وعندما بدأ بطلب المزيد والمزيد من المال قطعت كل الاتصالات معه، وأبلغت السلطات في النرويج وبريطانيا عنه وشاركت قصتها مع الموقع النرويجي، فقام بإرسال تهديدات صوتية لها، ولم تعد تعرف كيف تتعامل مع الموقف.
تتحدث بحسرة كيف حطم ذلك قلبها، واكتشفت زيف من اعتقدت أنه حبيبها، كاشفة عن احتياله عليها بمبلغ إجمالي يعادل ربع مليون دولار تقريباً، اقترضته من ١٠ بنوك.
تقول إنها فكرت طويلاً بالكيفية التي خرجت الأمور عن السيطرة معها، وتشبه ما جرى بغسيل دماغ، لم تكن تعتقد بإمكانية تعرضها له.
وتبين أن صديقها المزيف من أصحاب السوابق في الاحتيال
وعرض الموقع لقصة ضحية أخرى سويدية تدعى “بيرنيلا خوهولم” كان قد تعرف عليها وصادقها في مارس ٢٠١٨، وأخذ منها بعد أشهر، مبلغاً يزيد عن ٤٧ ألف دولار تقريباً إلى جانب تذاكر طائرة.
وبعد أن علمت المرأة من الموقع النرويجي بقصة المحتال انتابها الغضب، لكنها لم تقطع علاقتها به، واتفقت معه على اللقاء في مدينة ميونيخ، حيث كان مصور الموقع بانتظارهما والتقط صوراً وفيديو لهما سراً.
وبعد أن طالبته بأموالها، قام المخادع بإهدائها ساعة يد ثمينة كما زعم، تبين لاحقاً لها أنها مزيفة.
وعندما فاتحته لاحقاً بأمر الموقع النرويجي على الهاتف هددها بسبب ما قاله إنه خيانة من قبلها وتوعد بأن تدفع الثمن فيما تبقى من حياتها، منكراً احتياله عليها. وبلغت بيرنيلا أيضاً عن شيمون لدى السلطات بتهمة التهديد والاحتيال المشدد.
من هو شيمون؟ هل هو ابن أحد أقطاب تجارة الألماس حقاً؟
وذكر موقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن المحتال يدعى في الحقيقة شيمون حيوط (٢٨ عاماً)، يدعى والده في الحقيقة يوهانان حيوط.
وقد ترعرع شيمون حيوط في شقة متواضعة في شارع جانبي في مدينة بني براكوسط إسرائيل، التي تسكنها غالبية من أتباع اليهودية الحريدية، ليزعم الآن أنه الابن الضال لقطب تجارة الألماس الروسي المولد ليف ليفيف.
واليهود الحريديم يمثلون طائفة متشددة من اليهود ويشكلون حوالي 11% من سكان إسرائيل.
وزعم شيمون زعم لمقاول من مدينة نهاريا في حانة في تل أبيب سابقاً فيما كانت النساء يحطن به ويطلب المشروبات للجميع، أنه ترك الدين، لذلك تمطره عائلته بالمال ليبقى بعيداً عنها، حسب الموقع الإسرائيلي.
وينقل الموقع عن المقاول قوله إن حيوط غير كنيته رسمياً إلى لفيف، لكي تعطيه أوراقه الثبوتية المصداقية عند احتياله على الآخرين.
ويشير موقع هآرتس» إلى أن معظم المحيطين بحيوط كهذا المقاول، لم يدركوا إلا بعد فوات الأوان، بأنه محتال، مطلوب بتهمة الاحتيال في دول كالنرويج وبريطانيا.
حتى أنه أدعى أنه طيار
وأشار الموقع إلى أن رجل الأعمال ليف ليفيف قدم شكوى ضد حيوط للشرطة الإسرائيلية، وأكدت وحدة تحقيق في الاحتيال في تل أبيب له أن شيمون مطلوب للاستجواب، في حين يقول محاميه إنه فقد الاتصال بموكله في الأشهر الأخيرة.
ويشير الموقع إلى أنه ورد في لائحة اتهام ضده في محكمة في تل أبيب، أن شيمون بدأ أعمال الاحتيال قبل سنوات طويلة، فقام وهو في سن العشرين بسرقة شيكات من بيت عائلة في مدينة كريات أونو، فيما كان يعمل كجليس لطفلها البالغ من العمر ٤ سنوات.
كما سرق شيكات أيضاً من عائلة رجل أعمال في مدينة هرتسليا، كان يعمل فيه كعامل صيانة، واستخدم المال لشراء سيارة بورشه، وأخذ دروساً في الطيران في حيفا، ورغم عدم إكماله دورة الطيران المدني، كان يقدم نفسه أحياناً للآخرين على أنه طيار.
وأوضح موقع هآرتس أن شيمون هرب من إسرائيل بجواز سفر مزور، وتم ترحيله إليها بعد أن قضى ٣ سنوات سجناً في فنلندا، لاحتياله على ٣ نساء هناك أيضاً، وأن لائحة اتهام محدثة وجهت ضده في عام ٢٠١٧، لكن تم إخلاء سبيله قبل الحكم عليه، بكفالة دفعها شقيقه وصديقه، ثم اختفى مجدداً، ليظهر كمليونير غامض في العواصم الأوروبية.