قصة اكتشاف أقدم منزل في مصر ونقل محتوياته للمتحف الإسلامي
في عام 1912م، تم اكتشاف أقدم دار إسلامية وعربية منذ عهد الدولة الطولونية بمصر، يضم الكثير من النقوش والقطع الأثرية البديعة، وذلك بعد افتتاح متحف يضم الآثار العربية والإسلامية في عهد الخديو عباس حلمي الثاني عام 1903م بمدة 9 سنوات؛ حيث تم النقوش والقطع للمتحف ليعكف الدارسون علي دراستها.
وبدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية في مصر في عصر الخديوي “إسماعيل” سنة 1869، وتم تنفيذ الفكرة في عصر الخديوي توفيق سنة 1880، عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1882 كان عدد التحف الأثرية التى تم جمعها 111 تحفة، وتم بعد ذلك بناء مبنى صغير في صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم “المتحف العربي” تحت إدارة فرانتزباشا الذي ترك الخدمة سنة 1892.
تم افتتاح مبنى المتحف الحالي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر 1903، ثم تغير اسم الدار في خمسينيات القرن الماضي إلي “متحف الفن الإسلامي”.
وتسببت أزمة السماد الكيماوي في عام 1912م بمصر وغلاء سعره علي تهافت الفلاحين لجمع السماد العضوي من المنطقة لتظهر للأثريين هذه الدار التي وصفت أيضًا أنها أقدم وأغرب دار لاحتوائها على نقوش وزخارف وحديقة ومحاريب صلاة، كما وصفت أنها أفضل وأعظم اكتشاف للآثار العربية والإسلامية في القرن العشرين.
كما استمر الرائد الأثري علي بهجت في التنقيب في المنطقة التي كانت تقع بين كوم الجارح وجامع أحمد ابن طولون بالقاهرة ما بين أعوام 1912م حتي 1919م واستمر التنقيب حتي اكتشاف جزء من سور صلاح الدين في الجزء المكتشف، ثم استأنف التنقيب والبحث عنها الأثري حسن محمد الهواري في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تسببت موجة البرد التي وصلت لحد هطول الثلوج لقيام الآثار بعمل مظلة تقيها من الأمطار والثلوج، فيما تم نقل النقوش الجصية لدار الآثار العربية والذي يعرف حاليا بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
كانت الدار موجودة في موقع مدينة العسكر وحين ظهر جدران عليه محاريب وظن الأثريون أنه في البداية مسجد، إلا أنه كان عبارة عن منزل تشبه منازل الفسطاط القديمة والتي دمرت في حقب زمنية سابقة، من حيث احتوائها علي فسقية وبركة مياه، إلا أن المنزل كان يشبه إلي حد التطابق هندسة منازل سامراء بالعراق؛ حيث عاش أحمد بن طولون في العراق، إلا أن الدار وجدت بها نقوش وكتابات جصيةح حيث كانت الدار مملوءة بالنقوش والكتابات الجصية البديعة.
وقالت الدكتورة أهداب حسني مدرس الآثار بكلية أسوان في تصريحات لــ”بوابة الأهرام” إن الزخارف الموجودة في الدار القديمة كانت شبيهة بمنازل سامراء في العراق كما أكد الأثريون، وبها حجرتان وتتوسطها قاعة حيث كانت الدار مبنية علي ربوة مرتفعة وتم العثور علي لوحة رخام بارتفاع 24 سنتيمترا، تظهر صاحب المنزل حيث اسمه إبراهيم البغدادي بجانب أشرطة زخرفية، ليس لها مثيل في 4 آلاف شاهد المحفوظة في دار الآثار العربية آنذاك وقد تم نقلها لدار الآثار العربية.
وأوضحت حسني أن المتحف استقبل هذه الآثار؛ حيث عكف الدارسون علي بحثها في المتحف الذي يعتبر أكبر وأعظم متحف يضم الآثار العربية والإسلامية في الشرق الأوسط.
اقدم منزل في مصر
اقدم منزل في مصر
اقدم منزل في مصر
اقدم منزل في مصر