قصة إدريس علي الذي وضعت صورته على الجنيه بكتاب يسرد النشاط الاقتصادي للنوبيين
صدر كتاب النشاط الاقتصادي للنوبيين (1805-1923م)، للباحثة حليمة النوبي علي ، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن سلسلة تاريخ المصريين.
اعتمدت الباحثة في دراستها بالوثائق المتنوعة، ولا سيما في فترة القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، مؤكدة أن المكتبة المصرية لاتضم سوى دراسة وحيدة للدكتورة عبلة السيد حنفي والتي تناولت النشاط النوبي الاقتصادي في القاهرة والإسكندرية.
اختارت الباحثة دراسة عام 1805م لتتبع أحوال أهل النوبة الاقتصادية في عهد محمد علي باشا ، كما تناولت تاريخ التعلية الثانية لخزان أسوان وأثره على أهالي النوبة، بالإضافة إلى التعريف ببلاد النوبة وتفسير كلمة النوبة عبر التاريخ وأهم الأسماء التي كان يطلق عليها وجغرافيتها ومناخها وتضاريسها.
أوضحت النوبي في دراستها أن قبائل الكنوز تمتد أوطانهم من أسوان إلي كرسكو وشكلهم لايختلف على سكان الوجه القبلي بمصر وتمتاز ملامحهم بالوسامة هذا بالإضافة إلي القبائل النوبية الأخري مثل الدناقلة والمحسن والسكوت وغيرها ، كما تناولت عمل النوبيين بالكثير من المهن مثل الزراعة والخفراء والسفرجلية والبوابين ومراكبية النيل، وغيرها من المهن الاقتصادية المهمة.
وقالت إنه عندما تولي الملك فؤاد حكم مصر 1917-1937م صمم علي اصطحاب خادمه الخاص إدريس عثمان علي من منطقة السكوت معه إلي القصر الملكي، حيث كان إدريس النوبي مميزًا وأمينًا، مما جعله يحوز على احترام الملك واهتمامه فعينه رئيسًا للخدم في القصر، وتقديرًا له منحه لقب “بك” ليكون إدريس علي أول خادم يحوز علي هذا اللقب في التاريخ المصري.
النشاط الاقتصادي للنوبيين (1805-1923م)
كان إدريس النوبي حريصًا علي تقوية مركز أبناء بلدته فعين سليمان أبوالقاسم معاونًا له، وعندما توفي إدريس خلفه سليمان النوبي واستمر في خدمة الأسرة المالكة العلوية حتي عهد الملك فاروق الأول، وأكدت الدراسة أن النوبيين الذين عملوا في القصور الملكية حصلوا علي مراكز عالية مثل إدريس النوبي حيث وضعت صورته على الجنيه المصري في عهد الملك فؤاد الأول.
من الروايات التي ذكرتها الصحف أن إدريس النوبي نال مكانة عند الملك فؤاد لأنه رأي حلمًا للملك فؤاد وقت أن كان أميرًا وأخبره أنه سيصير ملكًا ورغم أن فؤاد ضحك كثيرًا على حلم إدريس إلا إنه تحقق، حيث أن ولي عهد السلطان حسين كامل أصيب بمرض عقلي يمنعه من الحكم فوقع الاختيار علي الملك فؤاد ليحكم مصر بدلا منه.
ومن الطريف أن الملك فؤاد لم يضع صورته على أي عملة ورقية له، وفي عام 1930م بدأ لأول مرة في تاريخ النقد المصري وضع العلامة المائية على الأوراق النقدية بمختلف فئاتها وذلك للحيلولة دون تزييفها وكان أول استخدام للعلامة المائية من نصيب إدريس علي النوبي.