قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أنعش تنظيم داعش
نشرت صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، قريرا كتبته، لويز كالاهان، عن التفجير الانتحاري الأخير في سوريا وتقول إنه دليل على عودة تنظيم الدولة تزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية.
وتقول الكاتبة إن التفجير الانتحاري، الذي استهدف الأربعاء الماضي مطعما في مدينة منبج، قتل فيه 15 شخصا بينهم أربعة أمريكيين، وسارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تبنيه، على الرغم من أنه وقع في منطقة هادئة بمدينة سورية على الحدود التركية، على بعد 100 كيلومتر من خطوط القتال بين القوات الأمريكية والجماعات المسلحة.
وترى أن هذا التفجير كان تذكيرا داميا بأن القوات الأمريكية تترك وراءها، وهي تنسحب من سوريا، “فراغا تنبت فيه بذور التطرف والدمار” على أنقاض تنظيم الدولة الإسلامية.
وتذكر لويز كالاهان أن التفجير جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب قواته من سوريا، على الرغم من اعتراض قادته العسكريين وتحذيرهم.
وترى أن الأمريكيين أنجزوا مهمة “تدمير” تنظيم الدولة الإسلامية، “فالخلافة التي كانت تمتد على مئات الكيلومترات من سوريا إلى العراق تقلصت إلى بقعة في وادي الفرات”.
لكنها تحذر من أن “تفجير مطعم منبج دليل على أن الأمريكيين سيتركون وراءهم تمردا سيقوى بعد رحيلهم”.
فبعد سنوات من الحرب التي شاركت فيها “قوات أمريكية وبريطانية مع المقاتلين الأكراد، بدأ التنظيم يعود إلى المناطق التي كان يعتقد أنه اندحر فيها”. وتضيف الكاتبة أن التفجيرات الانتحارية في سوريا والعراق تبين قدرة التنظيم على اعتماد حرب العصابات.
وترى لويز كالاهان أن مصير مدينة منبج التي تقع على بعد 10 كيلومترات من الحدود له أهمية بالغة. فالأتراك هددوا أكثر من مرة باجتياح المدينة لطرد المليشيا الكردية منها، لأن أنقرة ترى أنهم فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا على الحكومة منذ عقود، وهو مصنف تنظيما “إرهابيا” من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتراقب القوات السورية الحكومية الأوضاع في منبج، وتسعى إلى السيطرة عليها لأن الرئيس، بشار الأسد، تعهد باستعادة السيطرة على جميع الأراضي السورية وعدم التفريط في شبر واحد منها.
وترى الكاتبة أن القوات السورية الحكومية والمعارضة المدعومة من تركيا كلها تنتظر الفرصة المناسبة لاجتياح منبج وطرد المليشيا الكردية منها. وتعتقد أنه لو حدث ذلك لتمكن تنظيم الدولة الإسلامية من العودة هناك، مثلما حدث في مدينة كركوك عام 2017 بعد طرد المليشيا الكردية من قبل المسلحين الشيعة الموالين للحكومة العراقية.