قبل 3 سنوات من الآن.. فوتشي حذر إدارة ترامب من مرض معد مجهول سيجتاح العالم
كشف موقع Business Insider الأمريكي، أن الدكتور أنتوني فوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، حذّر أعضاء إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة في يناير2017، من حتمية “تفش مفاجئ” لمرض جديد. وقال حينذاك إنَّ الولايات المتحدة عليها بذل مزيد من الجهود للتأهب لهذا المرض.
فوتشي أكد، خلال خطاب في جامعة جورج تاون، الذي نشر تقرير الموقع الأمريكي مضامينه، الأربعاء 14 أبريل 202: “ليس هناك شك في أنَّ الإدارة القادمة ستواجه تحدياً على ساحة الأمراض المعدية.. لكن ما نحن واثقون فيه ثقة استثنائية هو أننا سنشهد ذلك خلال السنوات القليلة المقبلة”.
تحذير من أمراض أكثر خطورة: خصّ فوتشي بالذكر المخاطر التي تفرضها الأمراض غير المعروفة، بالإضافة إلى تلك الناجمة عن الأمراض الموجودة أو التي تعاود الانتشار. وقال إنَّ مكافحة الأمراض المعدية تمثل “تحدياً دائماً”.
كما أضاف فوتشي أنَّ الردود على تفشي الأمراض في الماضي، مثل زيكا وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)/ متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، يقدم دروساً للإدارة القادمة. وترأس فوتشي المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية منذ عام 1984 وقدَّم المشورة لستة رؤساء أمريكيين بشأن أزمات الصحة العامة.
بينما قال: “إنَّ تاريخ السنوات الـ32 سنة الماضية التي شغلت خلالها منصب مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية سيخبر الإدارة المقبلة أنه ليس هناك أدنى شك في أنهم سيواجهون التحديات ذاتها التي واجهها أسلافهم”.
توجيهات خاصة لإدارة ترامب: دعا فوتشي إدارة ترامب إلى تحضير الولايات المتحدة لمثل هذه التحديات قبل ظهورها، من خلال تحسين أنظمة مراقبة الصحة العالمية، والاستثمار في البحث، وتخصيص أموال لحالات الطوارئ.
كما قال فوتشي: “نحن بحاجة بالفعل إلى صندوق طوارئ للصحة العامة. من الصعب الحصول عليه.. لكننا نحتاجه. لأنَّ ما اضطررنا لمواجهته للتغلب على زيكا كان مؤلماً للغاية: عندما طلب الرئيس 1.9 مليار دولار في فبراير/شباط، ولم نحصل عليه إلا في سبتمبر”.
كيف استجابت إدارة ترامب؟ لكن إدارة ترامب لم تنشئ مثل هذا الصندوق، وبدلاً من ذلك خفضت الميزانية المخصصة للوكالات الفيدرالية المسؤولة عن الكشف عن تفشي الأمراض المعدية والاستعداد لها. وفي مايو 2018 قرر مستشار ترامب للأمن القومي حلّ فريق الاستجابة للأوبئة التابع لمجلس الأمن القومي، ثم في أكتوبر 2019، رفضت إدارة ترامب تجديد التمويل لنظام الإنذار المبكر الخاص بالأوبئة.
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، استهان ترامب بتفشي فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة قائلاً: “نحن مسيطرون على الوضع تماماً”، و “سيختفي”، و “ستصبح أمريكا مفتوحة مرة أخرى وقريباً للعمل”. ومع ذلك، طرح فوتشي وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين -بمن فيهم وزير الصحة أليكس آزار والمستشار التجاري بيتر نافارو- خريطة تنبؤات أكثر واقعية.
كما أنه في جلسات استماع الكونغرس والإحاطات الصحفية العامة، عارض فوتشي مراراً رواية ترامب الإيجابية، وهو ما بدا أنه أصاب الرئيس بالإحباط في بعض الأحيان. وأعاد ترامب مؤخراً نشر تغريدة دوَّنها عضو كونغرس جمهوري دعا فيها لإقالة فوتشي بعد أن قال إنَّ استجابة الولايات المتحدة البطيئة لتفشي “كوفيد-19” كلَّفت الدولة أرواحاً.
لا مبالاة ترامب: كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب، كان بإمكانه تجنيب الولايات المتحدة الكثير من الخسائر الناجمة عن انتشار وباء كورونا، لو استجاب للتحذيرات المبكرة التي توصل بها من خبراء في الصحة.
في تقرير للصحيفة، نشر السبت 11 أبريل 2020، أوضحت “نيويورك تايمز” أن الرئيس الأمريكي حذر قبل أسابيع من احتمال حدوث وباء، لكن ” الانقسامات الداخلية في إدارة ترامب وضعف التخطيط وإيمانه بغرائزه”، أدت إلى عدم الاستجابة للتحذيرات.
كتب الدكتور كارتر ميشر، كبير المستشارين الطبيين في وزارة شؤون المحاربين القدامى، ليلة 28 يناير، في رسالة بعثها عبر البريد الإلكتروني إلى مجموعة من خبراء الصحة في المؤسسات الحكومية الأمريكية يحذرهم من الجائحة، وقال “يبدو من الصعب تصديق الحجم المتوقع لتفشي المرض”.
الصحيفة قالت إنه قبل أن يحصد فيروس كورونا أرواح أكثر من 20 ألف أمريكي، كان الدكتور ميشر يحث الرتب العليا من مسؤولي الصحة العامة في البلاد على الاستيقاظ والاستعداد لاحتمال اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.