قانون بلجيكي يُغضب المسلمين واليهود لمنع الذبح الحلال
دخل قانون منع الذبح على الطريقة الإسلامية حيز التنفيذ، في الإقليم الفلامندي شمالي بلجيكا، الثلاثاء 1 يناير 2019، بعد أن تبنَّته الحكومة المحلية، العام الماضي، حسبما أوردت قناة «فرانس 24 «.
وأصبح الذبح الحلال على الطريقة الإسلامية (ذبح الحيوان دون صعقه أو تخديره وإسالة دمه قبل تناوله)، محظوراً في الإقليم الفلامندي الناطق بالهولندية في شمالي بلجيكا، ابتداء من 1 يناير.
ودخل القانون، الذي يستهدف الجاليتين اليهودية والمسلمة، حيز التنفيذ، بعد أن صوت عليه البرلمان المحلي، على غرار برلمان إقليم والونيا (الناطقة بالفرنسية)، وسيتم العمل به اعتباراً من أغسطس المقبل.
وسيقتصر منع الذبح على الطريقة الإسلامية في الوقت الحالي على نوعية من الحيوانات المستهلكة، من طرف الجاليتين المسلمة واليهودية، خاصة الدواجن، في انتظار توفير البنية التحتية لتعميمه على جميع أصناف الحيوانات.
قرار أغضب المسلمين واليهود في بلجيكا
ويفرض القانون الجديد صعق الحيوانات قبل ذبحها، وهو ما يعتبره المسلمون، الذين يشكلون 5% من مجموع سكان بلجيكا، البالغ عدد 11.5 مليون نسمة، إضافة إلى اليهود، مخالفاً لشعيرة الذبح، وفقاً لما تنص عليه ديانة كل منهما، حيث يجب أن يكون الحيوان حياً قبل ذبحه.
وجاء أول رد فعل على دخول قانون منع الذبح على الطريقة الإسلامية حيز التنفيذ من قبل الجالية اليهودية في المنطقة القريبة من الحدود مع هولندا، التي يعيش فيها حوالي 40 ألف يهودي.
إذ وصف أحد مسؤوليها، بانشا غولدشميدت، موعد بدء العمل بقانون منع الذبح الحلال في المنطقة الفلامندية، بـ «اليوم الأسود في تاريخ الحريات الدينية».
وقال: «نحن بصدد المسّ بالحرية الدينية، وبقوانينها، وغياب التسامح تجاه الأقليات، العاصمة الأوروبية برهنت على أن الإسلام المتشدد انتصر»، وقال غولدشميدت في تصريح له، نقلته إحدى الوسائل الإعلامية البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية.
وأثار هذا القانون انتقادات الجاليتين المسلمة واليهودية منذ تبنيه في العام الماضي.
الذبح على الطريقة الإسلامية محل جدل دائم
وكثيراً ما أثارت قضية الذبح على الطريقة الإسلامية جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والسياسية في عدد من الدول الأوروبية. وارتفعت أصوات من اليمين المعتدل أو المتطرف في مناسبات مطالبة بمنعه. وكانت رئيسة «التجمع الوطني»، المحسوب على اليمين المتطرف الفرنسي، مارين لوبان، دعت في حملة الانتخابات الرئاسية الأخيرة إلى منعه.
كما أن المسالخ الفرنسية أصبحت في السنوات الأخيرة عرضة للكثير من الانتقادات، من طرف الجمعيات المدافعة عن الحيوانات، كاشفة في أكثر من مناسبة فيديوهات صورت بشكل سري، تظهر صوراً صادمة لمعاملات قاسية مع المواشي، من قبل عاملين في هذه المسالخ، ما أدى بالحكومة الفرنسية إلى فرض وضع كاميرات بداخلها، العام الماضي.
كما طالبت بريجيت باردو، الممثلة الفرنسية المعروفة بانتقادها الكبير لطريقة الذبح على الطريقة الإسلامية الأسبوع الماضي، الرئيس إيمانويل ماكرون بتحقيق «معجزة» بمناسبة عيد الميلاد، لتحسين ظروف الحيوانات، داعية مجدداً لتعميم نصب كاميرات في المسالخ لمراقبتها، ومكافحة الصيد الذي يحول فرنسا «إلى مركز ترفيه لإبادة الحيوانات»، حسب تعبيرها.