في ليلة العيد تُوفي عمرو بن العاص.. هذا ما حدث باليوم الأخير من رمضان
في آخر يوم من شهر رمضان وقعت أحداث كثيرة هامة بالعالم الإسلامي، بدأ بناء مدينة القيروان عام 48 هـ ، وولد العالم الأندلسي ابن حزم الأندلسي عام 384 هـ، وتوفي عمرو بن العاص عام 43 هـ
وهنا سنتناول الأحداث التي صارت يومي 29 و 30 رمضان.
وفاة عمرو بن العاص
وفي 30 رمضان عام 43 هـ توفي عمرو بن العاص، الصحابي وفاتح مصر وواليها، في ليلة العيد من ذلك العام عن عمر 88 عاماً.
كان عمرو بن العاص من أعيان قريش قبل إسلامه وسافر للحبشة ليطلب من ملكها النجاشي تسليم المسلمين الذين هاجروا إليه وإعادتهم إلى مكة، لكنه أسلم وأصبح أحد قادة المسلمين وعرف بمشاركته كقائد فتح مصر وولايته عليها بعد أن عينه الخليفة عمر بن الخطاب.
أرسله النبي محمد للدفاع عن المدينة المنورة في “سرية ذات السلاسل” وانتصر على مقاتلي قضاعة الذين أرادوا الهجوم على المدينة.
وولاه الخليفة أبو بكر على واحد من الجيوش الأربعة لفتح بلاد الشام، فكان على رأس فتح فلسطين وشارك في معركة اليرموك الكبرى مع الروم التي تعاقب عليها قادة الجيوش الأربعة.
وبعدها فتح غزة ونابلس ويافا ثم طلب منه الخليفة عمر بن الخطاب فتح مصر ففتحها بعد معارك كبيرة وبنى فيها جامع عمرو بن العاص.
البدء ببناء القيروان
في 29 رمضان 48 هـ، أمر عقبة بن نافع ببناءِ مدينة القيروان لتكون حصناً منيعاً ضد اعتداءات الروم.
كانت القيروان أول مدينة مسلمة تبنى في بلاد المغرب، وكانت عاصمة استراتيجية لفتح الجزائر والمغرب والأندلس والغرب الإفريقي.
تبعد القَيْرَوَان حوالي 160 كم عن العاصمة تونس الحالية ويعود تاريخها لزمن عقبة بن نافع.
ويعود أصل التسمية إلى الكلمة الفارسية (كيروان) والتي تعني المعسكر، وحرص عقبة أن تكون محصنة بالجبال وغير مطلة على البحر الذي يسيطر عليه البيزنطيون في ذلك الوقت.
كانت القيروان أول المراكز العلمية في المغرب العربي تليها قرطبة في الأندلس ثمفاس في المغرب الأقصى، وكان مسجد عقبة بن نافع هو مركز الحياة العلمية فيها، وأنشأت المدارس التعليمية حوله.
أنشئت في القيروان المكتبات العامة والمكتبات الملحقة بالجوامع والمدارس والزوايا وكانت مفتوحة للدارسين وتضم نفائس أمهات الكتب، ومن أبرزها بيت الحكمة التي أنشأها الأغالبة في القرن الثالث الهجري.
وتعد القيروان حالياً إحدى أهم المدن التونسية وبها مقر الولاية و”القصبة” أو المركز الإداري وتحيط بها الأسواق والشوارع والساحات والمرافق الحديثة من مدارس ومقاه ومحلات الطعام والبنوك وغيرها.
مولد ابن حزم الأندلسي
ولد ابن حزم الأندلسي القرطبي، في قرطبة عاصمة الأندلس في 30 رمضان 384 هـ، وكان أديباً فقيهاً وشاعراً وعالماً وناقداً فيلسوفاً.
وكان أيضاً وزيراً في بلاط بني أمية بالأندلس، ودعا للتجديد ونبذ التقليد، وكتب عن الحب والغزل، وقال بكروية الأرض، وعرف باتباعه المذهب الظاهري.
كان ابن حزم شافعياً لكنه انتقل للمذهب الظاهري وأصبح من رواده ورجاله الكبار، وهو مذهب لا يتبنى القياس والاستحسان الذي تعتمده المذاهب الأخرى في الفقه، ويلتزم بالدليل الشرعي من القرآن أو السنة أو إجماع الصحابة لتشريع الأحكام الفقهية.
والأصل في كل بلاء وعمى وتخليط وفساد، اختلاط الأسماء، ووقوع اسم واحد على معاني كثيرة، فيخبر المخبر بذلك الاسم، وهو يريد أحد المعاني التي تحته، فيحمله السامع على غير ذلك المعنى الذي أراد المخبر، فيقع البلاء والإشكال.
ابن حزم الأندلسي
كان ابن حزم حاداً في الرد على خصومه حتى قيل “سيف الحجاج ولسان ابن حزم شقيقان” وعرف بمناظراته مع علماء المالكية في الأندلس، وكثر لذلك خصومه وأعداؤه.
وحرض خصومه عليه المعتضد بن عباد أمير اشبيلية، فأصدر قراراً بهدم دوره ومصادرة أمواله وحرق كتبه، وفرض عليه ألاّ يغادر بلدة أجداده منت ليشم من ناحية لبلة، وألا يفتي أحد بمذهب مالك أو غيره، كما توعد من يدخل إليه بالعقوبة، وهناك توفي عام 1064 م
وقال عنه المفسر الشهير ابن كثير
« قرأ القرآن واشتغل بالعلوم النافعة الشرعية وبرز فيها وفاق أهل زمانه وصنف الكتب المشهورة يقال إنه صنف أربعمائة مجلد في قريب من ثمانين ألف ورقة وكان أديباً طبيباً شاعراً فصيحاً له في الطب والمنطق كتب وكان من بيت وزارة ورياسة ووجاهة ومال وثروة وكان مصاحباً للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري وكان مناوئاً للشيخ أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وقد جرت بينهما مناظرات يطول ذكرها.»