وجوه
في ذكري ميلاد راهبة الفن تعرف علي مغامرات الأنسة أمينة رزق العاطفية
تحل هذه الأيام ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى عرفت بلقب راهبة الفن رغم أنها اشتهرت بأدوار الأم وكانت أمينة رزق المولودة فى 15 إبريل من عام 1910 صاحبة أطول مسيرة فنية ودخلت المجال الفنى وهى فى سن الثانية عشر من عمرها ، حيث ظهرت لأول مرة على خشبة المسرح عام 1922 لتغنى في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار، وبعدها انتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التي اسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي، و ارتبطت أمينة رزق بيوسف وهبى ارتباطا فنيا وعاطفيا كبيراً.
و رغم أنها اشتهرت بأدوار الأم إلا أن راهبة الفن كانت فى بدايتها تقدم الاستعراض وتغنى وترقص وتؤدى أدوار الفتاة الجميلة المرغوبة ، ورغم أنها لم تتزوج وعرفها الجمهور فى أدوار السيدة الوقورة والأم الحنونة إلا أن أمينة رزق حكت فى شبابها عن بعض المغامرات العاطفية التى عاشتها وكتبت هذه الحكايات فى مقال لمجلة الكواكب عام 1958 تحت عنوان “رجال فى حياتى” وأشارت خلال هذا المقال إلى أن ذاكرة حواء تظل دائما تحتفظ بذكريات طريفة عن أول رجل أحبها وتقدم لطلب يدها أو كتب لها خطابا غراميا.
وبدأت أمينة رزق تحكى بعض مغامراتها العاطفية أيام الشباب والشقاوة قائلة:”ذات يوم كنت ممثلة ناشئة فى فرقة رمسيس ودخل يوسف وهبى وبين يديه مجموعة من الرسائل وجلس يقرأها ، وفجأة توقف أثناء قراءة إحدى الرسائل وضحك ضحكته الشهيرة ورفع الرسالة وهو يقول :جواب لأمينة رزق من واحد معجب ولهان”
وتابعت :”ضحك الزملاء والزميلات وكنت وقتها فى الثالثة عشر من عمرى وكانت أمى تصحبنى فى كل مكان وتأتى معى إلى المسرح، ومضى يوسف وهبى يقرأ الخطاب الذى كان كاتبه خبيرا فى اللغة العربية فملأه بعبارات حارة كلها عبارات حب وهيام ، فصاحت امى فى غضب: تعرفى الجدع ده منين يابنت ، وكادت تضربنى”
وأوضحت راهبة الفن فى مقالها :”أقسمت أنى لا أعرفه حتى تدخل يوسف وهبى ليخفف من غضب أمى قائلا أن كل فنانة معرضة لها اللون من إعجاب رحال لا تعرفهم ولم ترهم فى حياتها”
وأمضت تحكى حكاية أخرى عن ممثل شاب كان زميلها فى فرقة رمسيس وكان يحاول لفت انتباهها قائلة :”كنت مشغولة بفنى ولم يكن عندى وقت للحب وكنت أتطلع لأوار البطولة، وفى أحد الايام لم تأت أمى معى للمسرح ووجد الشاب فرصة ليعرض على أن يوصلنى بدراجته بعد انتهاء العمل وكان كل الممثلين وقتها يركبون الدراجات ، وأخذت الأمر ببساطة وركبت معه دراجته “
وأضافت :” حاول الشاب أن يثبت لى مهارته فكان يحاول أن يسبق السيارات ، وفجأة انقلبت الدراجة بى وبه ، ووجدت نفسى أسقط على الأرض بينما سقط هو فى التراب الذى أفسد أناقته وآثرت أن اكمل الطريق إلى بيتنا على قدمى خوفا من السقوط بالدراجة مرة أخرى”
أما عن ثالث هذه الغراميات فقالت أمينة رزق فى مقالها :”ذات يوم جاءنى زميل أحتفظ بسرية اسمه منعاً للإحراج وقال لى أنه زار شارع الهرم بالأمس وادهشه أن يجد هناك جنة فالمطاعم تعزف الموسيقى والجو رائع جميل”
وتابعت :” لم أكن قد ذهبت أبدا إلى شارع الهرم وكان حلمى أن أرى الأهرام وأبى الهول ، ووافقت على الفور عندما دعانى، وكان الزميل طوال الوقت يستعمل الاصطلاحات الانجليزية ليدلل على ثقافته الواسعة ونعمنا بالنزهة ورأيت الأهرام وأبا الهول وقضينا وقتا طيبا مرحاً”
وأضافت :”فوجئت بثورة الزميلات فى مسرح الفرقة فى مساء اليوم نفسه ، فقد كن ساخطات لاننى خرجت مع رجل غريب عنى ، لا هو قريبى ولا خطيبى ولم يشفع لى أنه أحد الزملاء فى الفرقة ، وبعدها انقطعت عن تلبية أية دعوة إذا كان الداعى إليها رجلاً”