في الذكري الـ”40″ … جيش الاحتلال يكشف تفاصيل جديدة لزيارة السادات لإسرائيل
في الذكري الأربعين لزيارة الرئيس الراحل أنور السادات إسرائيل، كشفت وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن اجتماعات عقب زيارة السادات إلي تل أبيب لتقييم زيارة الرئيس المصري للدولة الإسرائيلية، والكشف عن هذه الاجتماعات لأول مرة.
زيارة تاريخية
ووصفت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية زيارة السادات إلي إسرائيل بالزيارة التاريخية التي فتحة آفاق للسلام بين إسرائيل ودول العالم العربي.
وأشارت الصحيفة إلي عقد هيئة الأركان الإسرائيلية اجتماعا بعد أيام قليلة من زيارة السادات في 22 نوفمبر 1977، وكان الاجتماع لعرض تقييمات استخباراتيه واستراتيجية من جانب كبار ضباط الأركان العامة، وكان من بينهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، الجنرال موتور جور، ووزير الدفاع آنذاك عازر وايزمان اللذين انقسما حول ما اذا كانت الرحلة خدعة او مبادرة مصرية صادقة لصنع السلام.
ولفتت الصحيفة إلي أن جميع الجنرالات العسكرية الذين حضروا الاجتماع كانوا من قدامي المحاربين في حرب يوم الغفران، لذلك كان موقفهم الحذر تجاه السادات لم يكن مفاجأة كبيرة لأنه منذ 4 سنوات فقط قبل زيارته شن حرب قاسية ضد إسرائيل.
خدعة ام فرصة للسلام
وأوضحت الصحيفة أن رئيس المخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، شلومو جازيت ناقش ما إذا كانت رحلة السادت خدعة مصرية بالبدأ بمراجعة العمليات الاستخباراتيه وردود الفعل علي خطاب السادات للكنيست من قبل العديد من الدول العربية، ووفقاً لتقيم جازيت كان هدف السادات صنع السلام وانه يعي ذلك وياخذه علي محمل الجد.
وقال جازيت “أن السادات لديه الشجاعة بما فيه الكفاية ليأتي إلي إسرائيل، ليعتزم عقد اتفاق سلام معنا وان يكون هناك تعايش ويكون لإسرائيل الحق في الوجود كدولة معترف بها في العالم العربي”.
وأضاف جازيت ان السادات لعب بشكل جيد للسعي لتحقيق السلام وأنه يدرك الحساسية الكبيرة في إسرائيل بعد حرب الغفران بسبب الخسائر الإسرائيلية واحتياج إسرائيل للسلام.
عدم رضا الوفد المصري
بينما أشار جور إلي عدم رضا الوفد المصري عن خطاب رئيس الوزراء مناحم بيجن ، واعطي جور توجيهات تنفيذية لرئيس الأركان في وزارة الدفاع وأعضاء الكنيست إعداد كتائب الحرب.
وقال جازيت في تصريح صحفي “ان السادات والوفد المرافق له، فضلا عن 38 مليون مصري يشاهدون الزيارة على شاشة التلفزيون، ربما أحبطوا من خطاب بيجن، إلا ان المصريون “معجبون جدا بالضيافة الحارة التي تلقوها في اسرائيل”..
وأضاف جازيت ان السادات يلقي دعم كامل في مصر للخطوة التي اتخذها، والعالم العربي بإكمله لم يعترض سوى الليبيون والعراقيون على الزيارة، واستقبل خطاب السادات استقبالا جيدا في سوريا والاردن في حين لم يكن هناك رد فعل من جانب السعوديين او الفلسطينيين.
وقال اللواء هرتسل شافير قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي”أن الوضع العسكري هاديء وهناك جو جيد ملي بالتفائل”.
السادات قوة حقيقية
وكان أفيجدوربن جال قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي خلال الفترة ما بين 1977 إلي 1988 متشككا أيضا في زيارة السادات ولكنه اعرب عن اعجابه بزيارة السادات لإسرائيل، وبالخطاب الذي قدمه للكنيست، وقال “ان زيارة السادات إلي إسرائيل وخطابه أمام الكنيست يعبر عن قوة وأنها خطوة تاريخية خطيرة جداً”.
وأضاف جال أن هذه الخطوة ليس تحركا دعائيا بل خطوة صادقة من شخصية سياسية معقدة للرئيس المصري، وفي رايي أن دولة إسرائيل لأفتقارها للمرونة لم تفهم هذه الفرصة العظيمة أن رئيس مصري يزور دولة إسرائيل.
وكان رئيس الأركان رافائيل ايتان الذي عين بعد ذلك، متفائلا بزيارة السادات، وقال “لدينا فرصة لمفاوضات مباشرة ومفتوحة لأول مرة في التاريخ دعونا نفعل ذلك ونري ما يحدث منها”.
الرؤية العدائية لإسرائيل للعالم العربي
ونوهت الصحيفة إلي عقد اجتماع اخر بعد ثمانية أيام بحضور ويزمان الذي لخص الوضع بالقول “ان انفصال السادات عن روسيا والتقرب من واشنطن كان احد العوامل الهامة التي جعلته يزور إسرائيل، ولكنه شعر بخيبة أمل إلي حد ما من أمريكا ولكن الوضع العسكري في مصر يجعله يشعر بالقلق”، مشيرا إلي أن الجيش المصري استنزف طاقته في حرب الغفران ولن يكون من مصلحته شن حرب جديدة علي إسرائيل في المستقبل القريب.
وأضاف ويزمان: إذا كنت تريد أن تسألني كيف أريد أن أري الشرق الأوسط في المستقبل؟، اريد أن اري مصر والأردن والسعودية وبلاد فارس إيران والمغرب والسودان وإسرائيل كتلة معارضة لسوريا والعراق والجزائر وليبيا.