فوكس نيوز: أمريكا استهدفت بالعقوبات الوجه الأنثوي لديكتاتورية الأسد” و”الآنسة الوحش”
تحت عنوان “صعود وسقوط سيدة سوريا الأولى” قالت هولي ماكي في موقع “فوكس نيوز” إن الولايات المتحدة استهدفت ولأول مرة أسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري بشار في العقوبات الأخيرة التي فرضتها على النظام في دمشق.
فمنذ الحرب الأهلية التي اندلعت قبل 9 أعوام وأدت لمقتل مئات الألاف من السوريين وتشريد الملايين تعرض النظام الوحشي لأكثر من جولة عقوبات، إلا أن أسماء الأسد استهدفت في 17 يونيو بقيود اقتصادية خاصة بها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “نتوقع عقوبات جديدة أخرى ولن نتوقف حتى ينهي الأسد ونظامه حربه الوحشية ضد الشعب السوري”.
وأضاف في بيانه “أريد أن أشير بشكل خاص إلى أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد التي أصبحت بدعم من زوجها وأبناء عائلتها الأخرس من أكبر المستفيدين من الحرب”. وتعلق ماكي أنه تمت الإشارة لأسماء في السنوات الأخيرة بـ “الوجه الأنثوي لديكتاتورية الأسد” و “الآنسة الوحش” و “سيدة الياسمين” لكن هذه الألقاب لا تفصح الكثير عن أسماء ودورها في الحرب الدموية.
ونقلت عن كنان رحماني، من الحملة السورية “كان دور أسماء العام دعائي وشبه إنساني، وهناك اعتقاد بأنها لعبت دورا مهما في قرارات زوجها السياسية” وأضاف “كما قوت صورة النظام وغذت دعايته التي قدمت الأسد وزوجته كوطنيان سوريان مدفوعان بالواجب والإنسانية لخدمة شعبهما”.
وتشير ماكي إلى أن أسماء هي الابنة الكبرى لإخصائي أمراض القلب والدبلوماسي فواز الأخرس، حيث ولدت وسط الطبقة العليا في مجتمع لندن عام 1975 وكانت تعرف وسط زميلاتها بـ “إيما”. وتخرجت من كلية لندن الجامعية عام 1996 بإجازة في اللغة الفرنسية والاستثمار في البنوك. وعندما كانت تخطط لدراسة ماجستير إدارة الأعمال في جامعة هارفارد ارتبطت ببشار الذي التقته قبل عام وتزوجته في دمشق عام 2000.
وهي سنية تزوجت من ابن العائلة الحاكمة التي تنتمي للطائفة العلوية وكان كلاهما شاب ونظرا إليهما كمصلحين سيقودان سوريا في طريق جديد، حيث عارضت أسماء الحجاب في المدارس الحكومية واهتمت بزيارة الكنائس والأقليات الدينية الأخرى. ويقول سعد الشرع من مؤسسة بكة الإعلامية ” عندما تزوج بشار سنية خلق انطباعا بين السوريين أن هناك تغيرا في سياسة النظام الطائفية وأنه سيلعب دورا إيجابيا”، مضيفا أن ما حدث كان هو العكس. وأنجب الزوجان ثلاثة أولاد، ولدان وبنت في الفترة ما بين 2001- 2004.
والتقت أسماء بنجوم هوليوود قبل عامين من اندلاع الثورة عام 2001. ووصفها تحقيق في مجلة “فوغ” بـ “وردة الصحراء” وهو تحقيق تم نزعه من موقع المجلة بسبب الصورة اللامعة التي قدمت لها وتجاهله لانتهاكات زوجها في مجال حقوق الإنسان وحكمه الديكتاتوري، ووصف التقرير كيف استقبلت الممثلة أنجلينا جولي وزوجها في ذلك الوقت الممثل براد بيت في العاصمة دمشق.
وكل هذا انتهى بعد أن تحولت التظاهرات السلمية بداية عام 2011 إلى نزاع عسكري مر لا يزال مستمرا حتى اليوم. وخلال هذه السنوات الدموية توسع ونمى دور أسماء. ففي الأشهر الأولى للانتفاضة امتنعت عن تقديم لقاءات أو الظهور في مناسبات عامة. وفي بداية عام 2012 جمد الاتحاد الأوروبي أرصدتها ووضعها على قائمة الممنوعين من السفر.
وكمواطنة بريطانيا كانت تستطيع زيارة بلدها الذي ولدت فيه. ومن هنا انطلقت حملة لإجبار وزارة الداخلية على حرمانها من الجنسية. وناقش بعض القادة البريطانيين أن هناك مساحة للتفاوض لو احتفظت بجنسيتها فيما قال آخرون إنها تحظى بدعم خاصة في القطاع المصرفي. وفي نفس العام تم تسريب عدد من الرسائل الإلكترونية بين الأسد وعدد من النساء. ويقال إن أسماء استخدمت هذا لصالحها وأًصبحت تلعب دورا مهما في دمشق وزاد صعودها للسلطة وصورتها العامة.
ويقول أيمن عبد النور الذي عمل مستشارا للنظام وانشق عنه مبكرا وهو الآن رئيس منظمة سوريون مسيحيون من أجل السلام “في البداية لم تكن تدعم كل القتل والجرائم الجماعية. وبعد معرفتها عن النساء في حاشية الأسد أرادت المغادرة مع أطفالها ولكن الجيش لم يسمح لها” “ثم جاء والدها وعقد صفقة باتت من خلالها تلعب دور السيدة الأولى في الحكومة مقابل دعمها للرئيس بالحب والابتسام”.
ويقول عبد النور إن أسماء لم تبدأ بلعب الدور إلا بعد وفاة السيدة الأولى السابقة، والدة الأسد “بعد عام 2016 أصبحت شخصا آخر وتشارك في كل اللقاءات والحكومة والمنظمات غير الحكومية”. وأعلن في آب/أغسطس أعلن عن تلقي أسماء العلاج من سرطان الثدي، وبعد عام أعلنت أنها تعافت من المرض. ورغم مشاركتها في اليوم العالمي للتوعية من سرطان الثدي وأثنت على المستشفيات السورية لما تقدمه من عناية إلا أن هذا لم يؤد لتغير في صورتها العالمية، خاصة أن النظام كان يقوم بقصف المنشآت الطبية في مناطق المعارضة.
واعتبرت الحكومات الأجنبية سلسلة الجمعيات الخيرية التي تترأسها أسماء خاصة الأمانة السورية للتنمية بأنها واجهة لعمليات الحكومة السورية المالية. وقال رحماني “انتفعت المنظمات غير الحكومية التابعة لأسماء من عقود مع المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الطفولة العالمية في الأمم المتحدة وبرنامج التنمية التابعة للأمم المتحدة والتي قدمت الملايين لعمليات جمعياتها الفاسدة. وتدير الامانة السورية الآن 15 مركزا اجتماعيا تقوم بنقل الأموال إلى جيوب النظام وتقديم بعض الدعم للمجتمعات الموالية للنظام، بشكل يقوي من صورة نظام الأسد على الأرض”.
و “تدير هذه المراكز دورات في المواطنة الفعالة ومنهاج دراسي موال للأسد وتم عزل عدد من العاملين في الأمانة ما بين 2011 و 2012 نظرا لمواقفهم المؤيدة للحرية والديمقراطية”. وظهرت أسماء ولأول مرة في خطوط القتال بعد وضع اسمها مع الجهات التي فرضت عليها عقوبات حيث ظهرت في صورة مع زوجها وسط جنود سوريين. ويرى المراقبون أن هذا التحرك الجريء يعد بداية للسيدة الأولى البالغة من العمر الآن 44 عاما وستقوم بزيادة نفوذها وتأثيرها مع توسيع النظام سيطرته على البلاد. وقال نور “هناك عدد من القوى تريد رحيل بشار، وللحفاظ على السلطة فهي خطة ب وكجزء من دعاية تقوية المرأة” ولكنها “ستهرب مع أبنائها حالة حصل تغيير كامل للنظام”.