فورين بوليسي: داعش لم يهزم ويعيد جمع صفوفه في السويداء بجنوب سوريا
بينما يحتفل العالم بهزيمة تنظيم داعش إلا أن التنظيم الإرهابي لم يهزم ومازال حي وبخير، علي عكس ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر علي داعش والقضاء علي التنظيم بنسبة 100%، ما جعل العالم يحتفل بسحق داعش في أخر معقل لهم في سوريا بقرية الباغوز، وبدأت كل من بريطانيا والولايات المتحدة بتجريد مواطنيهم من جنسيتهم لأنضمامهم للتنظيم الإرهابي، وفقاً لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
داعش لم يهزم
ولكن في حقيقة الأمر تنظيم داعش لم يهزم ويعمل علي إعادة جمع صفوفه حالياً في جنوب سوريا في السويداء، وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد علي علم بذلك وتركتهم في صمت.
وأشارت المجلة إلي هجوم داعش الوحشي علي منطقة السويداء في يوليو عام 2018 ونفذوا مذابح مروعة لمدة ثلاثة أيام، وكان الجيش السوري يقف يراقب كل ذلك بصمت وترك المدنيين يدافعون عن انفسهم بسكين المطبخ وهم يقفون أمام البنادق، مما أدي إلي قتل 250 شخص وإصابة حوالي 300 أخرين، وخطف العشرات من النساء والأطفال وفي غصون يوم واحد نفذ أول عملية إعدام لمرأة درزية في سجون تنظيم داعش.
استراتيجية الخوف
كان الهجوم على السويداء جزءًا من إستراتيجية نشر الخوف والفزع من تنظيم داعش التي اعتمدها النظام السوري من أجل جعل الأقليات الدينية خائفة من داعش ومن باقي السنة.
كان تنظيم الدولة موجودًا في ثلاث مناطق رئيسية في جنوب سوريا: حوض اليرموك في محافظة درعا ، ومنطقة لاجات في شمال شرق درعا ، والصحراء الشرقية لمحافظة السويداء، و في يوليو هزمت القوات السورية المجموعة في حوض اليرموك، بعد ذلك هزمته، وأبرم تنظيم الدولة صفقة مع نظام الأسد وحلفائه الإيرانيين، وتم نقلهم إلى صحراء السويداء الشرقية، ونقلوا بواسطة حافلات الخضراء التابعة للنظام.
صفقة الأسد وداعش
قبل شهر من هجوم يوليو قامت قوات الأسد بإجلاء القرى الشرقية في السويداء ، وقبل الهجوم بثلاثة أيام قام نظام الأسد بتجريد سكان السويداء من أسلحتهم ، خاصةً أولئك الذين كانوا يقيمون في الشرق والشمال الشرقي، وقبل ساعات من الهجوم قطع نظام الأسد الكهرباء عن تلك القرى، وكانت هذه القرى نفسها أول من تعرض للهجوم قبل الفجر، هكذا تمكن الأسد من مذبحة السويداء حتى يتمكن من الادعاء بأن الأقليات بحاجة إلى حماية نظامه.
يسكن السويداء الأقليات الدينية، مثل الدروز السوريين والمسيحيين وعدد قليل من القبائل السنية البدوية، منذ عام 2011 ظل سكان الدروز في السويداء على هامش الحرب في سوريا، ولم يثوروا عندما بدأت الانتفاضة ولم يدعموا الأسد بالكامل، ورغم أن السويداء ظلت تحت سيطرة الأسد ، إلا أن عشرات الآلاف من الرجال الدروز رفضوا الانضمام إلى الجيش السوري.
إجبار الدروز للانضمام للجيش السوري
اعتمد النظام على داعش لترويع رجال السويداء للانضمام إلى الجيش السوري، ونتيجة لذلك شعر الكثير من الدروز بأنهم مجبرون على الانضمام إلى النظام ، مما سمح لنظام الأسد بالحفاظ على مكانته كحامي للأقليات.
و لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري المتطرفين الإسلاميين لكسب الدعم، وفي عام 2011 بعد بدء الانتفاضة تم إطلاق سراح العديد من المتطرفين من سجون النظام ، واستمروا في بدء وقيادة مجموعات متطرفة متعددة ، بما في ذلك داعش وجيش الإسلام ، وكلاهما خطف وقتل نشطاء المعارضة.
بعد بضعة أشهر من هجوم السويداء ، ساعد النظام في إطلاق سراح مجموعة من النساء الدروز، وفي لقاء مع عائلات النساء ، أخبر الأسد العائلات بشكل صريح أنه نظرًا لأن الجيش السوري ساعد في تحرير النساء من داعش، فإن أقل ما يمكن أن يفعلوه هو حث الرجال على الانضمام إلى قوات النظام، ولكن الرجال الدروز رفضوا لأنهم يريدون قتل سوري أخر من اجل حفاظ الأسد بمقعده.
عودة داعش للسويداء من جديد
بعد هجوم يوليو ادعى نظام الأسد أنه قد قضى بالكامل على مقاتلي الدولة في تلال الصفا ، في صحراء شرق السويداء، ومع ذلك اليوم يؤكد العديد من السكان المحليين عودة تنظيم داعش حيث واجه العديد من الفصائل الدرزية المحلية في السويدءا مؤخراً مقاتلي داعش.