فنان لبناني يعترف بالتجسس لصالح إسرائيل بعد ابتزازه بأفلام جنسية.. فتاة جندته عبر فيسبوك والتقته في تركيا
أحالت النيابة اللبنانية الفنان والممثل الشهير زياد عيتاني، إلى المحاكمة بعد اعترافه بالتجسس لصالح إسرائيل والتعاون مع الموساد الإسرائيلي.
وروى الممثل في التحقيقات معلومات مفصلة عن تجنيده وابتزازه للتعامل مع المخابرات الإسرائيلية، ولقاء عملاء الموساد في تركيا، إلا أنه نفى تلقيه أية أموال من الموساد وأنه عمل معهم بعد ابتزازه بأفلام جنسية، وتجسس لهم مجانا، وطلب منه تحديد تحركات سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني.
الفيسبوك وسيلة الموساد للتجنيد
واعترف بأن هذه القصة بدأت عام 2014، حيث دخلت فتاة سويدية إلى حياة حياته، وكان ذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
ونسجت الفتاة السويدية حبالها حول الممثل المسرحي وبدأت معه بعلاقة ثصداقة ودردشة عبر الفيسبوك ثم ما لبثت أن تطورت إلى “علاقة مشبوهة”.
كما أن الممثل عيتاني أخبر المحققين أن الفتاة أوهمته بأنها تنتسب إلى منظمة أهلية تهتم بالشرق الأوسط والدول العربية تدعى “جمعية السلام والصداقة الأوروبية”.
وبعد عملية تمهيد ونسج روابط معه، كشفت الفتاة أنها يهودية من السويد وطلبت من الممثل المسرحي رقم هاتفه، وبدأت التواصل معه وتوثيق العلاقة به عبر الـ “واتساب”، بحسب الكاتب.
دوافع التجسس الحقيقية
واستوقفت دوافع عيتاني للتعامل مع العدو المحققين، ولا سيما أنّ إفادته كانت غير مقنعة ومجتزأة، بحسب المصادر القضائية، لجهة ادعائه أنه كان خائفاً من نشر تسجيلات صوتية فحسب”.
فما كان من المشتبه به إلا الاعتراف ” بأنّه وقع ضحية ابتزاز بفيديوهات جنسية كان قد التقطها لنفسه خلال محادثات مصوّرة بينه وبينها”!
هذه السيدة بهذه الوسيلة “بدأت تُخضعه تحت وقع التهديد بفضح صوره الحميمة ونشر محادثاته المسجّلة التي كان يزوّدها فيها بمعلومات عن صحفيين وسياسيين”.
وكشف أيضا أنه التقى عملاء موساد في تركيا، وحددت له عميلة الموساد منطقة لينتظر فيها سيدة ستلاقيه بسيارة، وأنها ستقترب منه وتطلب منه أن يصعد في السيارة، وستناديه باسمه. وقال إن ما ذكرته له كوليت جرى حرفياً، حيث اصطحبته زميلة كوليت إلى مكان يجهله.
وبعد سرد تفاصيل عن تضارب أقواله بشأن تلقيه أموالا من الجاسوسة الإسرائيلية، كشف التحقيق عدم تلقيه أموالا مرسلة من الخارج من غرباء، قالت الرواية إن المشتبه به “ردّ بأنّه كان يقدّم لهم دافعاً لكونه لم يُرِد أن يُفصح عن السبب الحقيقي، أي الابتزاز بفيديوهات جنسية”.
لحظة الحقيقة والكشف عن التجسس
وفي شهادته اعترف الممثل اللبناني أنه بعد أحاديث طويلة، بدأ يلاحظ أن أسئلتها تميل نحو تطبيع فكري مع الكيان الصهيوني، فعارضها وهاجمها لطرح هذه الفكرة. واعترف بأنّها أخبرته بداية عام 2016 أنّها تعمل بصفة (عميل محرّك) لدى الاستخبارات الإسرائيلية وأنّ عليه العمل معهم، وأن اسمها “كوليت فيانفي”.
وقال انه أصيب بصدمة كبيرة، “وأقفل الخط في وجهها”.
وبعد أن امتنع عن الرد على اتصالاتها “أرسلت له رسالة تمنحه فيها من 48 ساعة إلى 72 ساعة ليحسم أمره بالعمل معهم، وإلا فستقوم بفضحه في وسائل إعلامية لبنانية وعبرية”.
وعن الفتاة قال عيتاني، إنها تتحدث ” اللغة العربية بلهجة مكسّرة أقرب إلى الخليجية”، وهي ابتزته وهددته بالكشف عن تسجيلات صوتية له تحدث فيها عن أصدقائه وآرائهم و”بأنها ستفضح تعامله معها وتدّعي أنه كان عميلاً لها”.
وأبلغ المحققين بأنه “كان يخبرها باستمرار عن مضمون لقاءاته بأصدقاء له، غالبيتهم إعلاميون، بهدف الإثبات لها أنّ في لبنان مجموعة من الأشخاص المثقفين الذين يناهضون العنف ويحبون السلام ولا يفرقون بين الأديان”.
استهداف شخصيات سياسية ووزراء
وفي المحصلة دفعه الخوف للتجاوب معها، والجاسوسة الإسرائيلية أبلغته، بحسب هذه الرواية، بأن “مهمته الأساسية الاتصال بشخصيات سياسية مؤثرة من خلال مستشاريهم والمقربين منهم.
وطلبت إليه أن يختار أهدافه ممن لا يحبون العنف والحروب وأن يكونوا ليبراليين داعمين للسلام وتشكيل لوبي سياسي وإعلامي فاعل يروّج للسلام”.
وحددت له وزيرا ومستشار له، وطلبت منه توطيد العلاقة مع المستشار لمعرفة تحركات الوزير والتعرف على المحيطين به، وجمع أدق المعلومات عنه.