فرنسا تدرس سحب قواتها الخاصة من التحالف ضد «داعش» في شمال سوريا
ذكرت مصادر لوكالة الأنباء الفرنسية، أن باريس قد لا تجد أمامها من خيار سوى سحب قواتها من التحالف ضد تنظيم «الدولة » في شمال سوريا، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من تلك المنطقة.
وتسهم باريس بنحو ألف جندي في التحالف بسوريا والعراق، وتقول مصادر عسكرية إن من بين هؤلاء نحو مئتين من عناصر القوات الخاصة في شمال سوريا.
أول اعتراف من فرنسا بوجود قوات خاصة في سوريا
ورغم أن الحكومة الفرنسية لم تؤكد رسمياً وجود القوات الخاصة في سوريا، فإن الرئيس إيمانويل ماكرون اعترف ضمنياً بوجودهم هناك، عقب اجتماع مع مسؤولي الدفاع الفرنسيين، الأحد 13 أكتوبر.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية عقب اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي بباريس برئاسة ماكرون، أنه سيتم اتخاذ إجراءات «لضمان سلامة العاملين الفرنسيين العسكريين والمدنيين الموجودين في المنطقة».
كما أعلنت أنها ستتخذ خطوات لتعزيز الأمن القومي.
ورفض المتحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية كشف مزيد من التفاصيل عن الإعلان، لأسباب أمنية.
وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي، لوكالة الأنباء الفرنسية: «لم نُخفِ مطلقاً حقيقة أن الدول التي لها وحدات عسكرية صغيرة لن تكون قادرة على البقاء في حال انسحاب الولايات المتحدة».
وذكرت صحيفة «التايمز»، الأسبوع الماضي، أن بريطانيا مستعدة كذلك لسحب قواتها الخاصة العاملة بشمال سوريا في حال انسحاب القوات الأمريكية.
انسحاب جديد للقوات الأمريكية من شمال سوريا
أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، مساء الأحد 13 أكتوبر، أنه يعمل بناءً على أوامر من الرئيس دونالد ترامب، على بدء تنفيذ انسحاب القوات من شمال سوريا، حيث يوجد نحو ألف جندي أمريكي.
وقال مسؤولان لوكالة رويترز، إن الولايات المتحدة تدرس خططاً لسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام، وذلك في جدول زمني أسرع مما كان متوقعاً للانسحاب الأمريكي، وسط عملية عسكرية بدأتها تركيا عند الحدود مع سوريا، يوم الأربعاء الماضي.
ولم يحدد إسبر موعداً للانسحاب، واكتفى بقول إنه يريد تنفيذه «بأمان وفي أسرع وقت ممكن».
وقال المسؤولان الأمريكيان، اللذان طلبا عدم نشر اسميهما، لـ «رويترز»، إن الولايات المتحدة تبحث خيارات عدة، لكنهما أضافا أن الجيش الأمريكي سيسحب على الأرجح معظم قواته خلال أيام وليس أسابيع.
وقال أحدهما إن الانسحاب الكامل ربما يستغرق أسبوعين أو أكثر، غير أن ذلك ربما يتم بوتيرة أسرع من المتوقع.
ويأتي الكشف عن قرار الانسحاب السريع، بعد أحداث سياسية متسارعة خلال الأيام الماضية في سوريا، التي كانت يوماً قلباً لـ «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
بعد قرار الرئيس الأمريكي نقل عدد من الجنود
وبدأت التطورات الأخيرة يوم الأحد 6 أكتوبر الجاري، حين قرر ترامب في أثناء اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نقل عدد قليل من الجنود الأمريكيين من شمال شرقي سوريا.
وانتقد معارضو ترامب هذا القرار، قائلين إنه مهَّد الطريق بعدها بثلاثة أيام، لهجوم تركي على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن.
ويُنظر على نطاق واسع إلى الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، دون التوصل إلى أي حل دبلوماسي عبر مفاوضات، باعتباره هزيمة للسياسة الخارجية الأمريكية، إذ إن الولايات المتحدة فشلت في منع انطلاق العملية العسكرية التي تشنها تركيا، عضوة حلف شمال الأطلسي، على القوات التي تدعمها واشنطن.
وقالت الولايات المتحدة إنها لن تدافع عن المقاتلين الأكراد السوريين في مواجهة تركيا والقوات التي تدعمها أنقرة، رغم أن الأكراد قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية ضد تنظيم «داعش»، ويحرسون حالياً السجون التي يوجد بها عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم.