فرار مئات المعتقلين من سجن في طرابلس
فرَّ نحو 400 معتقل، اليوم الأحد 2 سبتمبر 2018، من سجن يقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس، التي تشهد مواجهات دامية منذ أسبوع، وفق ما أفادت الشرطة القضائية في بيان.
وقالت الشرطة في بيان إن «المعتقلين تمكنوا من خلع الأبواب والخروج بعد أعمال شغب» على هامش المعارك بين مجموعات مسلحة قرب سجن عين زارة، من دون أن تحدد طبيعة الجرائم التي سجن هؤلاء بسببها.
وأضاف البيان ان الحرّاس بسبب خشيتهم على حياتهم، لم يتمكّنوا من منع السجناء من الفرار، فيما لم يُقدّم مسؤول في الشرطة القضائيّة المزيد من التفاصيل، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأُدين معظم المعتقلين في السجن بارتكاب جرائم، أو كانوا من مؤيّدي الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي، وأُدينوا بارتكاب جرائم قتل خلال الانتفاضة التي أطاحت بنظامه في العام 2011.
وكان المجلس الرئاسي الليبي أعلن في وقت سابق اليوم الأحد حالة الطوارئ في العاصمة الليبية وضواحيها على خلفية الاشتباكات.
وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في بيان: «نظراً لخطورة الوضع الراهن ولدواعي المصلحة العامة فإن المجلس يعلن حالة الطوارئ الأمنية بالعاصمة طرابلس وضواحيها».
وأوضح المجلس أن الخطوة تهدف «لحماية المدنيين، والممتلكات الخاصة والعامة والمنشآت والمؤسسات الحيوية»، معلناً عن «تشكيل لجنة لتنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في الاتفاق السياسي، الخاصة بالعاصمة وباقي المدن».
دعوات للتهدئة
وفي تعليقها على انفجار الوضع في العاصمة الليبية، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في طرابلس لوقف الأعمال العدائية واستئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وجاء ذلك في بيان من منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بليبيا، ماريا ريبيرو، حول الخسائر بصفوف المدنيين في طرابلس، مشيراً أن «التقارير الأخيرة تتحدث إلى مقتل 14 مدنياً، بينهم أربعة أطفال، وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح».
ولفتت ريبيرو إلى أن «العائلات في طرابلس تعيش في حالة من الخوف بسبب القصف العشوائي الذي يضرب أحياءها من بعيد دون معرفة من يقف وراء هذه الهجمات ومن أين تاتي»، مشيرةً إلى أن أعمال العنف «تجبر العائلات على الفرار من منازلها فيما ألحقت الضرر بأحد المرافق الطبية (لم تحددها)».
ودعت ريبيرو جميع الأطراف إلى «الامتناع فوراً عن استخدام الأسلحة العشوائية في المناطق السكنية ووقف جميع الأعمال العدائية واستئناف محادثات وقف إطلاق النار».
ومساء اليوم الأحد، قُتل شخصان وأصيبت 5 نساء، جراء سقوط قذيفة عشوائية علي مخيم لنازحي «تاورغاء» في العاصمة الليبية طرابلس، وجاءت القذيفة على خلفية الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة، من دون معرفة الجهة التي أطلقتها، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
وتشهد العاصمة الليبية، منذ نحو أسبوع، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين كتائب مسلحة تتبع اسمياً حكومة «الوفاق الوطني» المعترف بها دولياً على خلفية التنافس على نقاط تمركز في طرابلس.
ورغم التوصل إلى هدنة يوم الجمعة الماضي، بين تلك الكتائب حسب ما أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق، إلا أن تلك الهدنة لم تصمد سوى عدة ساعات حيث تجددت الاشتباكات مساء السبت.