فاينانشال تايمز: هل فشلت محاكمة البشير في إسكات الأصوات المنادية بالعدالة؟
نشرت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية مقالا بعنوان “فشل محاكمة البشير في إسكات الأصوات المنادية بالعدالة”، تتحدث فيه عن محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير وآراء الشارع السوداني حول ذلك.
وأوضحت الصحيفة في مقالها، الذي كتبه توم روبينسون، أن الرئيس البشير، الذي استطاع أن يتجنب الوقوف أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية عام 2010 بحق أبناء دارفور، ها هو اليوم يقف أمام محكمة في إحدى دول شرق إفريقيا (السودان)، التي حكمها لقرابة ثلاثة عقود.
وأشار الكاتب إلى أن مثول البشير أمام المحكمة يشكل لحظة حاسمة ومصيرية بالنسبة للملايين من السودانيين الذين تظاهروا لشهور من أجل إنهاء حكم البشير والعسكر.
ونقل الكاتب عن المحرر السابق لصحيفة “منبر السودان”، واصل علي، قوله إن “مشاهدة الناس للبشير داخل قفص الاتهام تكسر حالة النمطية الطويلة التي تعود عليها الناس، وتجعلهم يشعرون بأن عهد البشير قد انتهى”.
وعلى الرغم من رمزية مثول البشير أمام المحكمة إلا أن الكثيرين يخشون أن المحاكم لن تحقق العدالة التي يحلمون بها. ويقول أمجد فريد، عضو تجمع المهنيين السودانيين، إن “البشير يحاكم فقط بتهمة غسيل الأموال وتقاضي أموال من دول بشكل غير رسمي، لكننا لا نعتقد أن هذه هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبها”.
وأضاف اللواء شرطة، أحمد علي محمد، عضو الفريق الذي يتولى التحقيق مع البشير، أن “مشاهدة البشير وهو يحاكم بتهم الفساد تجعلني أشك أن الحكومة غير جادة في محاكمته عن الجرائم الحقيقية التي ارتكبها”، بحسب كاتب المقال.
وخلصت الصحيفة إلى أن المشكلة تكمن في أن الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي يقضي بتقاسم السلطة خلال الثلاث سنوات والنصف القادمة بين قادة التظاهرات والمجلس العسكري، الذي يعتبر