“فاينانشال تايمز” تكشف عن سر تعامل ترامب مع كوريا الشمالية بطريقة مختلفة عن إيران
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القمة مع نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون بإنه تطور كبير ولم تعد بيونج يانج تشكل تهديداً نووياً للولايات المتحدة، ومع ذلك اعتبر إيران التي لا تمتلك أسلحة نووية نظام ارهاب كبير ومؤخراً قرر انسحاب الولايات المتحدة من الأتفاق النووي مع إيران الذي استغرق سنوات عدة للتفاوض، ما يجعلنا نتساءل عن مدي اختلاف توجهات إدارة ترامب تجاه البلدين وما مدي فرص نجاحها؟ وما مدي الاختلافات بين التهديدات لكوريا الشمالية وإيران؟
وبحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، يشدد الخبراء علي ان التهديد النووي لكوريا الشمالية أكبر كبير من إيران لأن بيونج يانج لديها ترسانة نووية تجعل الولايات المتحدة في خطر، ومع ذلك زعم ترامب أن لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية، ويقدر العلماء أن بيونج يانج لديها العشرات من الرؤوس الحربية النووية والصواريخ الباليستية بعيدة المدي التي يمكن أن تصل إلي الولايات المتحدة ولديها العديد من البرامج العسكرية السرية.
وعلى النقيض من ذلك ، يؤكد الخبراء ان إيران لم تطور أسلحة نووية ، ووضعت مرافق تخصيبها لعمليات تفتيش دولية، ويبلغ نطاق صواريخها الباليستية 2000 كم كحد أقصى ولا يوجد لديها خطط معروفة لتطوير صواريخ عابرة للقارات.
وأشارت الصحيفة إلي أن إيرن لديها العديد من الأعداء في المنطقة وخاصة إسرائيل والسعودية، ولديها عدد قليل من الحلفاء الفعالين، بينما كوريا الشمالية لها علاقات مع جيرانها الصين وكوريا الجنوبية، ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن حريص بشكل خاص علي التوصل إلي سلام دائم لإنهاء عقود من التوتر في شبه الجزيرة الكورية.
وتتساءل الصحيفة عن مدي اختلاف النهج، مشيرة إلي تفاخر ترامب بانسحابه من اتفاقات كبيرة مؤكدا علي أن أدارته لها القدرة علي معالجة المشاكل السياسية الشائكة.
وقال جون وولفستال ، المدير الأعلى السابق لضبط التسلح وعدم الانتشار النووي في مجلس الأمن القومي خلال إدارة أوباما ، قال: ” الأمر مثير للغاية أن يوقع ترامب علي مفس الاتفاق الذي وافقت عليه كوريا الشمالية دون أن يتم تقديم شيء”.
وقال توماس كونتريمان ، الرئيس السابق لعدم الانتشار السلاح النووي في وزارة الخارجية الأمريكية ” إن ترامب كان يطلب أشياء من إيران مثل التخلي عن صواريخها الباليستية وتغيير سياستها الإقليمية، وهي امور لم يطالبها من كوريا الشمالية”.
وقال أحد المشاركين في تحضير قمة سنغافورة “أن الجميع يدرك جهد بيونج يانج للتغيير للتحول من عدو إلي صديق، بينكا إيران كانت دائما سيئة ولم تكن أبداً حليفاً للولايات المتحدة”.
وفيما يتعلق بالتنازلات التي يقدمها ترامب لكل من كوريا الشمالية وإيران، يوضح الخبراء ان إيران لم تصل لمستوي يهدد الولايات المتحدة لكي تقدم إدارة ترامب تنازلات ولكن كوريا الشمالية تمثل تهديد أكبر بكثير من إيران ولديها القوة لفرض شروطها.
وأوضح أحد الأشخاص المطلعين علي الاستعدادات التفاوضية إن قرار ترامب بإلغاء المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، أثار قلق الكونجرس والنقاد ولكنه كان تنازلاً معقولاً ولم يصل إلى أي هبات كبيرة.، وفي نفس الوقت أعطي لكيم فرصة لمواجعة النقاد داهل النخب الكورية الذين يعارضون أمريكا ويعتبروها من الأعداء.
ويقول الخبراء إن التحقق من قدرات كوريا الشمالية سيكون أصعب لأنه ، على عكس إيران ، لم يسمح للمفتشين بالدخول إلى البلاد منذ ما يقرب من عقد من الزمان وتم إخفاء جزء كبير من برنامجها.
وقال مايكل إيلمان ، مفتش الأسلحة السابق: “كان لدينا رؤية جيدة لما كان لدي الإيرانيون في حوزتهم ، وكم المواد التي أنتجوها ، حتى قبل الصفقة ، لكن كوريا الشمالية أكثر غموضاً بكثير”.
وأضاف إيلمان إن تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية سيستغرق عشر سنوات على الأقل.
ومع ذلك ، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو “إن الإدارة تريد أن ترى نزع سلاح كبير للسلاح النووي خلال فترة تولي ترامب الأولى منصبه”.
وأضافت الصحيفة أن هناك اسباب أخري جعلت ترامب يعامل كوريا الشمالية بشكل مختلف عن إيران، وتعامل مع بيونج يانج بعناية خاصة لأن تهديداتها أكثر جدية، ويعتقد آخرون أن الجغرافيا السياسية مختلفة جوهريا حيث قام ترامب بالأخذ في الاعتبار العداء تجاه إيران، وقرر أن إسرائيل والسعودية والإمارات العربية المتحدة أصدقاء اكثر للولايات المتحدة وهذه البلدان ليس لديها اهمية بالاتفاق النووي مع إيران، بجانب أن ترامب لا يمكن أن يدعم أي شيئء قام به سلفه باراك أوباما، وان إدارة أوباما لم تقوم بشيء قوي مع كوريا الشمالية لأنها ركزت علي ضمان النجاح مع إيران، ويؤكد وولفستال أن ترامب أراد أن ينظر له علي أنه حل المشكلة التي لا احد يستطيع حلها من قبل.