فاينانشال تايمز: اليمن الذي مزقته الحرب يرثي ‘جيله الضائع
نشرت صحيفة “حيفة الفايننشال تايمز ” البريطانية تقريرا موسعا عن الأزمة الإنسانية في اليمن كتبه مراسلاها في اليمن والبحرين حمل عنوان “اليمن الذي مزقته الحرب يرثي ‘جيله الضائع'”.
ويبدأ التقرير من عرض حال “كريم”، الصبي اليمني البالغ من العمر 13 عاما الذي اضطر لترك المدرسة التي يحبها وكان يحلم بأن يصبح معلما فيها بسبب الحرب، والعمل في ورشة تصليح سيارات مقابل أجر لا يتجاوز 30 دولارا بالشهر، يستخدمه لمساعدة والده الذي أجبرته الحرب على إغلاق محل بيع الفواكه والخضروات الذي يديره.
ويقول تقرير الصحيفة إن كريم واحد من ما يقدر بنصف مليون طفل يمني أجبروا على ترك دراستهم لمساعدة عوائلهم التي حاصرها الفقر منذ اندلاع القتال في البلاد في عام 2015، لكنها تستدرك بوصفهم أنهم من المحظوظين ولم يكن مصيرهم مثل 5000 طفل قتلوا أو جرحوا في النزاع في اليمن، بحسب الأمم المتحدة.
ويشير التقرير إلى أن النزاع في اليمن، حيث تقاتل قوات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف بقيادة السعودية الحوثيين، قد تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج أربعة أخماس سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة إلى نوع من المساعدة الإنسانية، بحسب الأمم المتحدة.
هيومان رايتس ووتش: قصف التحالف حافلة أطفال في اليمن “جريمة حرب”
التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن يرفض تقريرا للأمم المتحدة
ويقول التقرير إن معاناة الأطفال في اليمن تؤشر كيف أن النزاع قد مزق المجتمع في البلاد التي تعد الأفقر بين الدول العربية، وينقل عن ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن قولها “نشهد خلق جيل ضائع من الأطفال، غير المتعلمين والمكلومين بسبب الحرب، وهذا ما سينتج مشكلات كبيرة في المستقبل”.
ويستشهد تقرير الصحيفة بتقرير صدر من الأمم المتحدة الشهر الماضي أشار إلى تجنيد الأطفال بوصفه واحدا من الانتهاكات التي يرتكبها أفراد من قوات التحالف أو من الحوثيين، والتي قد تصل إلى جرائم حرب، حيث جُند نحو 2400 طفل في جماعات مسلحة بحسب احصاءات الوكالات الأممية.
كما قُصف عدد من المدارس وسيطرت جماعات مسلحة أو نازحون على مدارس أخرى، وبات أكثر من 2500 مدرسة خارج الخدمة، كما قتل نحو 40 طفلا الشهر الماضي في قصف جوي للتحالف استهدف باصا يقلهم، الأمر الذي أثار غضبا واستنكارا دوليين واصدار بيان نادر من التحالف يأسف لما جرى.
ويخلص التقرير إلى أن انهيار اقتصاد البلاد جراء الحرب الدائرة كان له أكبر الأثر على الشباب والأطفال في البلاد، حيث انحدرت العوائل اليمنية في لجة الفقر وبات أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة، وبات الآباء يعتمدون بشكل متزايد على عمالة أطفالهم لسد رمق عوائلهم.
وينقل التقرير عن عُمال إغاثة قولهم إن العديد من العوائل بات يُسرع في تزويج بناته قبل بلوغهن سن الـ 18 أملا في حمايتهن وتقليل عدد الأفواه التي تحتاج إلى الطعام داخل العائلة.