غارة أفغانية تقتل مدنيين وعناصر لطالبان
سقط عدد من القتلى بينهم مدنيون في غارة نفذها الطيران الأفغاني الاثنين على مدرسة قرآنية يعتقد أنها كانت تؤوي تجمعا لعناصر طالبان قرب قندوز بشمال شرق البلاد، على ما أفادت مصادر أمنية وشهود.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن قياديين بارزين في حركة طالبان كانوا داخل المدرسة القرآنية عند وقوع الغارة في ولاية قندوز.
وأضاف إن بين القتلى عددا غير معروف من المدنيين وقياديين بارزين في طالبان كانوا “يخططون لعمليات الربيع المقبل”.
وقال الطبيب نعيم منغل لفرانس برس “نقل العديد من القتلى و15 جريحا على الأقل” بينهم أطفال إلى المستشفى المحلي في قندوز عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.
وقال اقارب الجرحى لمصور فرانس برس في المستشفى إن الهجوم تزامن مع مراسم تخرج لطلاب المدرسة القرآنية.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع وقوع الغارة في داشتي ارشي لكنه وصف الموقع بأنه نوع من “مركز تدريب” لطالبان نافيا سقوط ضحايا مدنيين.
وقال المتحدث محمد ردمانيش “قتل ما لا يقل عن عشرين عنصرا من طالبان بينهم قائد الوحدة الحمراء (وحدة النخبة) في المنطقة إضافة إلى عنصر كبير في مجلس شورى كويتا” مؤكدا سقوط عدد مماثل من الجرحى.
بدوره، قال غلام حضرت المتحدث باسم الوحدة العشرين في الجيش الافغاني لفرانس برس إن الاجتماع ضم “وفدا رفيع المستوى من طالبان” من مجلس شورى كويتا.
واضاف ان الغارة أسفرت عن “مقتل 15 من عناصر طالبان وإصابة 10” آخرين، نافيا أيضا سقوط مدنيين في الهجوم.
من جهته، أفاد مسؤول محلي كبير مقتل وجرح “نحو 150” شخصا في الغارة الجوية.
ويقدم المسؤولون الافغان عادة ارقاما متضاربة لعدد الضحايا بعد وقوع الهجمات.
والحصول على معلومات دقيقة مسألة صعبة ومعقدة بسبب سيطرة طالبان على المنطقة.
والاتصالات مقطوعة في المنطقة منذ بعد ظهر الاثنين بناء على أوامر الحركة الجهادية، على ما قال سكان محليون.
وأكد متحدث باسم القوات الأميركية أن الاخيرة لم تشترك في الغارة الجوية الاثنين.
-هجوم الربيع-
كثفت القوات الجوية الافغانية الناشئة قصفها في الاشهر الأخيرة مع تعزيز الولايات المتحدة للقدرات الجوية للجيش بطائرات وأسلحة أحدث.
والشهر الفائت، اسقطت المقاتلات الافغانية اول قنبلة موجهة بالليزر على مجمع لطالبان في ولاية فرح في غرب البلاد، حيث يشن الجهاديون هجوما ضد القوات الحكومية.
وتأتي غارة الاثنين قبل اسابيع قليلة من موعد شن طالبان هجوم الربيع المعتاد، والذي يتوقع أن يكون دمويا جدا هذا العام.
وزادت القوات الاميركية والافغانية من الهجمات الجوية والبرية ضد متمردي طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية، في مسعى لكسب الحرب المستمرة منذ 16 عاما.
وتمرد حركة طالبان مستمر في أفغانستان منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة نهاية عام 2014، وتمكنت الحركة من استعادة السيطرة على مناطق واسعة وانزال ضربات مؤلمة بقوات الأمن الأفغانية المحاصرة.
وتتنازع عدة مجموعات متمردة الاراضي الافغانية منها حركة طالبان وتنظيم الدولة الاسلامية.
وتسيطر القوات الحكومية على حوالى 40% من الاراضي خصوصا في محيط عواصم الولايات لكن مناطق شاسعة تخرج عن سيطرتها وخصوصا الولايات الجنوبية كهلمند او اوروزغان في الشرق والشمال.
وعرض الرئيس الافغاني أشرف غني في شباط/فبراير الفائت خطة لبدء محادثات تهدف الى انهاء 16 عاما من الحرب، عارضا التفاوض مع طالبان بدون شروط مسبقة. إلا أن الحركة لم ترد بعد على العرض الحكومي.